ولد الشيخ محمد متولي الشعراوي في مصر، تربى و ترعرع فيها، وظهر حبه للعلم والقرآن الكريم منذ أن كان طفلاً صغيراً، للشعراوي عدد كبير من المؤلفات أشهرها و أهمّها تفسير القرآن الكريم وكتاب الأحاديث القدسية، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال احاديث الشيخ الشعراوي.
احاديث الشيخ الشعراوي
يشرح الشيخ الشعراوي في الحديث القدسي الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده والبيهقي في سننه الكبري والبخاري في الأدب المفرد من حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال المولى عز وجل:
(يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)
أصل الظلم هو محبة الانتفاع بجهد الغير فعندما تظلم واحداً فهذا يعني أنك تأخذ حقه , وحقه هو ما جاء به بجهده وكده وتأخذه أنت بلا كد ولا تعب ويتبع هذا أن يكون الظالم قوياً ولكن ماذا عن الذي يظلم إنساناً لحساب إنسان آخر ؟ إنه لم ينتفع بظلمه ولكن غيره هو الذي انتفع وهذا شر من الأول لأنه ظلم إنساناً لنفع عبد آخر ولم يأخذ هو شيء لنفسه.
إذن فالظلم نوعان :
1- إما أن يكون الانتفاع بثمرة جهد غيرك من غير كد.
2- وإما أن تنفع شخصاً بجهد غيره إن الله تبارك وتعالي يريد ان تكون حركة حياتنا شريفة نظيفة , حركة كريمة فلا يدخل بطنك إلا ما تعبت فيه ويأخذ كل إنسان حقه.
وهذا أمر دائر بين الحق والباطل يقول الحق سبحانه في سورة آل عمران ((تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلماً للعالمين)) فالحق سبحانه وتعالي لا يريد الظلم مطلقاً لا من نفسه ولا منكم أنتم أيها العباد وللظلم مظاهر كأن تأخذ إنسان بغير جريمة أو أن تعاقب إنسان فوق مستوي جريمته أو ألا تعطي إنساناً مستوي احسانه والظالم يريد بظلمه أن يعود الأمر بالنفع له.
إذن لا يمكن أن يذهب إنسان من الحق إلي الظلم إلا وهو يريد أن يحقق لنفسه منفعة أن يدفع عن نفسه ضرراً أما الحق سبحانه جل جلاله فلن يحقق لذاته منفعة بظلم أو يدفع ضرراً يقع عليه من خلقه إنه منزه عن ذلك فهو القاهر فوق عباده والحق سبحانه وتعالي إذا نظرنا إليه وهو قوة القوي إذا أراد أن يظلم – وحاشا لله أن يظلم – فماذا يكون شكل ظلمه ؟
إن الظلم يتناسب مع قوة الظالم فقوة القوي عندما تظلم فإن ظلمها لا يطاق , ثم لماذا يظلم ؟ وماذا يريد أن يأخذ وهو الذي وهب ؟ إنه سبحانه مستغن ولن يأخذ من هذا ليعطي ذاك فالعبيد أمام الله سواء لأنه سبحانه لم يتخذ صاحبة ولا ولد , إن الظلم بالنسبة لله محال عقلياً ومنطقياً وحينما أراد الله أن ينفي عن نفسه الظلم ماذا قال؟
والله سبحانه وتعالي لم يمتنع عن الظلم لأنه لا يستطيع أن يظلم ولكن لأنه لا ينبغي له أن يكون ظالماً لأن الظالم يأخذ حق غيره لنفسه أما الله فهو مالك كل شيء فلا يمكن أن يظلم ولا ينبغي له إذن عدم ظلمه سبحانه ليس عن ضعفه عن الظلم ولكن لتنزهه عنه.
ولذلك يقول الحق في سورة العنكبوت ((وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)) وكلمة (ما كان) تختلف عن (ما ينبغي) فساعة تسمع “ما ينبغي لك أن تفعل ذلك” فهذا يعني أن لك قدرة علي أن تفعل ولكن لا يصح أن تفعل , ولكن حينما يقال “ما كان لك أن تفعل” أي أنك غير مؤهل لفعل هذا مطلقاً.
ومثال ذلك ولله المثل الأعلي : أن يقال لفقير “ما كان لك أن تشتري فيديو” لأنه بحكم فقره غير مؤهل لشراء مثل هذا الجهاز ولكن حين يقال لآخر “ما ينبغي لك أن تشتري فيديو” أي أنه عنده القدرة علي الشراء ولكن القائل له يري سبباً غير الفقر هو الذي يجب أن يمنع من الشراء.
هناك فرق بين نفي الإمكان ونفي الانبغاء والحق سبحانه لا يظلم أحداً ولو مثقال ذرة إذن فهو ليس بظلام للعبيد لأنه لو ظلم كل عبد من عباده ذرة لكانت كمية الظلم هائلة لكثرة العباد ولكن حتي هذه الذرة من الظلم لا تحدث من الله لأنه سبحانه ليس بظلام للعبيد.
والظالم من البشر جاهل لماذا ؟ لأنه قوي الذي ظلمه ولم يضعفه , فالظالم يظلم ليضعف المظلوم أمامه فنقول له : أنت قليل الذكاء لأنك قويته علي نفسك وفعلت عكس ما تريد كيف ؟ لنوضح ذلك بمثال ولله المثل الأعلي الواحد منا له أولاد فإذا ما جاء يوماً أحد أولادك وقد ظلم أخاه يوماً فقلب الوالد يكون مع من ؟ الظالم أم المظلوم ؟ فقلب الوالد يكون مع المظلوم بل ويحاول الوالد أن يسترضي المظلوم إذن فالولد الظالم ضر أخاه ضرراً سناسب طفولته ولكنه أعطاه نفعاً يناسب قوة والده وما دمنا جميعاً عبيداً لله فماذا يفعل الله حين يري سبحانه واحداً من خلقه قد ظلم آخر ؟ لابد أن الحق سيشمل المظلوم برعايته.
أبرز أقوال الشيخ الشعراوي
- المؤمن لا يطلب الدنيا أبداً .. لماذا؟ .. لأن الحياة الحقيقية للانسان في الآخرة. فيها الحياة الأبدية والنعيم الذي لا يفارقك ولا تفارقه. فالمؤمن لا يطلب مثلاً أن يرزقه الله مالاً كثيراً ولا أن يمتلك عمارة مثلاً .. لأنه يعلم أن كل هذا وقتي وزائلة .. ولكنه يطلب ما ينجيه من النار ويوصله الى الجنة.
- الهدى يتطلب هادياً ومهدياً ، وغاية تريد أن تحققه. فإذا لم يكن هناك غاية أو هدف فلا معنى لوجود الهدى لأنك لا تريد أن تصل إلى شيء .. وبالتالي لا تريد من أحد أن يدلك على طريق .. إذن لا بُد أن نوجد الغاية أولاً ثم نبحث عمن يوصلنا إليها.
- الغيب هو ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، والرسل لا يعلمون الغيب .. ولكن الله سبحانه وتعالى يعلّمهم بما يشاء من الغيب ويكون هذا معجزة لهم ولمن اتبعوهم.
- القرآن الكريم كتاب يبصرنا بقضية القمة في العقيدة وهي أنه لا إله إلا الله وأن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، وهو بهذا يخرج الناس من الظلمات الى النور.
- ترى بإيمانك ما تعجز عينك عن أن تراه .. هذه هي الرؤية الإيمانية، وهي أصدق من رؤية العين.. لأن العين قد تخدع صاحبها ولكن القلب المؤمن لا يخدع صاحبه أبداً.
- لو لَم يوجد يوم للحساب، لنجا الذي ملأ الدنيا شروراً دون أن يجازى على ما فعل.. ولكان الذي التزم بالتكليف والعبادة وحرم نفسه من متع دنيوية كثيرة إرضاء لله قد شقي في الحياة الدنيا.
- لا تحزن إذا أرهقتك الهموم، وضاقت بك الدنيا بما رحبت، فربما أحب الله أن يسمع صوتك وأنت تدعوه.
- ابتعد عن من تكره، لا تجامل كذبا، ولا توافق خجلا، لم يمنحك الله هذه النفس لتعذبها.
- إلهي قلوبنا بين يديك، امنحها صبرًا لا ينتهي.
- لا تحزن عندما يهجرك أو يتغير عليك البعض، ربما هي دعوتك ذات ليلة: واصرف عني شر ما قضيت.
اقرأ أيضًا:
دعاء الشيخ الشعراوي لتيسير الزواج
المصادر: