من هي فرقة التابوت
تختلف عادات الناس في توديع موتاهم، ولكن تبقى عادة رقصة التابوت هي الأكثر غرابة، لذلك يُوضح موقع معلومات في هذا المقال من هي فرقة التابوت وكيف انتشرت؟
من هي فرقة التابوت
انتشرت في الفترة الأخيرة الكثير من الفيديوهات لفرقة مكونة من رجال أفارقة يرقصون بنعش أحد الأشخاص في حفل تأبينه وتُعرف هذه الفرقة باسم فرقة التابوت.
يقع مقر هذه الفرقة في مدينة برامبرام الساحلية في منطقة أكرا الكبرى جنوب غانا، وهم يُؤدّون هذا العمل في جميع أنحاء البلاد، وكذلك أصبح لهم وجود دولي حيث زارت هذه الفرقة المملكة العربية السعودية بالتزامن عودة الحياة الطبيعية ورفع حظر التجوال.
وتعود نشأة هذه الطقوس التي كانت مقتصرة في وقت سابق على زعماء القساوسة والعسكر إلى أقلية غانية كانت ورثتها عن معتقدات إثيوبيين هاجروا ما بين القرنين الـ15 و18، إلا أنّ مؤرخين آخرين قالوا إنها تعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي.
تحمل “فرقة التابوت” النعش ويرقصون بطريقة غريبة، فهم لا يكتفون بهزّ النعش فقط، بل يرمون قبعاتهم، يسقطون على الأرض، يدورون، حتى يرمون النعش في الهواء، ويعتقدون أنّ هذه الرقصة كناية عن مراسم وداع لائقة بالراحل. وهذه العادة التقليدية أتاحت 100 وظيفة في غانا.
ولا يقتصر أعضاء الفرقة على الرجال فقط بل تضم أيضا نساء يشاركن في الرقصة ذاتها وكلما زاد عدد أفراد الفرقة ارتفع المبلغ الذي تتقاضاه من أهل الميت. ويلتزم أعضاء الفرقة بزي موحد للرجال وآخر للنساء ويؤدون الرقصة بحركات متناغمة ووفق إيقاع واحد وسط حضور كبير من أهالي المتوفى وأصدقاءه وجيرانه بالمنطقة.
تختلف تكاليف الخدمة اعتمادًا على نوع الحفل، والذي يمكن أن يستمر ما بين ثلاثة وسبعة أيام. في المتوسط، تبلغ التكلفة عادة حوالي 13000 سيدي -عملة غانا- وهو ما يعادل ما يزيد قليلاً عن 2000 يورو. ومع ذلك، قد يكون الرقم أعلى، ولا يعدُّ هذا مبلغاً كبيراً بالنسبة إلى السكان، إلى جانب تكاليف أيام طقوس الاحتفاء بالموت التي تصل إلى أضعافه ثلاث مرات أو أكثر.
انتشار فرقة التابوت
يعود ظهور فرقة التابوت على مواقع التواصل الاجتماعي إلى عام 2015 بعدما نشر فيديو عنها على موقع يوتيوب، محققاً ما يتجاوز 4 ملايين ونصف المليون مشاهدة، كما ظهر فيديو آخر في عام 2017، لكن انتشار هذه الفرقة لا يعود إلى موقع يوتيوب وإنما موقع “تيك توك”، خاصة مع الأزمة الحالية التي يعيشها العالم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد وفرض الحجر المنزلي في الكثير من الدول، الأمر الذي دفع الكثيرين لقضاء وقتهم على موقع التيك توك.
من الجدير بالذكر أنه في عام 2017، قامت وكالة BBC News Africa بتوثيق عمل فرقة التابوت، والتي عادة ما تكون مجموعة من أربعة إلى ستة أشخاص يقومون برفع المعنويات في الجنازات الغانية برقصات نابضة بالحياة أثناء نقل التوابيت. تدفع العائلات مبالغ كبيرة مقابل خدماتهم لإرسال أحبائهم بهذه الطريقة.
وفي 26 فبراير 2020، تم تسجيل مقطع فيديو خاص برقصة التابوت، وجرى تداوله بكثرة بين المشتركين حول العالم حتى بات حديث الجميع في الفترة الأخيرة، وفي أبريل 2020 عمد صناع “الميم”، والكوميكس، والفيديوهات الساخرة، إلى توظيف مقاطعهم للدلالة على النهاية الحزينة والمضحكة في الوقت نفسه للعديد من الحوادث، مثل أن يحاول شخص القيام بفعل خطير ولكنه يفشل، فيتم تركيب هذا المقطع، كنوع من السخرية.
يتم إقران المقاطع بشكل عام بأغنية “Astronomia” للفنان الموسيقي الروسي توني إيجي وريمكس الأغنية من قبل الثنائي الهولندي Vicetone. ترتبط العديد من الاستخدامات لهذا الميم بشكل شائع بجائحة فيروس كورونا، فقد استُعملت عدة صور ومقاطع فيديو للوقاية من فيروس كورونا، تُرفق بجملة: “ابقوا في المنازل أو سنرقص معكم”.
صناعة التابوت
يقول بنيامين إيدو أحد متعهدي إقامة حفلات فرقة التابوت “عندما يأتي إلينا العميل فإننا نسأله هل يريد جنازة عادية أم يريد أن يضيف عليها بعض الحركات الاستعراضية أو حركات محددة مخصصة؟”، ويقول ايمانيول دوكو، وهو مدير أحد المحلات المتخصصة في صناعة التوابيت، أن الأمر يستغرق فترة تصل إلى ثلاثة أشهر بحسب شكله المطلوب لصنع التابوت الواحد.
ويعتقد الغانيون أنّ النعش أو التابوت لا بدّ أن يعبر عن مهنة الميت في أثناء فترة حياته. يوجد من يشترط أن يكون “التابوت” على شكل طائرة إن كان يعمل في مجال الطيران، أو على شكل سيارة إن كان سائقاً، ولا غرابة أيضاً إن كان التابوت على شكل سمكة، لأن صاحبه حتماً كان بحاراً أو صائد سمك، ويفسّر الغانيون هذا الأمر بأنه لا بدّ للميت أن يُوضع في تابوت له علاقة في مهنته حتى تتمكّن الروح من مواصلة نشاطها إلى أن تُبعث من جديد.
اقرأ أيضًا:
المصادر: