ما هي الفرقة السرورية

الفرقة السرورية من الفرق التي أثارت جدلًا كبيرًا لدرجة أنها وُصفت باعتبارها واحدة من أكثر الفرق الإسلامية تأثيرًا وتطرفًا في الوقت الحالي، لذلك يُجيب موقع معلومات في هذا المقال عن سؤال ما هي الفرقة السرورية وسبب تسميتها بالإضافة إلى تاريخها وأفكارها.

ما هي الفرقة السرورية

ما هي الفرقة السرورية

الحركة السرورية هي حركة تأخذ من السلفية الموروثة العقيدة، ولكن بشكل انتقائي، وتأخذ من جماعة الإخوان المسلمين الأشكال التنظيمية الحركية، على اعتبار أن جماعة الإخوان لا تكترث بالعقيدة، وجلهم أشاعرة، وتتساهل مع الفرق التي تدعي أنها إسلامية، بينما هم – أي السرورية – يجعلون العقيدة أولاً، ولكنهم يسبغون عليها البعد السياسي، كشرط ضرورة، لا يكتمل إسلام المرء إلا به، ويسمونها الحاكمية، رغم أن السلف الأوائل لم يشترطوا هذا الشرط.

لماذا سميت الفرقة بهذا الاسم؟

محمد سرور

أطلق اسم السلفية السرورية على تيار السلفية الاخوانية أو الاخوانية السلفية، وهو كما تشير العديد من التقارير ليس إلا اسماً اصطلاحياً للتداول والتسهيل، لوصف المتحول الجديد في العمل الإسلامي الحركي.

وتسمية السرورين يرفضها أغلب إسلاميي السعودية ويرفضها محمد سرور نفسه، وبرزت بشكل علني في أعقاب حرب الخليج، ويقول بعض المتخصصين أنها جاءت من خصوم التيار السروري، والمتضررين منه خاصة من تيار الإخوان المسلمين الذين رأوا في هذا التيار إهداراً لطاقات العمل الإسلامي، كما يعتبر بعض الخبراء أن “السلفية الجامية” تعتبر من أبرز من وقفوا وراء الترويج لهذا الاسم.

المنهج السروري لا يصنف على أنه منهج إخواني، فضلًا عن كونه شيئًا آخر غير السلفية التقليدية، والسلفية الجهادية، الذي أنه تم رصد العديد من نقاط الخلاف بين السلفية السرورية والسلفية الجهادية.

تاريخ الفرقة السرورية

الفرقة السرورية

نشأت هذه الجماعة في المملكة على يد مدرس كان يعمل في المرحلة المتوسطة في المعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام، يدعى “محمد سرور نايف زين العابدين”، لم يدرس العلم الشرعي دراسة منهجية. بدأ دعوته في حائل، ويقال بريدة، ثم انتقل إلى المنطقة الشرقية.

لما تنبهت لنشاطاته الحركية الحكومة ذهب إلى الكويت، ومنها إلى بريطانيا، حيث أسس مجلة السُّنة التي كان مريدوه يهرِّبون أعدادها إلى المملكة وبقية الدول العربية. وُلد محمد سرور في حوران في بلاد الشام عام 1938م، واعتنق أولاً الفكر الإخواني، وعندما قَدِم إلى المملكة وجد أن التأسلم السياسي الذي لا يكترث بنقاء العقيدة، كما هو منهج الأخوان، سينتهي في المملكة حكمًا إلى الفشل، فبدأ من الستينيات الميلادية يؤسس لطرح جديد، يزاوج بين العقيدة والسياسة، وسلك بطرحه النهج الذي تعلمه من جماعة الإخوان عندما كان منتميًا لهم.

استطاعت هذه الحركة الوليدة أن تجد آذانًا صاغية وأصداء واسعة لدى كثير من الشباب المتحمس، الذي كان متعطشًا لطرح سُني ثوري تغييري على غرار حركة الخميني في إيران. وقد اخترق السروريون كل الطبقات في بداية الثمانينيات، وتبناها كثير من الدعاة والمعلمين والقضاة الشباب، كما أنهم اخترقوا حتى المسؤولين في وزارة الداخلية، حينما أوكلت إلى محمد سرور نفسه تأليف كتاب يذب به عن أهل السنة في مواجهة الثورة الخمينية، وفعلاً صدر هذا الكتاب تحت اسم “وجاء دور المجوس”، ورمز محمد سرور لنفسه باسم «عبدالله الغريب»، وكان الخوف من تمدد ثورة الخميني في ذروته.

تبنت الدولة في البداية السروريين على اعتبار أنهم تيار سلفي، نقي، ويواكب توجهات الدولة السعودية السلفية؛ الأمر الذي أعطى كوادر هذا التنظيم في الثمانينيات من العقد الماضي حرية في الحركة والدعوة والقدرة على اجتذاب الشباب حينها، وأدلجتهم، في حين خبا وهج جماعة الإخوان المسلمين نوعًا ما؛ ما خلق بين التوجهين صراعًا فكريًّا شرسًا، كانت الغلبة فيه للسروريين.

احتلال صدام للكويت، وشعور السروريين بانتشارهم وكثرة أتباعهم، كانا النقطة المفصلية التي حدث فيها الطلاق بين الحكومة والسروريين، خاصة بعد سجن كبار رموزهم، الذين ظنوا أن الدولة غير قادرة على مواجهتهم، غير أنه كان طلاقًا رجعيًّا؛ فانتصار المملكة في حرب تحرير الكويت، وشعورهم بأنهم تعجلوا في المواجهة، جعلهم يحنون رؤوسهم للعاصفة، ويتحينون الفرص لإثبات ولائهم وتمسكهم بالبيعة من جديد في حركة تكتيكية، أعادت المياه إلى مجاريها بينهم وبين الدولة.

هادنتهم الدولة بنوع من الحذر، وحاولت أن تحتويهم، غير أن المؤدلج مثل مدمن المخدرات، قد يشعرك بأنه عاد عن إدمانه طالما أنه يحس أنك أقوى منه، إلا أنه إذا لاحت له الفرصة عاد وكأنه المناضل العنيد، الذي لا يمانع في أن يضحي بروحه نصرة لقضيته.

أفكار الفرقة السرورية

أفكار الفرقة السرورية

  • السرورية منهج يختلف عن المنهج الإخواني والسلفي التقليدي فهو يقوم على المزج بين شخصيتين إسلاميتين هما ابن تيمية وسيد قطب، فقد أخذوا من ابن تيمية موقفه السلفي الصارم من المخالفين للسنة من الفرق والمذاهب الآخرى مثل الشيعة، ومن سيد قطب أخذوا منه ثوريته وآمنوا بقوة طرحه حول مبدأ الحاكمية الذي يُعد من القضايا الأساسية للسرورية.
  • الإخلال بأصل السمع والطاعة الذي هو من أصول معتقد أهل السنة، وهو ما دفع الإمام الألباني إلى اعتبارهم خوارج إلا من بعض الجوانب.
  • تنطلق السلفية السرورية، من القواعد الفقهية للسلفية التقليدية، وأشارت بعض التقارير أنها لجات لذلك بغية النفاذ للمجتمع المحافظ، والفوز بثقته، بينما أخذت من تنظيم الإخوان طابع التنظيم الحركي السياسي، ما أعطاها مزيجاً من ذات اللونين الموجودين وهو ما ساعد أنصارها على التخفي طويلاً.
  • التركيز على المظاهر الشكلية السنية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والعاطفة الدينية الجياشة.
  • تعظيم السلف الصالح من الصحابة والتابعين، وأئمة المذاهب الأربعة وغيرهم من العلماء والمجاهدين والمصلحين.
  • التأكيد على مسألة البراءة من غير المسلمين.

اقرأ أيضًا:

من هي الفرقة الإباضية

من هم الخوارج

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مصدر 4

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *