تعد قرية الفاو الأثرية الواقعة على بعد 300 كم شمال نجران من أهم المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية؛ حيث تضم الكثير من الآثار والتحف واللوحات فضلا عن النقوش الفريدة، التي تشير إلى الكثير من الدلائل التاريخية الهامة.. مزيد من معلومات عن قرية الفاو الأثرية.
معلومات عن قرية الفاو الأثرية
- كانت قرية الفاو الواقعة في سفوح جبال الطويق بالقرب من قرية وادي الدواسر الحالية، على بعد 700 كيلومتر جنوب غرب الرياض، محطة تجارية مهمة تربط الخليج العربي ببلاد الشام.
- أصبحت مركزًا دينيًا وسياسيًا وثقافيًا في شبه الجزيرة العربية وعاصمة مملكة كندة.
- وبحسب مركز الملك عبد العزيز للثقافة العالمية، اشتهرت قرية الفاو بأسماء عديدة عبر العصور منها “المدينة الحمراء” و “مدينة الحدائق”.
- وهي واحدة من 13 مدينة قبل الإسلام تم اكتشافها مؤخرًا في المملكة العربية السعودية.
- يعود الاهتمام بالقرية كموقع أثري إلى أربعينيات القرن الماضي عندما قدم بعض عمال أرامكو السعودية تقارير عنها.
- اكتشفها في وقت لاحق العديد من علماء الآثار الأجانب، ثم بدأت الحفريات الجادة في عام 1972.
- تم العثور على العديد من المكتشفات في الموقع، بما في ذلك الكتان وصوف الأغنام والعملات الفضية والأساور المصنوعة من المعدن والزجاج والعاج والخواتم الفضية والنحاسية والخرز والزجاجات الصغيرة للعطور ومستحضرات التجميل.
إدارة المياه والأنشطة الزراعية
- غالبًا ما يقال أن وجود مثل هذه المدينة الكبيرة يثبت أن وسط شبه الجزيرة العربية كان مغطى بالنباتات المورقة بفضل الطقس الأكثر رطوبة.
- ولكن إذا كان مثل هذا المناخ موجودًا في الماضي، فقد مرت آلاف السنين قبل تأسيس مدينة قرية الفاو التي في القرن الرابع قبل الميلاد، وهو الوقت الذي كان فيه المناخ مشابهًا تمامًا لما هو عليه اليوم.
- ومن هنا كانت الطريقة الوحيدة لازدهار المدينة التجارية هي استغلال المياه الجوفية، وهو ما فعله السكان في ذلك الوقت بمهارة كبيرة.
- وتشهد الآبار العشرين التي تم حفرها في الموقع الأثري على قدرة أهالي قرية الفاو على استخراج المياه من الأرض وتزويدها للسكان والمزارع.
- لا تزال القنوات التي توجه المياه إلى قلب الواحة حيث نمت أشجار النخيل والكروم والحبوب المختلفة موجودة.
- تم استخدام جذوع النخيل والأشجار الأخرى في صنع أسطح المنازل، بينما استخدمت الألواح الخشبية المصنوعة من الخشب المحلي أو المستورد للأبواب والنوافذ والأدوات المنزلية.
- كانت تربية الحيوانات نشاطًا مهمًا، فامتلك السكان قطعان من الأبقار والأغنام والماعز والإبل، واستخدموا روثهم في تسميد الحقول.
المنطقة السكنية
- ربما تفسر حقيقة أن قرية الفاو كانت بعيدة جدًا سبب عدم شعور السكان بالحاجة إلى بناء أي جدار أو حصن لحمايتها.
- كانت مدينة تجارية يسهل الوصول إليها ونقطة انطلاق للمسافرين والتجار والحجاج.
- شيد السكان عدة بوابات كبيرة على الجوانب الشمالية والجنوبية والغربية للمدينة.
- شيدت جدران المبنى بالطوب المشمس لكن الأساسات والمقابر والأبراج الجنائزية كلها مصنوعة من الحجر المنحوت.
- تميزت جميع الأبنية بالعناية التي شيدت بها وسماكة جدرانها التي يصل عرضها إلى 1.8 متر.
- كانت الأبواب وإطارات المنازل مصنوعة من الخشب.
- تضم المنطقة السكنية أيضًا القصر الرئيسي لقرية الفاو الذي كان مقرًا لملوك وسط الجزيرة العربية.
المعابد
- تم العثور على ثلاثة معابد في قرية الفاو.
المقابر
- من السمات المرئية لقرية الفاو مقابر على شكل برج تم بناؤها لأبرز السكان.
- لكن المدينة تستضيف تنوعًا كبيرًا في أنواع المقابر، والتي تتوافق مع الفترات المختلفة التي كان فيها الموقع محتلاً.
- بجانب كل برج تم حفر مقابر تحت الأرض مع العديد من غرف الدفن التي لا يزال يمكن الوصول إليها عن طريق السلالم.
- كانت المقابر العامة في الشمال الشرقي من المدينة مقابر لمواطني المدينة الأقل حظًا، وتتألف من أرض غير منتظمة الشكل يتراوح عمقها بين متر وخمسة أمتار، ولم تتغير عمليًا ولم تكن مغطاة بالجير.
المصنوعات اليدوية
- قدم الموقع الأثري لقرية الفاو بعض أرقى القطع الفنية العربية القديمة بما في ذلك اللوحات الجدارية والتماثيل والمجوهرات والعملات المعدنية والزجاج والفخار والسيراميك .
كيفية زيارة قرية الفاو
- تقع قرية الفاو على بعد بضع مئات من الأمتار من الطريق السريع جنوب وادي الدواسر ولكن لا يمكن الاقتراب منها بسيارة ذات عجلتين لأن التضاريس رملية.
- الموقع الأثري مغلق لذلك يجب أن يكون الزوار برفقة مرشدين سياحيين .