أسباب نزول سورة الكافرون
سورة الكافرون هي سورة من قصار سور المُفصِّل، يبلغ عدد آياتها ست آيات فقط، وقد بدأها الله -سبحانه وتعالى- بفعل أمر، قال تعالى في مطلع سورة الكافرون: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الكافرون.
أسباب نزول سورة الكافرون
عند الحديث عن سبب نزول سورة الكافرون، يجب أن نُشير إلى إنَّ علم أسباب النزول علم واسع عظيم؛ فهو مفتاح من مفاتيح تفسير الآية القرآنية، ولم يحطْ هذا العلم بكلِّ ما نزل من القرآن الكريم، فكثيرةٌ هي الآيات القرآنية التي لم يردْ فيها سبب نزول صريح، كالآيات القرآنية التي ذكرتْ قصص الأولين وغيرها.
فيما يتعلَّق بسبب نزول سورة الكافرون فقد جاء في سبب نزول سورة الكافرون إنَّ مجموعة من كفَّار قريش جاؤوا إلى النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- وعرضوا عليه أن يعبدوا الله سنةً مقابل أن يشاركهم رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- عبادة الآلهة الباطلة التي يعبدونها سنةً أيضًا، فأنزل الله تعالى هذه الآية التي قضى الله تعالى فيها مصير هذه المفاوضات التي جاء بها المشركون.
قال الإمام السيوطي في سبب نزول سورة الكافرون: “أخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن وهب قال: قالتْ قريش للنَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: إنَّ سرَّكَ أنْ نتبعكَ عامًا وترجعَ إلى ديننا عامًا، فأنزل الله: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} إلى آخر السورة.
هل سورة الكافرون مكية أم مدنية؟
سورة الكافرون من السور المكية، تقع سورة الكافرون في جزء عم؛ وهو الجزء الثلاثون في القرآن الكريم، وهي السورة التاسعة بعد المائة في ترتيب سور المصحف الشريف، نزلت سورة الكافرون بعد سورة الماعون، وهي من السور التي تخلو من لفظ الجلالة.
سبب تسمية سورة الكافرون بهذا الاسم
السبب في تسمية هذه السورة باسم سورة الكافرون هو ورد كلمة الكافرون في مستهل السورة، كما يُطلق عليها أيضًا العديد من الأسماء مثل سورة الدِّين وسورة العبادة.
من الجدير بالذِّكر إنَّ سورة الكافرون تُسمَّى أيضًا بسورة الإخلاص، والدليل على هذا هو ما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- حيث قال: “إنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قرأ في رَكْعتيِ الطَّوافِ بسورَتَيِ الإخلاصِ : {قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَ{قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ}”. (( الراوي : جابر بن عبد الله | المحدث : الألباني| المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 869 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
الإخلاص الموجود في سورة الكافرون هو إخلاص في العمل، والإخلاص الموجود في سورة الإخلاص هو إخلاص القول، جاء عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- ما يأتي: “أنَّ رجلًا قام فركَع ركعتَيِ الفجرِ فقرَأ في الرَّكعةِ الأولى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، حتَّى انقضَتِ السُّورةُ فقال النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: هذا عبدٌ عرَف ربَّه، وقرَأ في الآخِرةِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حتَّى انقضَتِ السُّورةُ، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: هذا عبدٌ آمَن بربِّه، فقال طلحةُ: فأنا أستحبُّ أنْ أقرَأَ بهاتَيْنِ السُّورتَيْنِ في هاتَيْنِ الرَّكعتَيْنِ”. (( الراوي : جابر بن عبد الله | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2460 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
فضل سورة الكافرون
جاءتْ في السنة النبوية الشريفة بعض الأحاديث التي تبيِّن فضل سورة من سور القرآن الكريم بشكل خاص، وسورة الكافرون واحدة من هذه السور، فقد جاء أنَّها تعدل ربع القرآن الكريم، روى الصحابي الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: “إذا زُلْزِلَتْ تَعدلُ نصفَ القرآنِ، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تعدلُ ثلُثَ القرآنِ، وقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُوَنَ تعدلُ رُبُعَ القرآنِ”. (( الراوي : عبد الله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2894 | خلاصة حكم المحدث : صحيح دون فضل زلزلت ))
وقد جاء أيضًا في فضل سورة الكافرون إنَّ هذه السورة براءة من الشرك، لذلك يُستحبَّ أنَّ يقرأها الإنسان قبل نومه، وهذا ما جاء في الحديث الذي رواه نوفل بن فروة الأشجعي -رضي الله عنه-: “هل لك في ربيبةٍ لنا فتكفُلَها زينبُ، قال: ثمَّ جاء فسأَله النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقال: ترَكْتُها عندَ أمِّها، قال: فمجيءٌ ما جاء بك؟ قال: جِئْتُ لِتُعلِّمَني شيئًا أقولُه عندَ منامي، قال: اقرَأْ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثمَّ نَمْ على خاتِمتِها فإنَّها براءةٌ مِن الشِّركِ. (( الراوي : نوفل بن فروة الأشجعي | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 5526| خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
ورد في السنة استحباب قراءة سورة الكافرون في صلاة المغرب ليلة الجمعة فعن جابر بن سمرة أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يقرأُ في صلاةِ المغربِ ليلةَ الجمعةِ ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، وكان يقرأُ في صلاةِ العشاءِ الآخرةِ ليلةَ الجمعةِ سورةَ الجمعةِ والمنافقينَ. (( الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : الثقات، الصفحة أو الرقم: 6/367 | خلاصة حكم المحدث : محفوظ عن سماك ))
عن جبير بن مظعم: قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتُحِبُّ يا جُبَيرُ إذا خرَجْتَ في سفرٍ أن تكونَ مِن أمثَلِ أصحابِك هيئةً وأكثرِهم زادًا فقلتُ نَعَمْ بأبي أنت وأمِّي قال فاقرَأْ هذه السُّورَ الخَمْسَ { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } و { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ } و { قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ } و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ } و { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } وافتَتِحْ كلَّ سورةٍ ببسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ واختِمْ قِراءتَك ببسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم قال جُبَيرٌ وكنتُ غنيًّا كثيرَ المالِ فكنتُ أخرُجُ في سفرٍ فأكونُ أبَذَّهم هيئةً وأقَلَّهم زادًا فما زِلْتُ منذُ علَّمَنيهنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقرَأْتُ بهنَّ أكونُ مِن أحسَنِهم هيئةً وأكثرِهم زادًا حتَّى أرجِعَ مِن سَفَري. (( الراوي : جبير بن مطعم | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 10/136 | خلاصة حكم المحدث : فيه من لم أعرفهم ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: