سورة الزلزلة من السور القرآنية القصيرة التي تتحدث عن أهوال يوم القيامة وتوجّه الإنسان إلى الاستعداد لهذا اليوم بأعمال الخير واجتناب الشر، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الزلزلة ومكان نزولها وسبب تسميتها بالإضافة إلى فضلها.
أسباب نزول سورة الزلزلة
بما أنَّ سورةَ الزلزلة من السور القصيرة، فإنّه من السَّهل حصر أسباب نزولها، فهي تتألف من ثماني آيات قصيرة، ومن أهمّ أسباب نزول سورةِ الزلزلة كما وردَ عن عبد الله بن عمرو قال: “نزلتْ إذا زلزلتِ الأرضُ زلزالَها، وأبو بكر الصديق -رضي الله عنه- قاعدٌ، فبَكى أبو بكرٍ، فقال له رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: ما يبكيك يا أبا بكر؟، قال: أبكاني هذه السُّورة، فقالَ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “لو أنَّكم لا تخطئون ولا تذنبون لخلق الله أمة من بعدكم يخطئون ويذنبون فيغفر لهم”. (( الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/144 | خلاصة حكم المحدث : فيه حيي بن عبد الله المعافري وثقه ابن معين وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح ))
إنَّ الأرضَ لتخبرُ يومَ القيامةِ بِكلِّ عملٍ عُمِلَ على ظَهرِها وقرأَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} فتلاها حتَّى بلغَ {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} أتدرونَ ما أخبارُها جاءَ جبريلُ عليهِ السَّلامُ قال خبرُها إذا كانَ يومُ القيامةِ أخبرت بِكلِّ عملٍ عُمِلَ على ظَهرِها. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البيهقي | المصدر : شعب الإيمان، الصفحة أو الرقم: 5/2467 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] رشدين بن سعد ضعيف ))
وفيما وردَ أيضًا من أسباب نزول سورة الزلزلة، عن سعيد بن جبير قال: لمّا نزلتْ: “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ”،، كانَ المسلمُونَ يرونَ أَنَّهُم لَا يؤجرون عَلى الشَّيءِ القَليلِ الذي أَعطوهُ، وكان آخرون يرون أنهم لا يلامون على الذنب اليسير: كالكذبة والنظرة والغيبة والنميمة وأشباه ذلك، ويقولون: إنما أوعد الله النار على الكبائر، فأنزل الله سبحانه: “فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ”.
هل سورة الزلزلة مكية أم مدنية؟
إنَّ سورةَ الزلزلة من السور المدنية، أيْ التي نزلتْ على الرسول الكريم في المدينة المنورة، وتقع في الجزء الثلاثين والحزب الستين من ترتيب المصحف الشريف، وترتيبها التاسعة والتسعون بين آيات المصحف، وقد نزلتْ بعد سورة النساء، ويبلغ عدد آياتِها (8) آيات، وتتحدّث عن أهوال يوم القيامة، وتصفُ بعض ما سيحدث في ذلك اليوم المهول، وتبدأ بأسلوبِ شرط، ومن الجدير بالذكر أنّه لم يذكر فيها لفظ الجلالة أبدًا.
سبب تسمية سورة الزلزلة
يعودُ سبب تسمية سورةِ الزلزلة بهذا الاسم إلى افتتاح السورة بهذا اللفظ، إضافة إلى كون السورة تتحدث عن يوم الزلزلة، وهو يوم القيامة، وتفصِّلُ في شرح أحداث هذا اليوم باستخدام ظرف الزمان يومئذٍ، قال تعالى: “يَومئذٍ تُحدِّثُ أخبارهَا * بأَنَّ ربَّكَ أَوحَىٰ لها * يَومَئذٍ يَصدُرُ النَّاسُ أشتَاتًا لِيُرَوا أَعْمالهُمْ * فَمن يَعمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْملْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ”، وفي معنى آية: “إذا زُلزلت الأرض زلزالها”، قال ابن عباس -رضي الله عنه-: “أيْ إذا تحركتِ الأرض من داخلها”.
فضل سورة الزلزلة
لقدْ وردَت أحاديث كثيرة تتحدّث عن فضل سورة الزلزلة وعظمتها، وتفصّل في أجر قارئ سورة الزلزلة، فقد وردَ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: “إِذَا زُلْزلَتْ تَعدِلُ نصفَ القُرآنِ، وَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ تَعْدِلُ رُبْعَ القُرْآنَ، وَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنَ”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 2/321 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] يمان بن المغيرة العنزي ))
أنَّ رجُلًا أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ أقرِئْني القُرآنَ قال : ( اقرَأْ ثلاثًا مِن ذَواتِ الر ) قال الرَّجُلُ : كبِر سِنِّي وثقُل لساني وغلُظ قلبي قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( اقرَأْ ثلاثًا مِن ذواتِ حم ) فقال الرَّجُلُ مِثْلَ ذلكَ ولكِنْ أقرِئْني يا رسولَ اللهِ سورةً جامعةً فأقرَأه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} [الزلزلة: 1] حتَّى بلَغ : {مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] قال الرَّجُلُ : والَّذي بعَثك بالحقِّ ما أُبالي ألَّا أزيدَ عليها حتَّى ألقى اللهَ ولكِنْ أخبِرْني بما علَيَّ مِن العملِ أعمَلْ ما أطَقْتُ العمَلَ قال: الصَّلواتُ الخَمسُ وصيامُ رمضانَ وحجُّ البيتِ وأدِّ زكاةَ مالِكَ ومُرْ بالمعروفِ وَانْهَ عنِ المُنكَرِ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 6188 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
كنتُ فيمن أَتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنْ أهلِ الطائفِ فخرجْتُ من أهلي من السَّراةِ غدْوَةً فأتيتُ مِنًي عندَ العصرِ فصاعدتُّ في الجبلِ ثمَّ هبطتُ فأتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأسلَمْتُ وعلَّمَنِي قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وَ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وعلَّمَني هؤلاءِ الكلماتِ سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولَا إلَهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبرُ وقال هنَّ الباقياتُ الصالحاتُ. (( الراوي : سعد بن جنادة العوفي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/169 | خلاصة حكم المحدث : فيه الحسين بن الحسن العوفي وهو ضعيف ))
ورد عن أبي أمامة الباهلي أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُوتِرُ بتسعٍ حتَّى إذا بدَن وكثُر لحمُه أوتر بسبعٍ وصلَّى ركعتَيْن يقرأُ وهو جالسٌ فيهما إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا و قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُون. (( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : ابن عدي | المصدر : الكامل في الضعفاء، الصفحة أو الرقم: 6/152 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] عمارة بن زاذان هو عندي لا بأس به ممن يكتب حديثه ))
وقد جاء في الأثر أن عمرُ بنُ الخطابِ رضيَ اللهُ عنه صلى بالناس في مكةَ صلاةَ الفجرِ فقرأ في الركعةِ الأولى بيوسفَ حتى بلغ { وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ } ثم ركع ثم قام فقرأ في الركعةِ الثانيةِ بالنجمِ فسجد ثم قام فقرأ { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا } ورفع صوتَه بالقراءةِ حتى لو كان في الوادي أحدٌ لأسمعَه. (( الراوي : عبدالرحمن بن أبي ليلى | المحدث : الطحاوي | المصدر : شرح معاني الآثار، الصفحة أو الرقم: 1/181 | خلاصة حكم المحدث : متواتر ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: