أسباب نزول سورة القدر
سورة القدر هي سورة من قصار السور القرآنية، تتألف من خمس آيات وسبع وعشرين كلمة، وبدأت السورة بأسلوب التوكيد “إنّا أنزلناه في ليلة القدر”، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة القدر ومكان نزولها بالإضافة إلى سبب تسميتها وفضلها.
أسباب نزول سورة القدر
يسهل في قصار السور حصر سبب النزول على عكس السور الطويلة التي تتعدد أسباب نزولها، فهي تنزل متفرقة وفي أوقات مختلفة، وقد وردَ في سبب نزولها عن مجاهد قال: ذكرَ النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- رجلًا من بني إسرائيل لبسَ السِّلاح في سبيل الله ألفَ شهر، فتعجَّبَ المسْلمونَ منْ ذلكَ، فأنزلَ اللهُ تعالى: “إنا أنزلناه في ليلةِ القدر * وما أدراك ما ليلة القدرِ * ليلةُ القدرِ خيرٌ منْ ألفِ شهر”، قال: خير من التي لبس فيها السلاحَ ذلكَ الرَّجُلُ”. (( الراوي : مجاهد بن جبر المكي | المحدث : الزيلعي | المصدر : تخريج الكشاف، الصفحة أو الرقم: 4/253 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))
من أسباب نزول سورة القدر الرد على الذين أنكروا أنَّ القرآن الكريم جاء من عند الله عز وجل والإشارة إلى عظمة القرآن وفضله، بإثبات أنَّ الله سبحانه وتعالى هو الذي أنزله بالإضافة إلى تعظيم الوقت الذي نزل فيه القرآن، ونزول الملائكة في الليلة التي نزل فيها مع حث المسلمين على التماس ليلة القدر، واغتنامها بالطاعة والعبادة لله عز وجل.
هل سورة القدر مكية أم مدنية؟
إنَّ سورة القدر سورةُ مكِّية، نزلتْ بواسطة الوحي جبريل -عليه السَّلام- على النّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة بعد سورة عبس.
سبب تسمية سورة القدر
إنَّ سبب تسميتها بهذا الاسم يرجعُ لكونِها تتحدث عن ليلة القدر التي ذكرها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لأصحابِهِ، قال تعالى: “إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ”، وليلة القدر هي الليلة التي يقدِّر فيها الله -سبحانه وتعالى- الأرزاق والآجال للعباد؛ أي: يقدِّر فيها ما يكون في تلك السنَة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام؛ قال عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: “يكتب في أمِّ الكتاب في ليلة القدر ما هو كائن في السنَة من الخير والشرِّ والأرزاق والآجال، حتى الحُجَّاج، يقال: يحج فلان، ويحج فلان”، وقال قتادة: “يُبرم في ليلة القدر في شهر رمضان كل أجل وعمل وخَلْق ورِزق، وما يكون في تلك السنَة”، والله تعالى أعلى وأعلم.
فضل سورة القدر
يرجع فضلَ هذه السورة لشرحها للمسلمين فضائل ليلة القدر العظيمة كافّة، فهي تبيّن أهمية العمل الصالح في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فهي ليلة نزول القرآن الكريم على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.
لقد وردَتْ كثير من الأحاديث التي لا أصل لها عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وهي أحاديث تتحدث عن فضل هذه السورة على وجه الخصوص، كالحديث الذي يقول إنّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- كان يُحبُّ أنْ يقرأَها عشرَ مرات بعد الانتهاء من الوضوء، وهذا الحديث باطلٌ لا أصلَ له عن النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- وعن الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-.
كنتُ يومًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذ سُئِلَ عن فضلِ الصلاةِ فقال من صلى الغداةَ في جماعةٍ كان لهُ ثوابُ من قرأ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وإنَّ سورةَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ كما قال اللهُ عزَّ وجلَّ هي خيرٌ من ألفِ شهرٍ ومن صلى الظهرَ والعصرَ في جماعةٍ رفع اللهُ لهُ في الجنةِ خمسين درجةً ما بين كل درجةٍ ودرجةٍ مسيرةَ خمسين عامًا ومن صلى العشاءَ في جماعةٍ كان لهُ ثوابُ من حجَّ حجةً وعمرةً ومن صلى العتمةَ في جماعةٍ كانت بثوابِ من قام ليلةً. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن عدي | المصدر : الكامل في الضعفاء، الصفحة أو الرقم: 4/9 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] دينار بن عبد الله ضعيف ذاهب الحديث ))
من قرأ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ في لَيْلَةِ القَدْرِ سبعَ مراتٍ بعد العشاءِ الآخرةِ عافاه اللهُ عزَّ وجلَّ من كلِّ بلاءٍ ينزلُ به حتى يُصبحَ وصلَّى عليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ ودعوا له بالجنةِ وشيَّعَه من قبرِه سبعونَ ألفَ ملَكٍ إلى الموقفِ يزفُّونَه زفًّا ويُبشرونَه بأنَّ الربَّ تعالى عنه راضٍ غيرُ غضبانٍ ومَنْ قرأها بَعْدَ صلاةِ الفَجْرِ إِحْدَى عَشَرَ مَرَّةً نظر اللهُ إليه سَبْعِينَ نَظْرَةً ورحِمَهُ سَبْعِينَ رَحْمَةً وقضى لهُ سَبْعِينَ حاجةً أوَّلُهَا المَغْفِرَةُ له ولأَبِيهِ ولأُمِّهِ ولأَهْلِهِ وجِيرَانِهِ ومنْ قرأها عندَ الزَّوَالِ إِحْدَى وعِشْرِينَ مرَّةً نَهَتْهُ من جميعِ العِصْيانِ حتَّى يَكُونَ من أَعْبَدِ النَّاسِ ومَنْ قَرَأَهَا أَلْفَ مَرَّةٍ نُودِيَ في السَّمَاءِ المُؤمِنُ الغلابُ ومَنْ كَتَبَهَا وشَرِبَهَا لَمْ يَرَ في جسدِهِ شَيْئا يكرههُ أبدًا ولكُلِّ شيءٍ ثَمَرَةٌ وثَمَرَةُ القُرْآنِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ولكُلِّ شيءٍ بُشْرَى وبُشْرَى المُتَّقِينَ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ ومَنْ حافظ على قِرَاءَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ لَمْ يَمُتْ حتى يَنْزِلَ إليه رضوانُ فَيَسْقِيَهُ شرْبَةً منَ الجَنَّةِ فَيَمُوتُ وهُوَ رَيَّانُ ويُبْعَثُ وهُوَ رَيَّانُ ويُحاسَبُ وهُوَ رَيَّانُ فإذا كان يَوْمُ القِيامَةِ يَبْعَثُ اللهُ تعالى أَلْفَ ملَكٍ يَزُفُّونَهُ إلى قُصُورِ اللُّؤْلُؤِ والمَرْجَانِ ومَنْ حافَظَ على قِرَاءَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ عُصِمَ لِسَانُهُ من الكَذِبِ وبَطْنُهُ وفَرْجُهُ من الحَرَامِ وأعطاهُ اللهُ تَعَالَى أَجْرَ الصَّائِمِينَ القَانِتِينَ الصَّابِرِينَ وجَعَلَهُ يَنْطِقُ بِالحِكْمَةِ ويُحْفَظُ في أَهْلِهِ وفِي مَالِهِ وفِي ولَدِهِ وفِي جِيرَانِهِ وصافَحَتْهُ المَلائِكَةُ حِينَ يَخْرُجُ من قَبْرِهِ فَتُبَشِّرُهُ بأنَّ الرَّبَّ تعالى عنه رَاضٍ غَيْرُ غَضْبانَ. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن عراق الكناني | المصدر : تنزيه الشريعة، الصفحة أو الرقم: 1/303 | خلاصة حكم المحدث : فيه محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو الطيب المخرمي فإن يكن هو البغدادي الشافعي بأنه أظهر الاعتزال ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: