أسباب نزول سورة الشرح
سورة الشرح هي واحدة من سور المُفصّل التي تشتمل على تذكير بنِعم الله تعالى على نبيِّه صلى الله عليه وسلم، كما أنّ فيها البِشارة بالفرج بعد كُلِّ شدَّةٍ وكَربٍ يمر به المسلم وهذا وعدٌ حقٌّ من الله تعالى، والله لا يخلف الميعاد، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الشرح وتسميتها بالإضافة إلى فضلها.
أسباب نزول سورة الشرح
نزلت سورة الشرح على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في وقتٍ اشتد فيه بطش وفتك وأذى مشركي قريشٍ بالنبي وأصحابه للتخفيف عنه وتسليته عندما عيّر كفار قريشٍ المسلمين بحالتهم وما يعانون من الفقر والجوع وضنك العيش؛ فأنزل الله قوله تعالى:”فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا” فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذه الآية كما رواه الحسن البصري وضعفه كلٌّ من الألباني والسخاوي:” لن يَغلِبَ عُسرٌ يُسرَينِ”. (( الراوي : الحسن البصري | المحدث : ابن رجب | المصدر : نور الاقتباس، الصفحة أو الرقم: 3/167 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))
أما سبب نزول السورة المُثبت في كُتب الصحيح أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- طلب من ربه طلبًا ثم ندم على ذلك؛ والطلب أن يعطيه كما أعطى الأنبياء من قبله من المعجزات كإحياء الموتى وتسخير الرياح وغيرها؛ فأخبره الله -سبحانه وتعالى- بنصٍّ قرآنيٍّ بالنِّعم التي امتنّ بها عليه وهي: شرح الصدر للحق والإيمان ومكارم الأخلاق، والإيواء بعد اليُتم، والهداية بعد الضلالة، والغنى بعد الفقر، ورفع الذِّكر في العالمين، قال -صلى الله عليه وسلم-:”سَأَلْتُ ربِّي مسألةً وودِدْتُ أَنِّي لمْ أَسْأَلْهُ، قُلْتُ: يا رَبِّ! كانَتْ قَبلي رسلٌ منهُمْ مَنْ سَخَّرْتَ لهُ الرِّياحَ، ومِنْهُمْ مَنْ كان يُحيي المَوْتَى، وكلمْتُ موسى قال: أَلمْ أَجِدْكَ يتيمًا فَآوَيْتُكَ؟ ألمْ أَجِدْكَ ضالًا فَهَدَيْتُكَ؟ ألمْ أَجِدْكَ عَائِلًا فَأَغْنَيْتُكَ؟ أَلمْ أَشْرَحْ لكَ صَدْرَكَ، ووضَعْتُ عَنْكَ وِزْرَكَ؟ قال: فقُلْتُ بلى يارَبُّ؛ فَوَدِدْتُ أنْ لمْ أَسْأَلْهُ”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 2538 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
هل سورة الشرح مكية أم مدنية؟
سورة الشرح واحدةٌ من السُّور القرآنية المكية التي وُجّهَ فيها الخطابُ إلى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وقد نزلت عليه بعد سورة الضحى، وهي من سُور المفصَّل القصيرة إذْ يبلغُ عدد آياتها ثمانِ آياتٍ، وتحتلُّ الترتيب الرابع والتسعين في المصحف العثماني، وتقعُ في الجزء السابع من الحزب الستين من الجزء الثلاثين، وتفتتح آياتها بالأسلوب الاستفهامي “ألم”، وهي من السورة التي لا تشتمل على لفظ الجلالة.
سبب تسمية سورة الشرح
سُمّيت سورة الشرح بهذا الاسم لورودِ الفعل “نَشْرَحْ” في الآية الأولى من السورة قال تعالى: “أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ” وهي واحدةٌ من النِّعم التي امتنّ بها الله تعالى على نبيه -صلى الله عليه وسلم- حيث جعل صدره منشرحًا للشريعة والحق والحكمة والعلم والدعوة والاتصاف بمحاسن الأخلاق ومكارمها والإعراض عن الدنيا والإقبال على الآخرة وهذا هو الشرح المعنويّ إلى جانبِ الشرح الحسيّ وهو شقّ صدره -صلى الله عليه وسلم- في حادثة الإسراء واستخراج قلبه من مكانه وغسله بماء زمزم ثم أُعيد إلى موضعه.
كما يُطلقُ على هذه السورة في بعض كُتب الحديث والسِّيرة كجامع الترمذي وصحيح البخاري اسم سورة ألم نشرح نسبةً إلى افتتاحيّة السورة، كما أطلق ابن تيمية وابن الجوزي وأبو حيان اسم سورة الانشراح على هذه السورة.
فضل سورة الشرح
لم يرد من أحاديث أو أسانيد عن فضل معين لسورة الشرح، ولكن نظرًا لورود مفهوم شرح الصدر فيها فقد كثُر الابتداع حولها من خلال تكرار قراءتها بعدد معين كالعدد ثلاثة عشرة بعد المائة لمريد الزواج في ليلة الجمعة أو أربعين أو سبعين مرةً وغيرها من أجل تفريج الهم وشرح الصدر والزواج وطلب الرزق.
انتشر بين الناس أثر قراءة السورة على ذبذبات الإنسان وتنظيم طاقة الجسم من خلال اتباع أسلوبٍ يقوم على أخذ نفسٍ عميقٍ عن طريق الأنف وإخراج الهواء عن طريق الفم بهدوءٍ ثلاث مراتٍ مع وضع اليد على الصدر وقراءة سورة الشرح مع الصلاة على النبي وغيرها من أساليب القراءات طلبًا لفضل سورة الشرح الذي لم يثبت بأي حديثٍ مرفوعٍ إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنّ كل ما ورد في فضلها إما من ابتداع الناس أو نتيجة تناقل أحاديث ضعيفة أو موضوعة كالحديث: “من قرأ في الفجرِ بألم نشرح وألم تر كيف لم يرمدْ” (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : محمد بن محمد الغزي | المصدر : إتقان ما يحسن، الصفحة أو الرقم: 2/614 | خلاصة حكم المحدث : لا أصل له ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: