نزلتْ سورة الأعلى على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بعد نزول سورة التكوير، وهي السورة السابعة والثمانون من ترتيب سور المصحف الشريف، بدأها الله تعالى بفعل أمر، قال تعالى في مطلعها: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}، ويستعرض هذا المقال أسباب نزول سورة الأعلى وتسميتها وفضلها.
أسباب نزول سورة الأعلى
“لمَّا نزلت فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ اجعلوها في رُكوعِكم فلمَّا نزلت سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قال : اجعلوها في سُجودِكم ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا ركع قال : سبحانَ ربِّي العظيمِ وبحمدِه ثلاثًا ، وإذا سجد قال : سبحانَ ربِّي الأعلَى وبحمدِه”. (( الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : أبو داود | المصدر : البدر المنير، الصفحة أو الرقم: 3/608 | خلاصة حكم المحدث : هذه الزيادة يخاف أن لا تكون محفوظة ))
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أتاه جبريلُ عليه السلامُ بالوحْيِ لَمْ يَفْرَغْ حَتَّى يُزَمَّلَ مِنَ الْوَحْيِ حتى يتكلَّمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأوَّلِهِ مخافَةَ أنْ يُغْشَى عليه فقال له جبريلُ لِمَ تَفْعَلُ ذَلِكَ قال مخافَةَ أنْ أَنْسَى فأَنْزَلَ اللهُ تباركَ وتعالى سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/139 | خلاصة حكم المحدث : فيه جويبر وهو ضعيف ))
هل سورة الأعلى مكية أم مدنية
سبب تسمية سورة الأعلى
فضل سورة الأعلى
بعد الحديث عن مقاصد سورة الأعلى، جدير بالذكر إنَّ سورة الأعلى تعتبر من السور التي جاء في فضلها عدد من الأحاديث الصحيحة، وكانت معظم هذه الأحاديث تشير إلى أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يقرأ سورة الأعلى في الصلوات المختلفة التي حددها رواة أحاديث رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-، ومن أبرز ما جاء من أحاديث تبين فضل هذه السورة المباركة ما يأتي:
- عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: “أَوَّلُ مَن قَدِمَ عَلَيْنَا مِن أصْحَابِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرٍ وابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَجَعَلَا يُقْرِئَانِنَا القُرْآنَ، ثُمَّ جَاءَ عَمَّارٌ وبِلَالٌ وسَعْدٌ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ في عِشْرِينَ، ثُمَّ جَاءَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَما رَأَيْتُ أهْلَ المَدِينَةِ فَرِحُوا بشيءٍ فَرَحَهُمْ به؛ حتَّى رَأَيْتُ الوَلَائِدَ والصِّبْيَانَ يقولونَ: هذا رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قدْ جَاءَ فَما جَاءَ، حتَّى قَرَأْتُ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى} في سُوَرٍ مِثْلِهَا”. (( الراوي : البراء بن عازب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4941 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
- وعن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: “إنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- كانَ يقرأُ في العيدَينِ، ويومِ الجمعةِ بِ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وَهَلْ {أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}، وربَّما اجتمعا في يومٍ واحدٍ فيقرأُ بِهِما”. (( الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : البخاري | المصدر : العلل الكبير، الصفحة أو الرقم: 92 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
- وعن عمران بن الحصين -رضي الله عنه- قال: “إنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- صَلَّى الظُّهْرَ، فَجَعَلَ رَجُلٌ يَقْرَأُ خَلْفَهُ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ: أيُّكُمْ قَرَأَ، أوْ أيُّكُمُ القَارِئُ، فَقالَ رَجُلٌ أنَا، فَقالَ: قدْ ظَنَنْتُ أنَّ بَعْضَكُمْ خَالَجَنِيهَا”. (( الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 916 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
- وسُئلت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: “بأيِّ شيءٍ كان يُوترُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالت : كان يقرأُ في الأولى بـ: {سبِّحِ اسمَ ربِّك الأَعْلى}، وفي الثانيةِ بـ: {قلْ يا أيُّها الكافرونَ}، وفي الثالثةِ بـ: {قلْ هو اللهُ أَحَدٌ} والمعوِّذتَينِ”. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2432 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
- وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: “قامَ معاذٌ فصلَّى العشاءَ الآخرةَ فطوَّلَ، فقالَ النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلم-: أفتَّانٌ يا معاذُ أفتَّانٌ يا معاذُ، أينَ كنتَ عن: {سبِّحِ اسمَ ربِّكَ الأعلى} و{الضُّحى} وَ{إذا السَّماءُ انفطرت}. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن كثير | المصدر : الأحكام الكبير، الصفحة أو الرقم: 3/189 | خلاصة حكم المحدث : أصل هذا الحديث في صحيح البخاري ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: