أسباب نزول سورة النبأ

يبلغ عدد آيات سورة النبأ أربعين آية، وسُمِّي الجزء الأخير من القرآن الكريم باسمها وهو جزء عمّ، ويشتمل هذا المقال على أسباب نزول سورة النبأ وتسميتها وفضلها.

أسباب نزول سورة النبأ

أسباب نزول سورة النبأ

لقد وردتْ أحاديث كثيرةٌ عن سبب نزول سورة النبأ، ولأنّها سورة مكية، نزلتْ في أوائل بعثةِ النَّبيِّ -عليه الصّلاة والسّلام- وكانتْ تأكيدًا لعقيدة البعث التي أنكرها المشركون، فقد وردتْ روايات عديدة عن سبب نزول سورة النبأ، ومن هذه الروايات:

هل سورة النبأ مكية أم مدنية؟

إنَّ سورة النبأ سورة مكّية؛ نزل بها الوحي على قلب رسولِ الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، وقد نزلتْ بعد سورة المعارج، وترتيبها الثامنة والسبعون، أي في الجزء الثلاثين والحزب التاسع والخمسين، وتُسمّى أيضًا سورةَ عمَّ وعمّ يتساءلون، وهي سورة تُثبتْ عقيدة البعث التي أنكرها المشركون عندما بُعثَ الرسول صلّى الله عليه وسلّم.

سبب تسمية سورة النبأ

إنَّ كثيرًا من سور كتاب الله -تباركَ وتعالى- تُسمّى بمطالِعِها، أي بالكلمات التي تُفتَتحُ بها أو بالكلمات التي ترِدُ في الجملة الأولى، كسورة القارعة، وسورة القيامة وسورة الملك، ولذات السبب جاءتْ تسمية سورة النبأ بهذا الاسم، فقد وردَ في بدايتها قولُهُ تعالى: “عمَّ يتساءلون * عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مُختلفون”.

قال المفسرون: إنَّ النبأ العظيم هو يوم القيامة الذي يُبعث فيه الناس للحساب والجزاء على أعمالهم، فمن مطلع سورة النبأ جاءت تسميتها، فقد سُمِّيتْ أيضًا -كما وردَ سابقًا- سورة عمَّ، وعمّ يتساءلون، ومن الملفتِ للانتباه أنّها تُسمّى أيضًا سورة التساؤل لوقوع التساؤلِ في أولها، وسورة المعصرات لقولِهِ تعالى: “وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجاجًا”.

فضل سورة النبأ

إنَّ القرآن شفيع صاحبِهِ يومَ القيامة، فتلاوتُهُ خير، وحفظه خير، وتفسيره خير، وقد وردَ عن أبي أمامةَ الباهِلِي -رضي الله عنه- قالَ: سمعْتُ رسُولَ اللَّه -صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّم- يقُول: “اقْرَؤوا القرآنَ فإنَّهُ يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأَصحابِهِ”، فالقرآن كلُّهُ فضلٌ وخير لصاحبِهِ. (( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 804 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

أمّا ما يخصُّ فضل سورة النبأ؛ فقد وردَ في الحديث:

عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنَّ أبا بَكرٍ الصديق قال: يا رسولَ اللَّهِ أراكَ قد شِبتَ؟ قالَ: شيَّبتْني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتساءلونَ”، ويقصد سورة النبأ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 955 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري ))

“لَقدْ عَلِمْتُ النَّظائرَ الَّتي كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يُصلِّي بهِنَّ: {الذَّارِيَاتِ}، {وَالطُّورِ}، {النَّجْمِ}، {اقْتَربَتْ}، {الرَّحمَنُ}، {الْوَاقِعَةُ}، {؟}، {الْحَاقَّةُ}، {سَأَلَ سَائِلٌ}، {المُزَّمِّلُ}، {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}، {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ}، {الْمُرْسَلَاتِ}، {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}، {النَّازِعَاتِ}، {عَبَسَ}، {وَيْلٌ لِلْمُطفِّفِينَ}، {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}”. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : ابن رجب | المصدر : فتح الباري لابن رجب، الصفحة أو الرقم: 4/473 | خلاصة حكم المحدث : في إسناده كهيل تكلم فيه، وتابعه عليه أخوه يحيى، وهو أضعف منه ))

عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: “لا يحفظُ منافقُ سُوَرَ بَرَاءَةٌ وَ يَس والدُّخَاُن و عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ”. ((الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/160 | خلاصة حكم المحدث : فيه نهشل بن سعيد وهو متروك ))

عن عبد الله بن عباس أن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقرأ في العيدين بـ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} وبـ {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : المباركفوري | المصدر : تحفة الأحوذي، الصفحة أو الرقم: 2/422 | خلاصة حكم المحدث : في إسناده أيوب بن سيار قال فيه ابن معين ليس بشيء وقال ابن المديني والجوزجاني ليس بثقة وقال النسائي متروك ))

بَيْنا نحنُ قُعودٌ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على جبَلٍ مِن جِبالِ تِهامةَ إذْ أقبَل شيخٌ بيَدِه عصًا، فسَلَّم على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فرَدَّ عليه السَّلامَ، ثمَّ قال: نَغْمةُ جِنٍّ وَغَمْغَمَتُهُمْ، مَن أنت ؟ قال: أنا هامَةُ بنُ هَيْمِ بنِ لاقِيسَ بنِ إبليسَ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فما بينَك وبينَ إبليسَ إلَّا أبَوانِ فكَم أتَى عليك مِن الدُّهورِ ؟ قال: أفنَيتُ الدُّنيا عُمرَها إلَّا قليلًا، يا رسولَ اللهِ ! افعَلْ بي ما فعَل موسى؛ إنَّه علَّمَني مِن التَّوراة.

فعلَّمَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} ، {وَالْمُرْسَلَاتِ، و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ } ، و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ } والمعوِّذتَين و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }. وقال: ارفَعْ إلينا حاجتَك يا هامةُ، ولا تدَعْ زيارَتَنا، قال: فقال عُمرُ: فقُبِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ولم يَنْعَه إلَينا، فلَسْنا نَدْري أحَيٌّ أم ميِّتٌ. (( الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة، الصفحة أو الرقم: 5/418 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] أبو معشر المدني قد روى عنه الكبار إلا أن أهل العلم بالحديث يضعفونه ، وقد روي هذا الحديث من وجه آخر أقوى منه ))

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة المرسلات

أسباب نزول سورة الواقعة

أسباب نزول سورة المعارج

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مصدر 4

Exit mobile version