أسباب نزول سورة الجن
سورة الجن من سور المُفصّل، يبلغ عدد آياتها اثنتين وعشرين آية، وهي السورة الثانية والسبعون في ترتيب سور المصحف الكريم؛ حيث تقع في الجزء التاسع والعشرين والحزب الثامن والعشرين، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الجن.
أسباب نزول سورة الجن
عند الحديث عن سبب نزول سورة الجن، نُشير إلى إنَّ علم أسباب نزول القرآن الكريم واحد من علوم القرآن الكريم التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بعلم التفسير، فسبب نزول الآية مفتاح من مفاتيح تفسيرها، ومن الجدير بالذكر إنَّ كثيرًا من الآيات والسور القرآنية لم يردْ أي سبب نزول واضح لها، بينما جاءَتْ في آيات وسور أخرى أسباب نزول واضحة.
جاء سبب نزول سورة الجن في صحيح الإمام البخاري حديث رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “انْطَلَقَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في طَائِفَةٍ مِن أصْحَابِهِ عَامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظٍ، وقدْ حِيلَ بيْنَ الشَّيَاطِينِ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وأُرْسِلَتْ عليهمُ الشُّهُبُ، فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إلى قَوْمِهِمْ، فَقالوا: ما لَكُمْ؟ فَقالوا: حِيلَ بيْنَنَا وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ.
قالوا: ما حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إلَّا شيءٌ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأرْضِ ومَغَارِبَهَا، فَانْظُرُوا ما هذا الذي حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إلى النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وهو بنَخْلَةَ عَامِدِينَ إلى سُوقِ عُكَاظٍ، وهو يُصَلِّي بأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا القُرْآنَ اسْتَمَعُوا له، فَقالوا: هذا واللَّهِ الذي حَالَ بيْنَكُمْ وبيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إلى قَوْمِهِمْ، وقالوا: يا قَوْمَنَا: {إنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، يَهْدِي إلى الرُّشْدِ، فَآمَنَّا به ولَنْ نُشْرِكَ برَبِّنَا أحَدًا}، فأنْزَلَ اللَّهُ علَى نَبِيِّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: {قُلْ أُوحِيَ إلَيَّ أنَّه اسْتَمع نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ}، وإنَّما أُوحِيَ إلَيْهِ قَوْلُ الجِنِّ”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 773 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
آمن الجن بدعوة الله تعالى وامتثلوا لرسالة التوحيد بعد أنْ أدرَكوا أنّهم لنْ يعجزوا الله تعالى في الأرض، وبعد أنْ أدركوا أنَّ الرّشد والبعد عن الضلالة هو السبيل الوحيد لنيل رضى الله تعالى وثوابه، ونَعتَ الجن حال البشر الذين يلوذون بالقاسطين منهم ظانين أنّ عندهم الخبر واليقين، وهم في واقع الحال لا يزيدونهم إلا رهقاً وتعباً وعجزاً
هل سورة الجن مكية أم مدنية؟
تُعدّ سورة الجن سورة من السور المكيّة، نزلتْ سورة الجن بعد سورة الأعراف، وقد بدأت بفعل أمر، قال تعالى في مطلعها: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}.
سبب تسمية سورة الجن
قبل الحديث عن سبب نزول سورة الجن، سيتم تسليط الضوء على سبب تسمية هذه السورة بسورة الجن، ومن الجدير بالذكر أولًا إنَّ أسماء السور القرآنية كثيرة ومختلفة باختلاف سبب تسميتها، فمنها ما يُسمَّى بأسماء مطالعها ومنها ما يُسمَّى بأسماء القصص التي وردتْ في آيات هذه السورة.
أمَّا فيما يخصُّ سورة الجن على وجه الخصوص فقد سُمِّيت هذه السورة بسورة الجن لأنَّها جاءت على ذكر الجنِّ، قال تعالى في سورة الجن: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}، وقال تعالى أيضًا في سورة الجن: { وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا * وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}.
من الجدير بالذكر إنَّ هذه السورة المباركة جاءت باسم “قل أوحي إليَّ” وهو الاسم الذي بوَّب به الإمام البخاري في كتاب التفسير.
فضل سورة الجن
وردت بعض الأحاديث التي تدل على فضل سورة الجن:
عن أبيِّ بنِ كعبٍ قالَ : كنتُ عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فجاءَ أعرابيٌّ فقالَ : يا نبيَّ اللهِ ، إنَّ لي أخًا وبِهِ وَجَعٌ. قالَ : ومَا وَجَعُهُ ؟ قالَ : بِهِ لَمَمٌ.
قالَ: فأْتِنِي بِهِ فَوَضَعَهُ بينَ يدَيهِ فَعَوَّذَهُ: بفاتِحَةِ الكتَابِ ، وأربعِ آياتٍ من أوَّلِ البقرةِ { وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ } الآيةَ . وآيةِ الكرسيِّ ، وثلاثِ آياتٍ منْ آخرِ السورةِ ، وآيةٍ من آلِ عمرانَ { شَهِدَ اللهُ } إلى { الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ، وآيةٍ في الأعرافِ { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ} وآخرِ المؤمنينَ {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ } وعشرِ آياتٍ منْ أولِ الصافاتِ ، وثلاثِ آياتٍ من آخرِ سورةِ الحشرِ ، وآيةٍ من سورةِ الجنِّ { وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا } ، و{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، والمعوذَتَينِ . فقامَ الرجلُ كأنهُ لم يشْكُ شيئًا قطُّ. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : بذل الماعون، الصفحة أو الرقم: 90 | خلاصة حكم المحدث : فيه أبو جناب الكلبي وفيه ضعف ))
عن أبي بن كعب أن النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال “من قرأ هذه السورة كان له من الأجر بعدد كلّ جنّي وشيطان صدّق بمحمّد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أو كذّب به عتق رقبة، وأمن من الجنّ”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 304 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: