أسباب نزول سورة المعارج
تقع سورة المعارج في الحزب السابع والخمسين من الجزء التاسع والعشرين، ونزلت قبل سورة النبأ وبعد سورة الحاقة، وترتيبها من حيث النزول الثامنة والسبعون، ومن حيث الترتيب في المصحف العثماني السبعون، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة المعارج.
أسباب نزول سورة المعارج
نزلت الآيات الأولى من سورة المعارج في النضر بن الحارث الذي كان يقول بأنّ محمدًا يخوفنا ويهددنا بالعذاب في الدنيا والآخرة؛ فلماذا ننتظره؟ أي أنّه استعجل العذاب ودعا على نفسه به كما أخبر بذلك القرآن الكريم في سورة الأنفال قال تعالى: “وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ”؛ فأنزل الله به ما استعجل من العذاب يوم غزوة بدرٍ فقُتل صبرا ثم نزل فيه قوله تعالى:”سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ”. (( الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين، الصفحة أو الرقم: 3/329 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين ))
سُئل الرسول عن طول يوم القيامة، فنزل قوله تعالى {يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4] فقيل : ما أطوَلَ هذا اليومَ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : “والَّذي نفسي بيدِه إنَّه لَيُخفَّفُ على المُؤمِنِ حتَّى يكونَ أخَفَّ عليه مِن صلاةٍ مكتوبةٍ يُصلِّيها في الدُّنيا”. (( الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 7334 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
أما قوله تعالى: “أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ* كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُون”. نزلت في مشركي قريشٍ الذين كانوا يسمعون كلام الله من الرسول ولا ينتفعون به ويقولون عن المسلمين لو دخل هؤلاء الجنة لندخلها قبلهم وليكوننّ لنا في أكبر الحظ والنصيب؛ فنزلت هذه الآية. (( الراوي : بسر بن جحاش القرشي | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 3/135 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ورجاله ثقات ))
هل سورة المعارج مكية أم مدنية؟
هي من سور المفصَّل المكية، ويبلغ عدد آياتها أربعًا وأربعين آيةً، وهي من السور القرآنيّة التي تبدأ آياتها بالفعل الماضي للدلالة على الإخبار عن نبأٍ ما، وشأنها شأن السور المكية تعالج أصول العقيدة الإسلاميّة، حيث تحدّثت الآيات الكريمة بتفصيلٍ وإسهابٍ عن يوم القيامة وأهوالها وما يلقى فيها العبد من أصناف النعيم أو الجحيم جزاءً بما اقترف في الدنيا؛ فمقدار اليوم عند الله سبحانه بخمسين ألف يومٍ من حساب الناس؛ فيكون خفيفًا على المؤمن طويلًا على الكافر والظالم.
سبب تسمية سورة المعارج
عُرفت هذه السورة بثلاثة أسماءٍ لكن أبرزها وأكثرها شيوعًا سورة المعارج كونه الأخفّ في اللفظ، وسُميت بهذا الاسم لورود كلمة المعارج وتعرج في السورة وهي وصفٌ لحالة الملائكة أثناء عروجها أي صعودها في السماء قال تعالى:”مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ* تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ”.
إلى جانب هذا الاسم عُرفت في الكثير من كتب أهل العلم والتفسير باسم سورة سأل سائلٌ نسبةً إلى الآية الأولى من السورة:”سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ”، كما تُعرف باسم سورة الواقع لورود كلمة “واقعٍ” في الآية السابقة، كما تُعرف باسم سورة سأل كونها السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تبدأ بالفعل سَأَلَ.
فضل سورة المعارج
فضل قراءة سورة المعارج كفضلِ بقيَّة سورِ القرآن الكريم، ففي قراءتِها كما في قراءةِ القرآن الكريم كلِّه للمسلمِ في قراءتِه أجرٌ كبير وفضل عظيم لا يعلمه إلا الله تعالى؛ كما ورد في الحديث الشريفِ الذي رواهُ عبد الله بن مسعود أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قالَ: “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ {ألم} حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : عبد الحق الإشبيلي | المصدر : الأحكام الصغرى الصفحة أو الرقم: 901 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد ))
أمّا فيما يتعلق بفضلِها كونَها واحدةً من السُّور التي شيبت الرسول الكريم -أي تسببت في ظهور الشيب في شعره- فحديثُها ضعيفٌ فهي ليست من ضِمن هذه السُّور: “أَجَلْ، شَيَّبَتْنِي هودٌ وأَخَواتُها، قال أبو بكرٍ: بأبي وأمي وما أَخَواتُها قال: الواقعةُ والقارعةُ وسأل سائلٌ وإذا الشمسُ كُوِّرَتْ والحاقَّةُ”. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الضعيفة، الصفحة أو الرقم: 1931 | خلاصة حكم المحدث : ضعيف ))
وردت أيضًا بعض الأفضال لسورة المعارج، ولكن تجدر الإشارة إلى أنها لا أصلَ لها ومن الابتداعِ في الدِّين: قراءة سورة المعارج سببٌ في عدم سؤال العبد عن ذنبه يوم القيامة، ويدخل الجنة مع النبيّ وأهله.
اقرأ أيضًا:
المصادر: