أسباب نزول سورة الملك
بدأت سورة الملك بوصف الله -تعالى- بالكمال، حيث قال الله -تعالى- في مطلعها: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وتُعدّ واحدة من سور المفصل، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الملك.
أسباب نزول سورة الملك
قبل التفصيل فيما جاء من سبب نزول سورة الملك، لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ علم أسباب النزول علمٌ واسع وعظيم، وهو مفتاح الدخول إلى تفسير الآية أو السور القرآنية، فهو يمهِّد ويفصِّل في الحادثة أو القضية أو المسألة التي كانت سببًا في نزول الآية القرآنية أو السورة، ويهتمُّ علم أسباب النزول بوقت ومكان نزول الآية أو السورة القرآنية؛ لأنَّ هذا أيضًا سبب من أسباب الوصول إلى الفهم الصحيح للآية القرآنية.
أمَّا فيما يخصُّ سبب نزول سورة الملك على وجه الخصوص، فقد جاء في سبب نزول سورة الملك سبب واحد، وهو: في نزول قول الله تعالى، في الآية الثالثة عشر من سورة الملك: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}، حيث جاء في سبب نزول تلك الآية قول ابن عباس: “نَزَلتْ في المشركين، كانوا ينالون من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فخبَّره جبريل -عليه السَّلام- بما قالوا فيه ونالوا منه، فيقول بعضهم لبعض: أسرِّوا قولَكم لئلّا يسمعَ إلهُ مُحمَّد”، والله تعالى أعلى وأعلم.
هل سورة الملك مكية أم مدنية؟
نزلتْ سورة الملك على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مكة المكرمة، وقد روي عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنَّه قال: “نزلَتْ بمكَّة تباركَ الملكُ”، وقد نزلتْ سورة الملك بعد سورة الطور، وحيث يبلغ عدد آياتها ثلاثين آية، وهي السورة السابعة والستون بترتيب سور المصحف الكريم؛ حيث تقع سورة الملك في الجزء التاسع والعشرين؛ وهي أوَّل سور ذلك الجزء.
سبب تسمية سورة الملك
سُمّيت سورة الملك بهذا الاسم نظراً لِذكرها لأحوال مُلك الله سبحانه وتعالى، وذكرَ الله تعالى فيها أحوال الكون والإنسان، وعَجائب خَلقه، وأنَّ كل ما في هذا الكون الواسع هو مُلكٌ لله سبحانه وتعالى.
تُعرف السورة بالمنجية، فقد ذكرها رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- بتلك التسميات، في الحديث الذي رواه الترمذي، عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: “ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خبًاءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول اللهِ ضربت خبًائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن العربي | المصدر : عارضة الأحوذي، الصفحة أو الرقم: 6/36 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
كما تُسمى بالمانعة، في تسميتها بالمانعة جاء عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- حديث رجاله ثقات، حيث قال فيه: “كنَّا نُسَمِّيها في عهدِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- المانِعَةَ، وإنَّها في كتابِ اللهِ سورةٌ مَنْ قَرَأَها في ليلِهِ فقدْ أكثرَ وأَطْيَبَ، أيْ سورةُ تبارَكَ”. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/130 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات ))
وفي كتاب الإتقان سُمِّيت تلك السورة بالواقية، وسُمِّيت كذلك بالمنَّاعة، والله -تعالى- أعلم.
فضل سورة الملك
وردت الكثير من الأحاديث التي تُوضّح فضل سورة الملك:
- عنِ ابنِ مسعودٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ قالَ: يُؤتَى الرَّجلُ في قبرِهِ فتُؤتَى رِجلاهُ فتقولُ رِجلاهُ: ليسَ لَكُم على ما قِبَلي سبيلٌ كانَ يقومُ يقرأُ بي سورةَ المُلكِ، ثمَّ يؤتَى من قِبَلِ صَدرِهِ أو قالَ بطنِهِ، فيقولُ: ليسَ لَكُم على ما قِبَلي سبيلٌ كانَ يَقرأُ بي سورةَ الملكِ، ثمَّ يُؤتَى رأسُهُ فيقولُ: ليسَ لَكُم على ما قِبَلي سبيلٌ كانَ يقرأُ بي سورةَ الملكِ. (( الراوي : زر بن حبيش | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين، الصفحة أو الرقم: 3/322 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد ))
- “إنَّ سورةً من القرآنِ ثلاثون آيةً شَفعت لرجلٍ حتى غُفِرَ له وهي تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2891 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
- لقد رأيتُ عجبًا رأيتُ رجلًا ماتَ كان كثيرَ الذُّنوبِ مُسرِفًا على نفسِهِ فكلَّما توجَّهَ إليهِ العذابُ في قبرِهِ من قِبَلِ رجليهِ أو مِن قِبَلِ رأسِهِ أقبلَتِ السُّورَةُ التي فيها الطَّيرُ تجادِلُ عنهُ العذابَ أنَّهُ كان يحافِظُ عليَّ وقد وعدَني ربي أنَّهُ من واظَبَ عليَّ أن لا يعذِّبَهُ فانصرَفَ عنهُ العذابُ بها وكان المهاجرونَ والأنصارُ يتعلَّمونَها ويقولونَ المغبونُ من لم يتعلَّمْها وهي سورةُ الملكِ. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 14/603 | خلاصة حكم المحدث : إسناد واه ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: