أسباب نزول سورة الطلاق
سورة الطلاق من السور التي تناولت الأحكام التشريعية المتعلقة بأحكام الزواج والطلاق، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الطلاق وتسميتها وفضلها.
أسباب نزول سورة الطلاق
“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ”
عنِ ابنِ عباسٍ : قال : طلَّق عبدُ يزيدٍ أبو رُكانةَ أمَّ رُكانةَ ثم نكَح امرأةً مِنْ مُزَينةَ فجاءتْ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالتْ : يا رسولَ اللهِ ما تُغني عني هذه الشعْرَةُ ، لِشَعْرَةٍ أخذَتْها مِنْ رأسِها ، فأخذ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حَمِيَّةٌ عند ذلك ، فدعا رُكانةَ وإخوتَه ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لعبدِ يزيدٍ : طلِّقْها ، ففعل ، فقال لأبي رُكانةَ : ارتجِعْها ، فقال : يا رسولَ اللهِ إني طلقتُها ، قال : قد علِمْتُ ذلك ، فارتجعَها ، فنزلتْ “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعَدَّتِهِنَّ”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أبو داود | المصدر : السنن الكبرى للبيهقي، الصفحة أو الرقم: 7/339 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
وقال السدي: نزلت في عبد الله بن عمر، حيث أنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ، وَهي حَائِضٌ في عَهْدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن ذلكَ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا، ثُمَّ لِيَتْرُكْهَا حتَّى تَطْهُرَ، ثُمَّ تَحِيضَ، ثُمَّ تَطْهُرَ، ثُمَّ إنْ شَاءَ أَمْسَكَ بَعْدُ، وإنْ شَاءَ طَلَّقَ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ، فَتِلْكَ العِدَّةُ الَّتي أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1471 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
وقيل إن سبب نزول هذه الآية أنه لما طلق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حفصةَ أتاه جبريلُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال راجعْ حفصةَ فإنها صوامةٌ قوامةٌ وإنها زوجتُك في الجنةِ. (( الراوي : عمار بن ياسر | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 9/247 | خلاصة حكم المحدث : في إسناديه الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف ))
“وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ“
عنِ ابنِ عبَّاسٍ في قولهِ { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } قالَ : نزلت هذهِ الآيةُ في ابنِ العوفِ بنِ مالكٍ الأشجعيِّ وكانَ المشركونَ أسروهُ وأوثقوهُ وأجاعوهُ فكتبَ إلى أبيهِ إن رأيتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأعلمْهُ ما أنا فيهِ منَ الضِّيقِ والشِّدَّةِ.
فلمَّا أخبرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : اكتب إليهِ ومره بالتَّقوى والتَّوكُّلِ على اللَّهِ وأن يقولَ عندَ صباحهِ ومسائهِ { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ . فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }.
فلمَّا وردَ عليهِ الكتابُ قرأهُ فأطلقَ اللَّهُ لهُ وثاقَهُ فمرَّ بواديهمُ الَّذي ترعَى فيهِ إبلُهم وغنمُهم واستاقَها فجاءَ بها إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ : يا رسولَ اللهِ إنِّي اغتنمتُهم بعد ما أطلقَ وثاقي أفحلالٌ هوَ أم حرامٌ ؟ قالَ بلى هيَ حلالٌ إذا نحنُ خَمَّسنا ، فأنزلَ اللَّهُ { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا } ومنَ الشِّدَّةِ والرَّخاءِ أجلا. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : السيوطي | المصدر : اللآلئ المصنوعة، الصفحة أو الرقم: 2/137 | خلاصة حكم المحدث : له طرق أخرى ))
“وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ”
عن ابنِ عباسٍ ، في قولِه : {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } وقال : { وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ} الآية ، وقال : {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } . فأول ما نسخ من القرآنِ القبلةُ ، وقال : { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ } وقال : { وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ } فنسخ من ذلك قال تعالى : { ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا}. (( الراوي : عكرمة مولى ابن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 3499 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح ))
هل سورة الطلاق مكية أم مدنية؟
إنَّ سورة الطلاق سورة مدنيّة، نزلتْ على نبيِّ الرحمة في المدينة المنورة، وترتيبها الخامسة والستون، حيث تقع في الجزء الثامن والعشرين والحزب السادس والخمسين في ترتيب المصحف الشريف، وقد نزلتْ بعد سورة الإنسان، ويبلغ عدد آياتها 12 آية.
سبب تسمية سورة الطلاق
لا شكَّ في أنَّ اسم سورة الطلاق يُوحي بمضمونها، ويَشي بكلّ ما تحمل من أحكام وشرائع، وقد سُمِّيت بهذا الاسم لأنها تضمّنتْ أحكام الطلاقِ بأنواعِه: كالطلاق السني، والطلاق البدعي، وشرحتْ عدّةَ المطلقة وفصّلت في الأحكام المختلفة باختلاف حالات الطلاق.
فضل سورة الطلاق
وردت بعض الأحاديث حول فضل آيات سورة الطلاق مثل قول ابن عباس من قرأَ “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا” عند سلطان يخاف غَشَمَهُ أو عند موجٍ يخاف الغرقَ أو عند سبُعٍ لم يضرَّهُ شيءٌ.
ولكن تجدر الإشارة إلى أنه لم يصحَّ حديثٌ في فضل سورة الطلاق سواءً في حفظها أم تلاوتها لأسباب الرزق والزواج والتقريب بين الزوجيْن والقضاء على الأسباب المؤدية إلى وقوع الطلاق، وغيرها من الأفضال التي هي أقرب إلى الابتداع من الاتباع.
يبرز فضل سورة الطلاق في أنها فسّرت أحكام الطلاق الموجودة في سورة البقرة وأسهبت آياتها في الحديث عن أحوال النساء المُطلّقات اللواتي لم تأتي الآيات في السُّور السابقة على ذكرهنّ وهنّ الحوامل وكبيرات السِّن اللواتي بلغْنَ سنَّ اليأس والصغيرات منهنّ حتى سُمّيت بالنساء القُصرى أي قصيرة الآيات مقارنةً مع النساء الطولي
اقرأ أيضًا:
المصادر:
ايش الجواب