أسباب نزول سورة الصف
يبلغ عدد آيات سورة الصف أربع عشرة آيةً ونزلت بعد سورة التغابن، وهي من سور المُسبحات أي التي افتتح آياتها بالتسبيح، حيث بدأت السورة آياتها بالفعل الماضي سَبَّحَ وهو من أساليب المديح والثناء على الله، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الصف.
أسباب نزول سورة الصف
“سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ…
تَذاكَرْنا بينَنا، فقُلْنا : أيُّكم يأتي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فيَسأَلُه أيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ ، فهِبْنا أن يقومَ مِنا أحَدٌ ، فأرسَل إلينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلًا حتى جمعَنا ، فجِئْنا نشيرُ بعضًا إلى بعضٍ يقرأُ علينا سورةَ : سَبَّحَ للهِ ما في السماواتِ وما في الأرضِ وهُوَ العزيزُ الحكيمُ يأيُّها الذينَ آمَنوا لِمَ تَقولُونَ ما لا تَفعَلُونَ ، فتَلاها مِن أولِها إلى آخِرِها. قال : فتَلاها علينا عبدُ اللهِ بنُ سلامٍ مِن أولِها إلى آخِرِها. قال هلالٌ : فتَلاها علينا عطاءٌ مِن أولِها إلى آخِرِها. قال الأوزاعِيُّ : فتَلاها علينا يَحيى مِن أولِها إلى آخِرِها. (( الراوي : عبدالله بن سلام | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة، الصفحة أو الرقم: 6/287 | خلاصة حكم المحدث : إسناده رواته ثقات ))
هل سورة الصف مكية أم مدنية؟
سورة الصف واحدةٌ من سور المفصَّل المدنية وعُنيت بالأحكام التشريعية كغيرها من السُّور المدنية؛ فكان محور الآيات حول أحكام الجهاد في سبيل الله، وتقع السورة في الربع الرابع من الحزب الخامس والخمسين من الجزء الثامن والعشرين، وترتيبها الحادية والستّون بحسب المصحف العثمانيّ.
على الرغم من ذلك تجدر الإشارة إلى وجود رواية عن ابنِ عباسٍ قال نزلت سورةُ الصفِّ بمكةَ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الشوكاني | المصدر : فتح القدير، الصفحة أو الرقم: 5/311 | خلاصة حكم المحدث : لعل هذا لا يصح عنه ))
سبب تسمية سورة الصف
سُمّيت هذه السورة بهذا الاسم لورود كلمة الصف لفظًا في السورة في قوله تعالى:”إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ” وتعني صف القتال أي وصف طريقة اصطفاف جند المسلمين في أرض المعركة لقتال أعداء الإسلام وتشبيههم بالبنيان المتماسك مرصوص اللبنات بعضها إلى بعضٍ.
كما يُطلق عليها اسم سورة الحواريين لورود قصة الحواريين مع عيسى -عليه السلام- وهي أول سورةٍ أتت على ذِكرهم، وتُسمى أيضًا سورة عيسى لإتيان السورة على ذِكره عليه السلام.
فضل سورة الصف
جاء رجُلٌ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: إنَّ أخي وَجِعٌ، قال: ما وجَعُ أخيكَ؟ قال: به لَمَمٌ، قال: فابعَثْ إليَّ به، فجاء فجلَسَ بيْن يدَيْهِ. قال: فقرَأَ عليه النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
- فاتحةَ الكتابِ.
- وأربَعَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورةِ البقرةِ، وآيتينِ مِن وسَطِها: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ…} [البقرة: 163- 164] حتَّى فرَغَ مِن الآيةِ، وآيةَ الكُرسيِّ، وثلاثَ آياتٍ مِن آخرِ سُورةِ البقرةِ.
- وآيةً مِن سُورةِ آلِ عِمرانَ: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].
- وآيةً مِن سُورةِ الأعرافِ: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ…} [الأعراف: 54].
- وآيةً مِن سُورةِ المُؤمنينَ: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون: 116].
- وآيةً مِن سُورةِ الجنِّ: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا} [الجن: 3].
- وعشْرَ آياتٍ مِن سُورةِ الصَّفِّ.
- وثلاثَ آياتٍ مِن آخرِ سُورةِ الحشْرِ، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، والمُعوِّذتَينِ. (( الراوي : رجل | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة، الصفحة أو الرقم: 4/ 461 | خلاصة حكم المحدث : [فيه] أبو جناب يحيى بن أبي حية ))
اختصّت سورة الصف بالفضل الوفير حيث اشتملت على ذِكر أحب الأعمال إلى الله تعالى ألا وهو القتال في سبيل الله لإعلاء كلمة الحق والتوحيد ودفعًا للشر والأذى عن أراضي المسلمين وأعراضهم وأموالهم ودمائهم، وأيضًا افتتاح السورة بكلمة سَبَّحَ إشارة إلى أهمية التسبيح إجلالًا لله تعالى وثناءًا عليه وقد وردت العديد من الأحاديث الصحيحة في فضل التسبيح وأهميّته في حياة المسلم.
ومن أهمّ الدروس المستفادة من هذه السورة تسليط الضوء على ضرورة القتال في سبيل الله مع مراعاة الأحكام والضوابط الشرعية المرتبطة بالقتال والحرب مع ضرورة توحيد الصفوف بشكلٍّ فعليٍّ على أرض المعركة ومعنويًّا بالقضاء على العنصرية والتفرقة والخلافات الداخلية، فأعداء الإسلام يتربصون به في كل زمانٍ ومكانٍ من اليهود والنصارى وغيرهم.
اقرأ أيضًا:
المصادر: