البلد هو الحي التاريخي في مدينة جدة، ثاني أكبر مدينة في المملكة العربية السعودية ومركزها التجاري على ساحل البحر الأحمر، وقد كانت هذه المنطقة مدينة تجارية قديمة، ولا تزال شوارعها الجميلة وأسواقها الساحرة، ومبانيها التقليدية الشهيرة التي بنيت بطراز تقليدي ومزينة بنوافذ مشذبة قائمة إلى يومنا هذا، ما يجعل من البلد مكان رائع للزيارة، حيث لا تكتمل الرحلة إلى جدة دون رؤية منطقتها التاريخية.. مزيد من معلومات عن منطقة البلد التاريخية في جدة .
معلومات عن منطقة البلد التاريخية في جدة
في عام 2014، أضافت اليونسكو البلد إلى قائمة معالمها التراثية العالمية، واصفة المنطقة بأنها “انعكاس بارز للتقاليد المعمارية في البحر الأحمر”، إذ تعد منطقة البلد مركز دائم للنشاط لكل من السكان المحليين والمغتربين الذين يتطلعون إلى اكتشاف روعة الأزقة القديمة والعثور على السلع بأسعار معقولة، فضلا عن زيارة العديد من المعالم والمباني التاريخية.
يعود تاريخ المنازل في البلد إلى القرنين السادس عشر والتاسع عشر، حيث نمت خلال هذه الفترة جدة من مستوطنة صيد صغيرة إلى مدينة محصنة، وتطورت لتصبح ميناءً هامًا على طريق التجارة في المحيط الهندي، وبوابة لمدينتي مكة والمدينة المنورة.
منازل روشان التاريخية في جدة أو البلد هي مثال بارز على العمارة الإسلامية، حيث أنه بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، استفاد التجار المحليون من زيادة التجارة، وبدأوا في بناء منازل مزينة لأنفسهم، بالإضافة إلى تأجير الغرف في الطابق الأرضي للمحلات التجارية.
تم تزيين الواجهات بشبكة خشبية ساعدت ليس فقط في تدوير الهواء ولكن أيضًا توفير الخصوصية للأشخاص في الداخل، وخاصة النساء، فقد كانت الشرفات والنوافذ الصغيرة المنعزلة، كبيرة بما يكفي للنساء للجلوس والنظر في الشارع أدناه ، وفي نفس الوقت يمنحهن الخصوصية الكاملة.
في جميع أنحاء البلد، تم بناء المنازل عن كثب بجانب بعضها البعض لحمايتها من الشمس وإبقائها في الظل قدر الإمكان. ولاتزال الأزقة الضيقة بين المباني مبطنة بالمتاجر والأسواق التي تبيع أي شيء من التوابل إلى العطور والأحذية.
يقع سوق الندى في منطقة وسط المدينة التاريخية وهو السوق التقليدي الأكثر شعبية في جدة، فقد تأسس منذ أكثر من 150 عامًا، وما يميزه هو أنه يقدم جميع أنواع الأطباق التقليدية والمكونات والسلع الطازجة.
أماكن للزيارة في جدة التاريخية
شارع قابيل
يعد شارع قابيل أحد المواقع البارزة في البلد، ويشتهر بمبانيه التقليدية وأكشاكه وطعامه الأصيل، كما تتميز المنطقة بهندستها المعمارية الحجازية وكانت المركز التجاري الأولي في المدينة منذ عام 1940.
لا يزال الشارع يجذب العديد من الأشخاص الذين يزورون العديد من مكاتب صرف العملات قبل الذهاب للتسوق، وقد سمي هذا الشارع الرئيسي باسم عائلة قابيل، ففي أوائل عشرينيات القرن العشرين، اشترى سليمان قابيل الشارع من شريف علي بن الحسين ، وبنى سقفًا فوق متاجره الصغيرة وأدخل الإضاءة لأول مرة، وقد جذبت هذه التحسينات في البنية التحتية العديد من البائعين والتجار الذين يتطلعون إلى استئجار المتاجر الصغيرة.
مسجد عكاش
يعد مسجد عكاش أحد المباني البارزة في شارع قابيل ، والذي بني قبل أكثر من 230 عامًا، وتم تسمية المسجد باسم عكاش أباظة، الذي قام بتجديده وانشأ خمسة أبواب مشهورة من خشب الجوز..
سوق العلوي
على بعد خطوات قليلة من شارع قابيل، يمكنك اكتشاف مسجد ميمار الواقع في سوق العلوي، والذي تم بناؤه بشكل جميل في عام 1824، وفي هذه المنطقة يمكنك شراء أفضل التوابل في المدينة واستكشاف المتاجر الصغيرة المختلفة التي يعود تاريخ بعضها إلى تاريخ بناء المدينة القديمة نفسها.
بيت نصيف و المتبولي
أثناء تواجدك في منطقة العلوي، خذ بعض الوقت للاستمتاع بالطراز المعماري الحجازي المميز المستخدم في بناء المنازل والمساجد المحلية.
قم بزيارة بيت نصيف، الذي تم بناؤه عام 1881، والذي بقى ليكون أحد أكثر المباني إثارة للإعجاب في المنطقة التاريخية، إذ يحمل أهمية تاريخية، باعتباره كان مقر إقامة الملك عبدالعزيز، عندما اعتاد زيارة جدة قبل بناء قصر خزام.
يمكنك أيضًا استكشاف الهندسة المعمارية في منزل متبولي الواقع بالقرب من بيت نصيف، والذي يعود تاريخه إلى 400 عام .
باب مكة
كانت باب مكة البوابة إلى مدينة جدة القديمة لأكثر من 500 عام، وقد تم بناؤه خلال عصر المماليك من أجل حماية المدينة من الغزاة البرتغاليين، وقد اعتاد جميع الحجاج المسافرين إلى مكة على المرور عبر هذه البوابة قبل بدء رحلتهم.