أسباب نزول سورة الأحقاف

سورة الأحقاف من حواميم القرآن إذ تبدأ آياتها بالحروف المقطعة حم، ويبلغ عدد آياتها خمسًا وثلاثين آيةً، وتقع في الرّبعيْن الأول والثاني من الحزب الحادي والخمسين من الجزء السادس والعشرين، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الأحقاف.

أسباب نزول سورة الأحقاف

“قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ”

نزلت عندما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في منامه أنّه يهاجر إلى أرض ذات ماءٍ وشجرٍ ونخلٍ، وعندما أفاق من نومه قصّ رؤياه على أصحابه فاستبشروا خيرًا بتلك الرؤيا ورأوا فيها خلاصًا لهم من اضطهاد قريشٍ وأذاها، وعندما تأخّر موعد الهجرة سأل الصحابة الرسول: “متى نهاجر إلى الأرض التي رأيت؟”، فسكت الرسول ونزلت هذه الآية بمعنى لا أعلم أأهاجر إلى تلك الأرض التي رأيتها في منامي أم لا. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط، الصفحة أو الرقم: 9/26 | خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن همام إلا عبد الله بن محمد بن المغيرة ))

“حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً”

أسباب نزول سورة الأحقاف

فنزلت في أبي بكرٍ الصِّديق -رضي الله عنه- حيث ترافق أبو بكرٍ وهو ابن ثمانية عشرة عامًا مع الرسول وهو ابن عشرين عامًا قبل البعثة في الأسفار التجارية باتجاه الشام، وفي واحدةٍ من تلك الأسفار نَزلوا مكانًا فيه شجرة سدرٍ استظلّ الرسول الكريم بظلِّها، أمّا أبو بكرٍ فذهب إلى أحد الرهبان في ذلك المكان يسأل عن الدِّين، فقال الراهب لأبي بكرٍ: من الرجل الذي في ظل السِّدرة؟ فقال أبو بكرٍ: هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فقال الراهب: هذا والله نبيٌّ، فلم يجلس أحدٌ في ظلّ هذه السِّدرة بعد عيسى بن مريم إلا محمد نبي الله.

تأثر أبو بكرٍ بهذا الحديث ووقع في قلبه التصديق فكان لا يفارق الرسول أبدًا حتى نزل عليه الوحي وهو ابن ثمانٍ وثلاثين سنةً؛ فكان أول المؤمنين به من الرجال وعندما بلغ الأربعين قال: “رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : السيوطي | المصدر : الخصائص الكبرى، الصفحة أو الرقم: 1/86 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف ))

"وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"

لمَّا أراد عبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ الإسلامَ، دخَلَ على رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأسلَمَ، وقال: أشهَدُ أنَّك رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أرسلَكَ بالهُدى ودِينِ الحقِّ، وأنَّ اليهودَ يَجِدونَك عندهم في التَّوراةِ مَنعوتًا. ثمَّ قال له: أرسِلْ إلى نَفَرٍ مِن اليهودِ؛ إلى فُلانٍ وفُلانٍ، فسمَّاهم له، وأخْبِئْني في بَيتٍ، فسَلْهم عنِّي وعن والدي، فإنَّهم يُخبِرونَك، وإنِّي سأخْرُجُ عليهم، فأشهَدُ أنَّك رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أرسلَكَ بالهُدى ودِينِ الحقِّ؛ لعلَّهم يُسلِمون، ففعَلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك، فخَبَأَهُ في بَيتِه.

أرسَلَ إلى النَّفرِ الَّذين أمَرَهُ بهم، فدَعاهُم، فقال لهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما عبدُ اللهِ بنُ سَلَامٍ عندكم، وما كان والدُهُ؟ فقالوا: سيِّدُنا وابنُ سيِّدِنا، وعالِمُنا وابنُ عالِمِنا، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرأيتُمْ إنْ أسلَمَ تُسلِمون؟ قالوا: إنَّه لا يُسلِمُ، قال: أرأيتُمْ إنْ أسلَمَ؟ قالوا: لا يُسلِمُ، قال: أرأيتُمْ إنْ أسلَمَ؟ قالوا: لا يُسلِمُ أبدًا، فدعاهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فخرَجَ عليهم، ثمَّ قال: أشهَدُ أنَّك رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أرسلَكَ بالهُدى ودِينِ الحقِّ، وإنَّهم لَيَعلمونَ منك مِثْلَ ما أعلَمُ، قال: فقالتِ اليهودُ لعبْدِ اللهِ: ما كُنَّا نَخْشاك يا عبدَ اللهِ على هذا، قال: فخَرَجوا مِن عندِهِ، فأنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ في ذلك: “قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”

هل سورة الأحقاف مكية أم مدنية؟

سورة الأحقاف واحدةٌ من السور التي نزلتْ على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مكة باستثناءٍ ثلاث آياتٍ هنّ موضع خلافٍ بين أهل التفسير وهن الآيات: العاشرة والسابعة عشرة والخامسة والثلاثون، وترتيب السورة من حيث النزول الخامسة والستّون، إذ نزلت قبل سورة الذاريات وبعد سورة الجاثية.

سبب تسمية سورة الأحقاف

سورة الأحقاف

سُمّيت هذه السورة بهذا الاسم أيْ الأحقاف في جميع المصاحف المغربية والشرقية إلى جانب كتب التفسير والسنة؛ فالأحقاف وردت في هذه السورة ولم ترد في أي موضعٍ آخرٍ وهي مساكن قوم عادٍ من أرض اليمن وتقع تحديدًا في وادٍ صحراويٍّ بين سلطنة عُمان ومهرة اليمنية جنوب شبه الجزيرة العربية حاليًّا وقد أهلكهم الله تعالى بعد أن كذّبوا رسولهم هود -عليه السلام-، كما يُطلق على هذه السورة اسم حم الأحقاف تمييزًا لها عن باقي السور التي تفتتح آياتها بالحروف المقطعة حم.

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة الزخرف

أسباب نزول سورة الدخان

أسباب نزول سورة الجاثية

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *