تُفتتح آيات سورة الجاثية بالحروف المقطعة “حم” لتكون واحدةً من السُّور القرآنية المعروفة بالحواميم أو سُور آل حم، وموضوعها الرئيس الحديث عن يوم القيامة وما فيه من الأهوال إلى جانب المواضيع العقائدية المرتبطة بتوحيد الألوهية، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الجاثية.
أسباب نزول سورة الجاثية
الثابت لدى كبار المفسرين في نزول آيات سورة الجاثية مثل قوله تعالى:
نزلت في عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بحسب رواية ابن عباسٍ -رضي الله عنهما- حيث أخبر أنّ يهوديًّا من أهل المدينة يُدعى “فنحاص” قال: احتاج ربُّ محمدٍ حينما نزل قوله تعالى: “مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا”، فغضب عمر غضبًا شديدًا واستلّ سيفه يرد الفتك باليهودي؛ فنزل جبريل -عليه السلام- على الرسول بهذه الآية. (( الراوي : ابن عباس | المحدث : ابن العربي | المصدر : أحكام القرآن، الصفحة أو الرقم: 4/121 | خلاصة حكم المحدث : لم يصح ))
كان أهلُ الجاهليَّةِ يقولونَ: إنَّما يُهلِكُنا اللَّيلُ والنَّهارُ، هو الَّذي يُهلِكُنا ويُميتُنا ويُحيينا قال اللهُ: {مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا} [الجاثية: 24] قال الزُّهريُّ عن سعيدِ بنِ المُسيَّبِ: عن أبي هُريرةَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: يقولُ اللهُ جلَّ وعلا: يُؤذيني ابنُ آدَمَ يسُبُّ الدَّهرَ وأنا الدَّهرُ بيدي الأمرُ أُقلِّبُ ليلَه ونهارَه فإذا شِئْتُ قبَضْتُهما. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 5715 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
هل سورة الجاثية مكية أم مدنية؟
سورة الجاثية واحدةٌ من سور مثاني القرآن المكيّة في جميع آياتها ما عدا الآية الرابعة عشر؛ إذْ نزلت في المدينة، ويبلغُ عدد آياتها سبعًا وثلاثين آيةً، نزلت بعد سورة الدخان وقبل سورة الأحقاف، وترتيبُها من حيث النزول الرابعة والستّون، أمّا ترتيبها في المصحف العثمانيّ فالخامسة والأربعون، وتقع في الربعيْن السابع والثامن من الحزب الخمسين من الجزء الخامس والعشرين.
سبب تسمية سورة الجاثية
- سُمّيت هذه السورة بهذا الاسم لورود كلمة جاثية في آياتها في معرض الحديث عن يوم القيامة وما فيه من الأهوال الجِسام حتى يجثوَ الناس على رُكبهم من شدة تلك الأهوال في انتظار الحساب والجزاء، وهذا اللفظ لم يتكرّر في سورةٍ أخرى قال تعالى: “وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”.
- عرفت السورة في كتب التفسير أيضًا باسم حم الجاثية تمييزًا لها عن باقي السورة المبدوءة بالحروف المقطعة حم، كما تُسمّى سورة شريعة لورود هذا اللفظ في آياتها دون سواها من سُور القرآن الكريم قال تعالى: “ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ”.
- تُعرفُ أحيانًا باسم سورة الدهر لورود كلمة الدهر فيها قال تعالى: “وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ” لكن هذا الاسم قد يُسبّب الالتباس لورود كلمة الدهر أيضًا في افتتاحية سورة الإنسان قال تعالى: “هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ”.
فضل سورة الجاثية
أخبر عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن مكانة السُّور القرآنية التي تبدأ بالحروف المقطّعة حم؛ فقد أسماها الصحابة آل حم -آل تعني العائلة أو المجموعة- كونَها تنتمي إلى عائلةٍ واحدةٍ مكوّنةٍ من سبع سُورٍ هي على الترتيب: غافر وفصّلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية وأخيرًا الأحقاف، وقال عنها: “آل حم” ديباج القرآن. (( الراوي : أبو مسعود | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 3835 | خلاصة حكم المحدث : موقوف ))
وقال أيضًا: “إذا وقعت في “آل حم” فقد وقعت في روضاتٍ أتأنق فيهن” والتأنق يعني: التدبّر والتأمل والفَهم العميق لمعاني الآيات، كما أطلق ابن عباس على سور الحواميم، ومنها سورة الجاثية لباب القرآن، فقال: “إن لكلّ شيء لبابًا ولباب القرآن “آل حم” أو قال: الحواميم”. (( الراوي : عوف بن مالك بن نضلة أبو الأحوص | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/162 | خلاصة حكم المحدث : فيه عاصم بن بهدلة وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح ))
أمّا عدا ذلك من الفضل المتعلِّق بهذه السورة فلا أصلَ له كفضلِ قراءتها قبل النوم للستر يوم القيامة والمباعدة عن النار، وقد وردت أحاديث حولها ومنها: “مَنْ قرأ حم الجاثيةِ ستر اللهُ عورتَه”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 254 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: