أسباب نزول سورة الزخرف
يبلغ عدد آيات سورة الزخرف تسعًا وثمانين آيةً وهي من آل حم القرآن أيْ السُّور التي تبدأ بالحروف المقطّعة حم وعددُها سبع سورٍ متتالية، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الزخرف.
أسباب نزول سورة الزخرف
“وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ“
لقد عُلِّمْتُ آيةً من القرآنِ ما سألني عنها رجلٌ قطُّ فما أدري أَعَلِمها الناسُ فلم يسألوا عنها أم لم يَفْطِنوا لها فيسألوا عنها ثم طَفِقَ يُحدِّثنا فلما قام تلاومنا أن لا نكونَ سألناهُ عنها فقلتُ : أنا لها إذا راح غدًا فلما راح الغدَ قلتُ : يا ابنَ عباسٍ ذكرتَ أمسَ أنَّ آيةً من القرآنِ لم يسألك عنها رجلٌ قطُّ فلا تدري أعلمها الناسُ فلم يسألوا عنها أم لم يَفطنوا لها فقلتُ : أَخْبِرْني عنها وعن اللاتي قرأتَ قبلها قال : نعم.
إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال لقريشٍ : يا معشرَ قريشٍ إنَّهُ ليس أحدٌ يُعْبَدُ من دونِ اللهِ فيهِ خيرٌ وقد عَلِمَتْ قريشٌ أنَّ النصارى تعبدُ عيسى بنَ مريمَ وما تقولُ في محمدٍ فقالوا : يا محمدُ ألست تزعمُ أنَّ عيسى كان نبيًّا وعبدًا من عبادِ اللهِ صالحًا فلئن كنتَ صادقًا فإنَّ آلهتهم لكما تقولون قال : فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } قال : قلتُ : ما يصِدُّون قال : يضجُّون { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ } قال : وهو خروجُ عيسى ابنِ مريمَ عليهِ السلامُ قبل يومِ القيامةِ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 4/329 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
“وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا“
ليلةَ عُرِجَ بي أَوْحى اللهُ إليَّ ما أَوْحى فقال: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا} [الزخرف: 45]، فقلتُ: يا ربِّ، أين أَبَوايَ؟ قال: أنا أَبعَثُهما لكَ وأُجَسِّمُهما، ونشَرَهما لي فدَعَوْتُهما إلى الإسلامِ فأَسْلَما، فنُقِلوا مِن حُفَرِ النَّارِ إلى رياضِ الجنَّةِ. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الحاكم | المصدر : موضوعات ابن الجوزي، الصفحة أو الرقم: 1/345 | خلاصة حكم المحدث : الحمل فيه على الخواص ))
هل سورة الزخرف مكية أم مدنية؟
نزلت سورة الزخرف بجميع آياتها في مكّة قبل الهجرة ما عدا قوله تعالى: “وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَـنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ”. فنزلت في بيت المقدس أثناء حادثة الإسراء وهذا لاعِ يتنافى مع كون هذه الآية مكيّةٌ أيضًا -فمفهوم المكيّ هو كل ما نزل على الرسول الكريم من الآيات والسُّور قبل الهجرة سواءً كان في مكة أم في غيرها.
تقعُ سورة الزخرف في الأرباع الرابع والخامس والسادس من الحزبيْن التاسع والأربعين والخمسين من الجزء الخامس والعشرين، ونزلتْ قبل سورة الدخان وبعدَ سورة فصلت، وترتيبها من حيث النزول الثانية والستون، أما في المصحف العثمانيّ فترتيبُها الثالثة والأربعون.
سبب تسمية سورة الزخرف
عُرفت هذه السورة بهذا الاسم في معظمِ المصاحف الشرقيّة والمغربية وفي العديدِ من كتب التفسير ووجه التسمية أنّ كلمة الزخرف وردت ضِمن آيات السورة قال تعالى: “وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ” وذلك في معرض الحديث عن متاع الحياة الدنيا وما فيها من الزخارف -جمع زخرف- الذي يخدع الأبصار فتنشغل به عن شأن الآخرة والاستعداد لليوم العظيم، وكلمة الزخرف تعني الأشكال المزخرفة والملونة وقال عنها ابن عباس: هي الذهب أو الفضة والفضة هي الأرجح كونها تعكس الضوء وذات مظهرٍ برّاقٍ ولمّاعٍ.
فضل سورة الزخرف
سورة الزخرف من حواميم القرآن الكريم السبعة، وهي السور التي تفتتح آياتها بالحروف المقطعة حم والتي قال عنها عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- ديباج القرآن، وقال عنها ابن عباس لباب القرآن، وقد حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في بعض الغزوات على قول:”حم لا ينصرون”. (( الراوي : سنان بن سلمة | المحدث : أبو زرعة الرازي | المصدر : المراسيل ابن أبي حاتم، الصفحة أو الرقم: 67 | خلاصة حكم المحدث : سنان ليست له صحبة ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ))
تجدرُ الإشارة إلى ورود دعاء السّفر ضِمن آيات السورة كما جاء في الحديث الشريف: “أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان إذا سافَر فركِب على راحلتِه كبَّر ثلاثًا ثمَّ قال:”سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ* وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ“، يقرَأُ الآيتينِ ثمَّ يقولُ:”اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُك في سفري هذا البِرَّ والتَّقوى ومِن العملِ ما ترضى اللَّهمَّ هوِّنْ علينا السَّفرَ واطوِ لنا الأرضَ اللَّهمَّ أنتَ الصَّاحبُ في السَّفرِ والخليفةُ في الأهلِ اللَّهمَّ اصحَبْنا في سفرِنا فاخلُفْنا في أهلِنا، وكان إذا رجَع قال:”آيِبونَ تائِبونَ لرَبِّنا حامِدونَ”. (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 2/234 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: