أسباب نزول سورة غافر
سورة غافر واحدةٌ من السُّور التي تبدأ آياتها بالحروف المقطعة “حم” والتي يبلغ عددها سبع سورٍ هي: غافر وفصلت والشورى والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف، وسورة غافر أوّل هذه السُّور نزولًا على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ويُطلق عليها مجتمعةً اسم الحواميم أو آل حم، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة غافر.
أسباب نزول سورة غافر
اشتملَ القرآن الكريم على العديد من السُّور التي نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- من غير سبب نزولٍ لحكمةٍ لا يعرفها إلا الله كسورة الفاتحة، ويُعدّ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي من أوائل الذين ألفوا الكتب في أسباب نزول السور والآيات؛ فلم يشمل كتابه أسباب النزول على سبب نزولٍ لسورة غافر أو لأيٍّ من آياتها، ولكن توجد آية واحدة لها سبب نزول وهي قوله تعالى:
“ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد “
- أخرج ابن أبي حاتم عن السدي عن أبي مالك في قوله ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا قال نزلت في الحارث بن قيس السهمي.
- عن كعب الأحبار قال: هم اليهود نزلت فيهم فيما ينتظرونه من أمر الدجال.
- عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة قالا يا محمد ارجع عما تقول وعليك بدين آبائك وأجدادك ؛فأنزل الله هذه الآية .
هل سورة غافر مكية أم مدنية؟
- سورة غافر واحدة من مثاني السُّور المكية نزلت بعد سورة الزمر وقبل سورة فصلت، ويبلغ عدد آياتها خمسًا وثمانين آيةً، وترتيبها الأربعون في المصحف العثمانيّ أما من حيث النزول فترتيبها الستون، وتقع في الأرباع الثالث والرابع والخامس والسادس من الحزبيْن السابع والأربعين والثامن والأربعين من الجزء الرابع والعشرين.
- تمتاز سورة غافر بالطابع الشديد والعنيف في السّرد كونَها تتحدّث عن المعركة الأزلية بين الحقّ والباطل والهداية والضلال.
سبب تسمية سورة غافر
سُمّيت سورة غافر بهذا الاسم بسبب افتتاح آيات السورة بالإشارة إلى تنزيل القرآن الكريم من لدن الله -سبحانه وتعالى- الذي هو غافر الذنب؛ فالغافر من صفات الله -عز وجل- وهو الاسم الذي اشتُهرت فيه في مصاحف المغرب قال تعالى: “غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ”.
عُرفت في مصاحف المشرق وفي كتب التفسير وصحيح البخاري وغيره باسم سورة المؤمن أو سورة حم المؤمن؛ بسبب ورود قصة مؤمن آل فرعون فيها وحم المؤمن تمييزًا لها عن غيرها من السُّور التي تفتتح آياتها بالحروف المقطعة حم، كما تُسمى سورة ذي الطول لورود هذا اللفظ الآية الثالثة من السورة.
فضل سورة غافر
وردت العديد من الأحاديث التي توضح سورة غافر حتى وإن كان هناك خلاف في صحة هذه الأحاديث من محدث لآخر، ومن هذه الأحاديث:
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ الدخانَ كلَّها وأولَ {حم} غافر إلى قوله: {إِلَيهِ الْمَصِيرُ} [غافر: 1-3] وآيةَ الكرسيِّ حين يمسي حفظ بها حتى يصبحَ ومن قرأها حين يصبحُ حُفظ بها حتى يمسيَ”. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الدمياطي | المصدر : المتجر الرابح، الصفحة أو الرقم: 222 | خلاصة حكم المحدث : سنده سقيم ))
“مَن قَرأ آيةَ الكُرسيِّ وأوَّلَ حم [سورة غافر]، عُصِمَ ذلكَ اليَومَ مِن كلِّ سُوءٍ”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الفتوحات الربانية، الصفحة أو الرقم: 3/284 | خلاصة حكم المحدث : غريب ))
عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ في قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ قال غَافِرِ الذَّنْبِ لمنْ يقولُ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ وقَابِلِ التَّوْبِ لمن يقولُ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ شَدِيدِ الْعِقَابِ لِمَنْ لا يقولُ لَا إلهَ إلَّا اللهُ ذِي الطَّوْلِ ذي الغِنَى لَا إلَهَ إلَّا هُوَ كانتِ كفارُ قريشٍ لا يُوَحِّدُونَهُ فوحَّدَ نفْسَهُ إِلَيْهِ الْمَصيرُ مصيرُ مَنْ يقولُ لا إلَهَ إلَّا اللهُ فيُدْخِلُهُ الجنَّةَ ومصيرُ مَنْ لا يقولُ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ فيُدْخِلُهُ النارَ. (( الراوي : زيد بن أسلم | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/104 | خلاصة حكم المحدث : فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف ))
عنِ ابنِ عبَّاسٍ : في قولِ اللهِ {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ} [غافر: 19] إذا نظَرْتَ إليها أتُريدُ الخيانةَ أم لا {وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر: 19] إذا قدَرْتَ عليها أتزني بها أم لا ألَا أُخبِرُكم بالَّتي تليها {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ} [غافر: 20] قادرٌ على أنْ يجزيَ بالحَسنةِ الحَسنةَ وبالسَّيِّئةِ السَّيِّئةَ {إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [غافر: 20]. (( الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط الصفحة أو الرقم: 2/71 | خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا الحسن بن واقد. ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: