أسباب نزول سورة النمل
سورة النمل من السور المثاني، ويبلغ عدد آياتِها ثلاث وتسعين آية، وترتيبها السابعة والعشرون في المصحف الشريف، حيث تقعُ في الجزء العشرين، وفي الحزب الثامن والثلاثين والتاسع والثلاثين، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة النمل.
أسباب نزول سورة النمل
تتميز سورة النمل بأن موضوعها هو موضوع السورتين: سورة الشعراء قبلها، وسورة القصص بعدها، فهي جاءت بينهما في الترتيب في المصحف الشريف، وكذلك كان ترتيبها في النزول.
صارت سورة النمل كالتتمَّة لسورة الشعراء في بيان بقية قصص الأنبياء، وهي قصة داود وسليمان -عليهما السَّلام-، وفيها تفصيل في قصة موسى وقصة صالح وقصة لوط -عليهم السلام-، كما يوجد تشابه بين هذه السور في البداية والافتتاح بالحروف المقطعة طسم، وتُسمّى هذه السور بالطواسين لأنّها تبدأ بهذه الحروف المقطعة، وكذلك التشابه الموضوعي بينها في وصف القرآن وتنزيله من عند الله تعالى.
وردت بعض الأحاديث التي تتعلق بآيات نزلت من سورة النمل مثل:
- عنِ ابنِ عباسٍ قال سَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى قال هم أصحابُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، اصطفاهم اللهُ لنبيِّهِ. (( الراوي : ابن عباس| المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/90 | خلاصة حكم المحدث : فيه الحكم بن ظهير وهو متروك))
- وَقَفَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى قَلِيبِ بَدْرٍ فقالَ: هلْ وجَدْتُمْ ما وعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ثُمَّ قالَ: إنَّهُمُ الآنَ يَسْمَعُونَ ما أقُولُ، فَذُكِرَ لِعائِشَةَ، فقالَتْ: إنَّما قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّهُمُ الآنَ لَيَعْلَمُونَ أنَّ الذي كُنْتُ أقُولُ لهمْ هو الحَقُّ ثُمَّ قَرَأَتْ {إنَّكَ لا تُسْمِعُ المَوْتَى} [النمل: 80] حتَّى قَرَأَتِ الآيَةَ. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3980 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
- إنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لم يكتبْ : بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، حتى نزلت سورةُ النَّملِ. (( الراوي : الشعبي وأبو مالك وقتادة وثابت بن عمارة | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 787 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))
هل سورة النمل مكية أم مدنية؟
إنَّ سورة النمل واحدةٌ من السور المكيّة التي نزلتْ على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، وقد نزلت هذه السورة بعد سورة الشعراء، وهي مَعنيّة بالحديث عن أصول العقيدة كالتوحيد والرسالة والبعث مثل سور القرآن المكي.
سبب تسمية سورة النمل
- إنَّ هذه السورةَ سورةٌ عظيمة بِما تحمل من أفكار تُجسّد التفوّق الحضاري القائم على العلم والدين معًا، فالدين ليس دين عبادة فقط، وإنّما هو دين علم وعبادة معًا، ويجب أن تكون الأمة المسلمة الموحّدة متفوقة في العلم والحضارة؛ لأن هذا التفوق هو سبب لتميّز أمة الإسلام كما حصل في العصر الذهبي للإسلام.
- إنَّ شأن هذه السورة شأن كثير من سور الكتاب من حيث سبب تسميتها، فقد سُمِّيت بهذا الاسم لورودِ قصّة النبيّ سليمان -عليه السلام- وجيشه مع النملة في وادي النمل، وسُمِّيتْ أيضًا بهذا الاسم دلالة على نجاح حشرة النمل -برغم صغرها- في الأداء وحسن التنظيم والجماعة والعمل، فكيف بالبشر الذين أعطاهم الله تعالى العقل، فلا بدَّ أنّ الأولوية لهم في النجاح كما نجح النمل في مهمتهم في الأرض.
- في السورة دلالة عظيمة على علم الحيوان، قال تعالى: “حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ”.
فضل سورة النمل
لجميعِ سور القرآن الكريم فضلٌ كبير وثوابٌ عظيم، وقد لا يكون هناك فضل مخصّص لكل سورة، لكن بجميع الأحوال للسور فضلٌ عامّ وشامل، أما فيما يتعلق بفضل سورة النمل، فقد ورد أحاديث ضعيفة تتكلم عن فضلٍ مخصّص لها، ولم يرد لهذه الأحاديث سند في الموسوعة الحديثية مثل حديث:
“مَن قرأَ طس كان له من الأَجر عشرُ حسنات بعَدَد مَن صدَّق سليمان، وكذَّب به، وهود، وشعيب، وإِبراهيم، ويخرج من قبره وهو ينادى: لا إِله إِلاَّ الله” (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 213 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
فضل سورة النمل ظاهر حتى وإن لم ترد أحاديث تتحدث عن تفضيلها عن غيرها من السور، فهي تفصل بين الهداية والضلال، كما أنها تشتمل على واحد من أشهر الأدعية وهو دعاء النبي سليمان: ” رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ “.
اقرأ أيضًا:
المصادر: