سورة الشعراء من السور الطويلة، وترتيبها السادس والعشرون في المصحف، وعدد آياتِها 227، وهي سورة عالجتْ أصولَ الدين، واهتمتْ بالعقيدة وأصول الإيمان، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الشعراء.
أسباب نزول سورة الشعراء
يُوحي اسم السورة إلى أنَّ سبب نزولها هو الردّ على ادعاءات المشركين حين افتروا على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وقالوا عنه: إنه شاعر يبتدع الكلام من عنده ولا يُوحى إليه، أو ردًّا على هجومات شعراء المشركين، حيث ردَّ الله تعالى عليهم مستثنيًا بأداة استثناء صريحة الشعراءَ الذي آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرًا، قال تعالى في محكم التنزيل: “وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ”.
وقد وردَ عن أبي الحسن مولى بني نوفل أنَّ عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت أتيا رسول الله حين نزلت الشعراء يبكيان وهو يقرأ: “والشعراء يتبعهم الغاوون ” حتى بلغ “إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات” قال: أنتم، “وذكروا الله كثيرًا”، قال: أنتم، “وانتصروا من بعدما ما ظلموا”، قال: أنتم، “وسيعلم الذين ظلموا أيَّ مُنقلبٍ ينقلبون”، قال: الكفار. (( الراوي: أبو الحسن البراد، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 10/555، خلاصة حكم المحدث: مرسل))
لَمَّا نَزَلَتْ: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ} جَعَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُنادِي: يا بَنِي فِهْرٍ، يا بَنِي عَدِيٍّ ببُطُونِ قُرَيْشٍ وقالَ لنا قَبِيصَةُ: أخْبَرَنا سُفْيانُ، عن حَبِيبِ بنِ أبِي ثابِتٍ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ، قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ : {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ}، جَعَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعُوهُمْ قَبائِلَ قَبائِلَ. ((الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3525 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
هل سورة الشعراء مكية أم مدنية؟
إنَّ حالَ سورة الشعراء كحالِ كثيرٍ من السور في القرآن الكريم، نزل بعضها بمكة وبعضها في المدينة، فهي سورة مكيّة، نزلتْ على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، باستثناء الآية 197 ومن الآية 224 حتّى آخر سورة الشعراء فهي مدنيّة، نزلت في المدينة على رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام.
سبب تسمية سورة الشعراء
تعدُّ سورة الشعراء من أشهرِ السور في القرآن من حيثُ اسمها، قال المهايمي: سُمّيتْ هذه السورةُ بها؛ لاختصاصِها بتمييز الرسل عن الشعراء؛ لأن الشاعر إن كان كاذبًا، فهو رئيس الغواة، لا يتصوّر منه الهداية، وإن كان صادقاً، لا يتصوّر منه الافتراء على الله تعالى”، أي إنّ ذكر الشعراء في السورة كانَ لبيانِ أنّهم بعيدون كلَّ البعد عن الرسالة النبويّة، وأنّ رسولَ الله -عليه الصلاة والسّلام- ليس شاعرًا كما ادعى المشركون، وورد عن الفيروزآبادي قولُهُ: “سميت سورة الشعراء؛ لاختتامها بذكرهم في قوله: “والشعراء يتبعهم الغاوون”.
فضل سورة الشعراء
- القرآن الكريم كلُّهُ متعبدٌ بتلاوته، وفيه من الأجر الكثير، والله يضاعف لمن يشاء، وسورة الشعراء من والطواسين هي السور الآتية: الشعراء، والنمل، والقصص، حيث بدأت سورتا الشعراء والقصص بقوله سبحانه: “طسم”، وبدأت سورة النمل بقوله -عز وجل-: “طس”.
- وردَ عن سور الطواسين في مسند الإمام أحمد، عن معقل ابن يسار -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم-: “ألا إني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه، والطواسين، والحواميم من ألواح موسى”. ((الراوي: معقل بن يسار، المحدث: الذهبي، المصدر: المهذب، الصفحة أو الرقم: 8/3971، خلاصة حكم المحدث: فيه عبيد الله قال أحمد: تركوا حديثه))
- جاء عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم-، قال: “إِنَّ اللهَ تعالى أعطاني السبْعَ مكانَ التوراةِ، وأعطاني الرآتِ إلى الطواسينِ مكانَ الإِنجيلِ، وأعطاني ما بينَ الطواسينَ إلى الحواميمِ مكانَ الزَّبور، وفضَّلَني بالحواميمِ والمفصَّلِ، ما قَرَأَهُنَّ نَبِيٌّ قبْلِي”. ((الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني، المصدر: ضعيف الجامع، الصفحة أو الرقم: 1556، خلاصة حكم المحدث: ضعيف ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: