أسباب نزول سورة الفرقان
سورة الفرقان من السور المثاني، وقد نزلت بعد سورة “يس”، وبدأت بالثناء على الله جلّ وعلا “تبارك”، وفيها سجدة في آياتها الستين، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الفرقان.
أسباب نزول سورة الفرقان
“تبَارَكَ الذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيرًا مِن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا“
قيلَ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إن شئتَ أعطيْنَاكَ من خزائِنِ الأرضِ ومفاتِيحِها ما لم يُعْطَ نبيٌّ ولا نعطِهَا أحدًا بعدَكَ ولا يُنقِصُكَ ذلك مما لك عند اللهِ شيئًا وإن شئتَ جمعتُها لكَ في الآخرةِ فقال اجمعوهَا لي في الآخرةِ فأنزلَ اللهُ سبحانه “تَبَارَكَ الذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيرًا مِن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا”. (( الراوي : خيثمة بن عبدالرحمن | المحدث : الشوكاني | المصدر : فتح القدير، الصفحة أو الرقم: 4/94 | خلاصة حكم المحدث : [روي] نحوه من طريق أخرى ))
” وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ”
إنَّ أبا مُعيطٍ كان يجلِسُ معَ النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بمكَّةَ لا يؤذيهِ وكانَ رجُلًا حليمًا وكان بقيَّةُ قريشٍ إذا جلسوا معَهُ آذَوهُ وكان لأبي مُعيطٍ خليلٌ غائبٌ عنهُ بالشَّامِ فقالَت قريشٌ صبأَ أبو مُعَيطٍ وقدِمَ خليلُهُ من الشَّامِ ليلًا فقال لامرأتِهِ ما فعل محمَّدٌ مِمَّا كان عليهِ فقالت أشدُّ مِمَّا كان أمرًا فقال : ما فعل خليلي أبو مُعيْطٍ؟ فقالت : صَبأَ ، فبات بليلةِ سَوءٍ ، فلما أصبح أتاهُ أبو مُعيطٍ فحيَّاهُ فلم يردَّ عليهِ التحيَّةَ فقال مالَكَ لا ترُدُّ عليَّ تحيَّتي فقال كيف أردُّ عليكَ تحيَّتَكَ وقد صَبوتَ قال أوقد فعَلَتْها قُريشٌ قال نعَم.
قال فما يُبرِئُ صدورَهم إن أنا فعلتُ قال نأتيهِ في مجلسِهِ وتبصُقُ في وجهِهِ وتشمته بأخبَثِ ما تعلَمُهُ منَ الشَّتمِ ففعلَ فلم يزدِ النَّبِيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن مسحَ وجهَهُ من البُصاقِ ثُمَّ التفت إليهِ فقال إن وجدتُكَ خارجًا من جبالِ مكَّةَ أضِربُ عنُقَكَ صبرًا.
فلمَّا كانَ يومَ بدرٍ وخرجَ أصحابُهُ أبى أن يخرُجَ فقالَ له أصحابُهُ اخرُجْ معَنا قال قد وعدَني هذا الرَّجُلُ إن وجدَني خارجًا من جبالِ مكَّةَ أن يضرِبَ عُنقي صبرًا فقالوا لكَ جملٌ أحمَرُ لا يُدرَكُ فلو كانت الهزيمةُ طِرتَ عليهِ فخرجَ معهُم فلمَّا هزمَ اللَّهُ المشركينَ وحِلَ به جَملُهُ في جُدَدٍ من الأرضِ فأخذَهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أسيرًا في سبعينَ من قُريشٍ وقدِمَ إليهِ أبو مُعيطٍ فقال تقتُلُني من بينِ هؤلاءِ قال نعَم بما بصَقتَ في وجهي فأنزَلَ اللَّهُ في أبي مُعيطٍ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ إلى قولِهِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : السيوطي | المصدر : الدر المنثور، الصفحة أو الرقم: 11/163 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
“وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ“
سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أيُّ الذَّنْبِ أعْظَمُ عِنْدَ اللهِ؟ قالَ: أنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ قالَ: قُلتُ له: إنَّ ذلكَ لَعَظِيمٌ، قالَ: قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ أنْ تَقْتُلَ ولَدَكَ مَخافَةَ أنْ يَطْعَمَ معكَ قالَ: قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ أنْ تُزانِيَ حَلِيلَةَ جارِكَ، فأنزل الله تعالى تصديقا لذلك : “وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ” ((الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 86 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
عن ابن عباس: أنَّ ناسًا مِن أهْلِ الشِّرْكِ قَتَلُوا فأكْثَرُوا، وزَنَوْا فأكْثَرُوا، ثُمَّ أتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: إنَّ الذي تَقُولُ وتَدْعُو لَحَسَنٌ، ولو تُخْبِرُنا أنَّ لِما عَمِلْنا كَفَّارَةً، فَنَزَلَ: “والذينَ لا يَدْعُونَ مع اللَّهِ إلَهًا آخَرَ ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ ولا يَزْنُونَ ومَن يَفْعَلْ ذلكَ يَلْقَ أثامًا”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 122 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
هل سورة الفرقان مكية أم مدنية؟
تُعد سورة الفرقان مكية أي نزلت قبل هجرة النبي الكريم إلى المدينة المنورة، ما عدا آياتها الثامنة والستين، والتاسعة والستين، والسبعين فهي آيات مدنية، وتقع السورة الكريمة بالجزء التاسع عشر وعدد اَياتها سبع وسبعون اَية، وهي السورة الخامسة والعشرون في ترتيب سور القراَن الكريم، وترتيبها بالكتاب الكريم بعد سورة النور وقبل سورة الشعراء.
سبب تسمية سورة الفرقان
ليس لها اسم غير الفرقان، والاسم مأخوذ من الاَية الأولى بالسورة المُباركة: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}، والفرقان تعني التفرقة بين شيئين وسُمي القراَن بالفرقان لأنه فصل بين الحق والباطل، وأنزل الله الكتاب ليُميز بين الحق والباطل ولا يكون لأحد حُجة على الله تعالى.
اقرأ أيضًا:
المصادر: