أسباب نزول سورة الحج
أسباب نزول سورة الحج
“وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ“
كان الناسُ منَ الأعرابِ يَأتونَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُسلِمونَ فإذا رجَعوا إلى بِلادِهم فإنْ وجَدوا عامَ غَيثٍ وعامَ خِصبٍ وعامَ وِلادٍ حسَنٍ قالوا إنَّ دِينَنا هذا لَصالِحٌ فتمَسَّكوا له وإنْ وَجَدوا عامَ جَدْبٍ وعامَ وِلادِ سُوءٍ وعامَ قَحْطٍ قالوا ما في دِينِنا هذا خيرٌ فأنزَل اللهُ “وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الشوكاني | المصدر : فتح القدير، الصفحة أو الرقم: 3/625 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))
“هذانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا في رَبِّهِمْ”
عَنْ عَلِيِّ بنِ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، أنَّه قَالَ: أنَا أوَّلُ مَن يَجْثُو بيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَومَ القِيَامَةِ وقَالَ قَيْسُ بنُ عُبَادٍ: وفيهم أُنْزِلَتْ: “هذانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا في رَبِّهِمْ” قَالَ: هُمُ الَّذِينَ تَبَارَزُوا يَومَ بَدْرٍ: حَمْزَةُ، وعَلِيٌّ، وعُبَيْدَةُ، أوْ أبو عُبَيْدَةَ بنُ الحَارِثِ، وشيبَةُ بنُ رَبِيعَةَ، وعُتْبَةُ بنُ رَبِيعَةَ، والوَلِيدُ بنُ عُتْبَةَ. (( الراوي : قيس بن عباد أو عبادة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3965 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
“أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ”
لما أُخرج النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من مكةَ قال أبو بكرٍ أخرَجوا نبيَّهم ليهلكُن فأنزل الله تعالى “أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ” الآية فقال أبو بكرٍ لقد علمتُ أنه سيكون قتالٌ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3171 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
“وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلاَ نَبِيٍّ“
لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تولى قومه عنه، وشق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به، تمنى في نفسه أن يأتيه من الله تعالى ما يقارب به بينه وبين قومه، وذلك لحرصه على إيمانهم.
فجلس ذات يوم في ناد من أندية قريش كثير أهله، وأحب يومئذٍ أن لا يأتيه من الله تعالى شيء ينفرون عنه، وتمنى ذلك، فأنزل الله تعالى سورة “وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ” فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ “أَفَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ * وَمَنَاةَ ٱلثَّالِثَةَ ٱلأُخْرَىٰ” ألقى الشيطان على لسانه لما كان يحدث به نفسه ويتمناه: “تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى”
فلما سمعت قريش ذلك فرحوا، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءته فقرأ السورة كلها، وسجد في آخر السورة، فسجد المسلمون بسجوده وسجد جميع من في المسجد من المشركين، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد إلا الوليد بن المغيرة وأبو أُحَيْحَة سعيد بن العاص، فإنهما أخذا حفنة من البطحاء ورفعاها إلى جبهتيهما وسجدا عليهما، لأنهما كانا شيخين كبيرين فلم يستطيعا السجود وتفرّقت قريش وقد سرّهم ما سمعوا، وقالوا: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر، وقالوا: قد عرفنا أن الله يحيي ويميت ويخلق ويرزق ولكن آلهتنا هذه تشفع لنا عنده فإن جعل لها محمد نصيباً فنحن معه.
فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام فقال: “ماذا صنعت؟ تَلَوْتَ على الناس ما لم آتك به عن الله سبحانه، وقلت ما لم أقل لك”. فحزن رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً وخاف من الله خوفاً كبيراً، فأنزل الله تعالى هذه الآية، فقالت قريش: ندم محمد على ما ذكر من منزلة آلهتنا عند الله، فازدادوا شراً إلى ما كانوا عليه. (( الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/73 | خلاصة حكم المحدث : مرسل وفيه ابن لهيعة ولا يحتمل هذا من ابن لهيعة ))
هل سورة الحج مكية أم مدنية؟
إنَّ سورة الحج من السور المدنية، التي نزلتْ على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنورة، ما عدا الآيات رقم “52-53-54-55” فهي آيات مكية من سورة الحج.
تتناول سورة الحج -مثل كلّ السور المدنية- جوانبَ التشريع، ولكنّها ورغم أنها مدنية، إلّا أنّها تحدثتْ عن الإيمان والتوحيد والإنذار والتخويف وموضوع البعث والجزاء ومشاهد القيامة وأهوالها، وإلى جانب هذه الأمور، فإنّها تضمنت أحكام الحج أيضًا.
سبب تسمية سورة الحج
قال ابن عاشور في معرض حديثه عن سببِ تسمية سورة الحج: “ووجه تسميتها سورة الحج، أنَّ الله ذكرَ فيها كيفَ أمرَ إبراهيم -عليه السَّلام- بالدَّعوةِ إلى حجِّ البيتِ الحرامِ، وذكرَ ما شرَّعَ للنَّاسِ يومئذٍ منَ النُّسكِ تنويهًا بالحجِّ وما فيه من فضائلَ ومَنافع، وتقريعًا للذينَ يصدُّونَ المؤمنينَ عنِ المسجدِ الحرامِ وإنْ كانَ نزولُها قبلَ أنْ يُفرضَ الحَجُّ على المسلمينَ بالاتفاقِ، وإنَّما فُرض الحجُّ بالآياتِ التِي فِي سورةِ البقرة وفي سورة آل عمران”.
اقرأ أيضًا:
المصادر: