أسباب نزول سورة الأنبياء

سورة الأنبياء هي واحدة من السور التي تضمنت الكثير من المقاصد المهمّة كما أنها ذكرت عددًا كبيرًا من الأنبياء، وأدعيتهم التي كانوا يدعون الله بها فاستجاب لهم، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الأنبياء.

أسباب نزول سورة الأنبياء

تختلفُ أسباب النزول بين السور القرآنية، فكلُّ سورة تنزل لحادثة كانت تحدث أيام الرسالة النبوية، وأيام نزول الوحي -عليه السّلام- ليقوّم أفعال الناس أو ليؤيّدَ أفعالهم، وقد وردَ في سبب نزول هذه السورة رواية تقول:

عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قالَ: آيةٌ لا يسألني الناس عنها، لا أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها أم جهلوها فلا يسألون عنها؟ قال: وما هي؟ قال: لمَّا نزَلتْ: “إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ”، شق على قريش، فقالوا : يشتم آلهتنا؟ فجاء ابن الزبعري فقال: ما لكم؟ قالوا: يشتم آلهتَنا، قال: فما قال؟ قالوا: قال: “إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ”، قال: ادعوه لي، فلمَّا دُعِيَ النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: يا محمَّد، هذا شيء لآلهتنا خاصة أو لكلِّ من عُبِدَ من دون الله؟ قال: لا بل لكل من عبد من دون الله، فقال ابن الزبعري: خصمتَ وربِّ هذه البنية -يعني الكعبة- ألستَ تزعمُ أنَّ الملائكةَ عبادٌ صالحونً، وأنَّ عيسى عبدٌ صالحٌ؟ وأنَّ عزيرًا عبدٌ صالحٌ؟ قال: بلى، قال: فهذه بنو مليح يعبدون الملائكة، وهذه النصارى يعبدون عيسى، وهذه اليهود يعبدون عزيرا، قال: فصاح أهل مكة، فأنزل الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ”. [1]

أسباب نزول سورة الأنبياء

هل سورة الأنبياء مكية أم مدنية؟

  • تعدُّ سورة الأنبياء من السور المكيّة، أي من السور التي نزلتْ على النَّبيِّ -عليه الصّلاة والسّلام- في مكة المكرمة، وقد نزلتْ بعدَ سورة إبراهيم.
  • يبلغُ عدد آياتِها مئة واثنتيْ عشرة آية، وترتيبها الحادية والعشرون في المصحف الشريف، فهي في الجزء السابع عشر والحزب الثالث والثلاثين.
  • سورة الأنبياء ككلِّ السور المكية تتناول في آياتِها موضوع العقيدة الاسلامية، والرسالة والوحدانية والبعث والجزاء، وتتحدث عن الساعة وشدائدها والقيامة وأهوالها وعن قصص الأنبياء والمرسلين.

سبب تسمية سورة الأنبياء

سبب تسمية سورة الأنبياء

  • إنَّ أسماء السور القرآنية في القرآن الكريم تختلفُ بين سورة وأخرى، وهذا الاختلافُ يكون نتيجةَ الغرض المُراد من كلّ سورة؛ فبعض السور تحمل أسماء قصص أوردتها وتحدثتْ عنها كسورة البقرة، وبعض السور أيضًا تحمل أسماء كلمات مميّزة فيها، وبعضها تحملُ أسماء مطالعها مثل سورة القارعة.
  • في الحديث عن سورة الأنبياء فإنَّ سبب تسميتها بهذا الاسم يرجع إلى أنّها تتناول قصص أنبياء الله تعالى، ودورهم في تذكرة البشرية، هؤلاء الأنبياء هم أفضل خلق الله سبحانه وتعالى، وهم الذين قادوا الأرض إلى الخير والسعادة.
  • تسير هذه السورة على نمط واحد، فهي توضِّحُ كيف كان خطاب النَّبيِّ ودعوته لقومه، وكيف كانت عبادته وتبتُّلُهُ لربِّـهِ، لتصلَ في النهاية إلى إثبات وحدة رسالة كلّ الأنبياء -عليهم السلام-.

فضل سورة الأنبياء

فضل سورة الأنبياء

إنَّ من القليل أن يردَ في السنة النبوية الصحيحة حديثٌ يتحدّثُ عن فضل سورة بعينها دونَ غيرها، وأمّا ما وردَ في فضل سورة الأنبياء، فهو حديثٌ صحيح عن ابن مسعود، وهو مشترك في فضل عدّة سور قرآنية، فعن عبد اللَّه بن مسعود -رضي الله عنه- قالَ: “بني إسرائيلَ والكهف ومريم وطه والأنبياء: هنَّ منَ العِتاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِنْ تِلادِي”. [2]

المُراد من حديث النبي السابق، تفضيل هذه السور لما تضمنت من أخبار الأنبياء -عليهم الصَّلاة السَّلام- وقصصهم، وتلادي: أي من الأشياء التي كان يداوم عليها النَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام، ومن السور التي أحبَّها وأكثر من قراءتها، فكانت لها مكانة عند رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مع بعض السور المكية الأخرى.

عن أبي نعيم عن عامر بن ربيعة -رضي الله عنه- أنّه نزل به رجل من العرب، فأكرم مثواه، وكلم فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فجاءه الرجل، فقال: إني استقطعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واديًا، وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة، تكون لك، ولعقبك من بعدك، قال عامر: لا حاجة لي في قطيعتك، نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا: “اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ”. [3]

تضم سورة الأنبياء الأدعية المأثورة التي دعا بها الأنبياء -عليهم السلام- منها دعاء يونس في بطن الحوت، وقد ورد في ذلك الحديث الشريف: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت، “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له”. [4]

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة طه

أسباب نزول سورة مريم

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

المراجع
  1. الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار، الصفحة أو الرقم: 986 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن []
  2. الراوي: عبدالرحمن بن يزيد | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 4739 | خلاصة حكم المحدث: صحيح []
  3. الراوي: أبو نعيم عن عامر بن ربيعة | المحدث: الجرجاني |  المصدر: الكامل في الضعفاء، الصفحة أو الرقم: 5/448، خلاصة حكم المحدث: فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم هو ممن احتمله الناس وصدقه بعضهم وهو ممن يكتب حديثه []
  4. الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 3383 | خلاصة حكم المحدث : صحيح []

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *