سورة هود من السور التي لها وقعٌ في نفس النبي صلّى الله عليه وسلّم، وفي نفس المؤمنين، ولذلك يُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة هود.
أسباب نزول سورة هود
“أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ ۚ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ”
ورد في سبب نزول الآية الكريمة أنها نزلت في الأخنس بن شريق، فقد كان رجلًا حلو المنظر وحلو الكلام، فكان عندما يلقى رسول الله صلى الله عليه سلم كان يلقاه بما يُحب، ويطوي له في قلبه ما يسوء ويكره، وقيل كان يجالس النبي صلى الله عليه وسلم فيُظهر له أمرًا يسره ويخفي له في قلبه خلاف ما يُظهره، وقيل نزلت الآية الكريمة في بعض المنافقين كانوا يقولون: ” إذا غلقنا أبوابنا، واستغشينا ثيابنا، وثنينا صدورنا على عداوة محمد فمن يعلم بنا” فنزلت هذه الآية. (( الراوي : عمرو بن دينار | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4683 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
“وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ”
نزلت في رجل من الأنصار يُقال له: أبو اليسر بن عمرو، وقيل اسمه: عباد، كان قد خلا بامرأة لا تحل له، فقبلها، وأصاب منها ما يُصيب الرجل من زوجته إلّا الجماع، فأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما حصل وسأله كفارتها، فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب الرجل فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه رجل فدعاه ثم تلا عليه الآية، وقال أهذه لي خاصة يا رسول الله؟ قال: بل للناس كافة. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 526 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
هل سورة هود مكية أم مدنية؟
- سورة هود هي سورة مكية، حيث نزلت من أجل ثبيت النبي صلى الله عليه وسلم وتسليته، تناولت سورة هود العديد من الموضوعات، منها: التنويه بشأن القرآن الكريم وإقامة الحجة على أنّه منزل من عند الله تعالى، وبيان أنَّ الله وحده المطلع على ضمائر الخلق وأسرارهم.
- من أبرز الدلائل على أن سورة هود سورة مكية أنها تتناول نفس قضايا القرآن المكي مثل إثبات قضيتي البعث والجزاء، وبينت حال الناس في الشدة وحالهم في الرخاء، وبينت حال كل من المؤمنين والكافرين.
- ذكرت السورة بعضًا من قصص الأنبياء، وحالهم مع أقوامهم، ومن ذلك قصة نوح وقصة هود وصالح وإبراهيم وشعيب عليهم الصلاة والسلام، وختمت السورة بأمر المؤمنين بالتوكل على الله في جميع أحوالهم.
- تجدر الإشارة إلى أن الآيات 12، 17، 114 من سورة هود نزلت بالمدينة المنورة.
سبب تسمية سورة هود
- سُميت السورة الكريمة بسورة ” هود ” تخليدا لجهود نبي الله هود في الدعوة إلى الله فقد أرسله الله تعالى إلى قوم ” عاد ” العتاة المتجبرين الذين اغتروا بقوة أجسامهم وقالوا من أشد منا قوة فأهلكهم الله بالريح الصرصر العاتية.
- رغم أن قصة نوح تحتل جزءً كبيرًا من سورة هود؛ إلا أن السورة لم يتم تسميتها باسم سورة نوح؛ لوجود سورة أخرى في القرآن الكريم تحمل اسم سورة نوح، وهي سورة تتناول قصة النبي نوح مع قومه بشكل مُفصّل، ولم يرد فيها ذكر لأي نبي آخر.
فضل سورة هود
- تُعدّ سورة هود -عليه السلام- سورة عظيمة القدر، تدعو قارئها إلى التدبر والتأمل؛ لما ذكر الله -تعالى- فيها من أخبارٍ للأمم والأقوام السابقة، ولما فيها من أنباءٍ عن أنبياء الله -تعالى- ورسله عليهم الصلاة والسلام، ولما فيها من تثبيتٍ لقلوب المؤمنين وترهيبٍ للطغاة، حيث قال الله تعالى: “وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَك”.
- لما ذكر الله -تعالى- فيها أيضاً من أخبارٍ عن يوم القيامة وأهواله، ومن هنا كانت سورة هود وأخواتها، أيّ؛ سورة الواقعة، وسورة المرسلات، وسورة عمّ، وسورة الشمس، سبباً في إسراع الشيب في رأس النبي صلّى الله عليه وسلّم، فقد جاء في السنة النبوية من حديث الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أنّه قال: قالَ أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ: يا رسولَ اللَّهِ قد شِبتَ، قالَ: شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتَسَاءَلُونَ، وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ”. (( الراوي : عبدالله بن عباس| المحدث :الألباني| المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3297| خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: