سورة التوبة هي السورة التاسعة في ترتيب المصحف، حيث نزلت بعد سورة المائدة، وهي السورة الوحيدة التي لا تبدأ بالبسملة، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة التوبة.
أسباب نزول سورة التوبة
“مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَه”
لما أسر العباس يوم بدر أقبل عليه المسلمون فعيروه بكفره بالله وقطيعة الرحم ، وأغلظ علي له القول ، فقال العباس : ما لكم تذكرون مساوينا ولا تذكرون محاسننا ؟ فقال له علي : ألكم محاسن ؟ قال : نعم ، إنا لنعمر المسجد الحرام ، ونحجب الكعبة ، ونسقي الحاج ، ونفك العاني . فأنزل الله عز وجل ردا على العباس : “ما كان للمشركين أن يعمروا” الآية .
“أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ”
قال رجل: ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد أن أسقي الحاج ، وقال الآخر : ما أبالي أن لا أعمل عملا بعد أن أعمر المسجد الحرام ، وقال آخر : الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم . فزجرهم عمر وقال : لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو يوم الجمعة – ولكني إذا صليت دخلت فاستفتيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فيما اختلفتم فيه ، ففعل . فأنزل الله تعالى : “أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام” إلى قوله تعالى : “والله لا يهدي القوم الظالمين” (( الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : البزار | المصدر : البحر الزخار، الصفحة أو الرقم: 8/200 | خلاصة حكم المحدث : فيه معاوية بن سلام وزيد وأبو سلام مشاهير بنقل الحديث ))
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ”
لما أمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالهجرة إلى المدينة ، جعل الرجل يقول لأبيه ، وأخيه ، وامرأته : إنا قد أمرنا بالهجرة ، فمنهم من يسرع إلى ذلك ويعجبه ، ومنهم من تتعلق به زوجته وعياله وولده ، فيقولون : ننشدك الله أن تدعنا إلى غير شيء فتضيعنا فنضيع ، فيرق فيجلس معهم ويدع الهجرة ، فنزل قول الله تعالى : “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم” (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4890 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ“
نزلت في العلماء والقراء من أهل الكتاب، كانوا يأخذون الرشا من سفلتهم، وهي : المآكل التي كانوا يصيبونها من عوامهم. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 3/233 | خلاصة حكم المحدث : [لا يتطرق إليه احتمال التحسين ))
“وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ”
عن زيد بن وهب قال: مررت بالربذة ، فإذا أنا بأبي ذر ، فقلت له : ما أنزلك منزلك هذا ؟ قال : كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية : “والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله” فقال معاوية : نزلت في أهل الكتاب ، فقلت : نزلت فينا وفيهم ، ولما نزلت هذه الآية، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “تبا للذهب والفضة” ، قالوا : يا رسول الله ، فأي المال نكنز ؟ قال : ” قلبا شاكرا ، ولسانا ذاكرا ، وزوجة صالحة” (( الراوي : ثوبان | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط، الصفحة أو الرقم: 3/29 | خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن سفيان عن عمرو بن مرة إلا محمد بن الحسن المزني الواسطي وعبد الحميد بن عبد العزيز بن أبي رواد ))
“وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي“
نزلت في جد بن قيس المنافق ، وذلك أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لما تجهز لغزوة تبوك قال له : ” يا أبا وهب هل لك في جلاد بني الأصفر تتخذ منهم سراري ووصفاء ؟ ” فقال : يا رسول الله ، لقد عرف قومي أني رجل مغرم بالنساء ، وإني أخشى إن رأيت بنات [ بني ] الأصفر أن لا أصبر عنهن ، فلا تفتني بهم ، وائذن لي في القعود عنك ، وأعينك بمالي ؛ فأعرض عنه النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال : ” قد أذنت لك ” ، فأنزل الله هذه الآية. ((الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط، الصفحة أو الرقم: 5/375 | خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن أبي روق إلا بشر بن عمارة ))
“وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُن”
نزلت في جماعة من المنافقين كانوا يؤذون الرسول – صلى الله عليه وسلم – ويقولون فيه ما لا ينبغي ، قال بعضهم : لا تفعلوا فإنا نخاف أن يبلغه ما تقولون فيقع بنا ، فقال الجلاس بن سويد : نقول ما شئنا ثم نأتيه فيصدقنا بما نقول ، فإنما محمد أذن سامعة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية. (( الراوي : علي بن أبي طلحة | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 8/167 | خلاصة حكم المحدث : موصول ))
“وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا”
عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، عن أبيها قال: إن المنافقين عرضوا المسجد يبنونه ليضاهئوا به مسجد قباء – وهو قريب منه – لأبي عامر الراهب ، يرصدونه إذا قدم ليكون إمامهم فيه . فلما فرغوا من بنائه أتوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالوا : إنا قد بنينا مسجدا فصل فيه حتى نتخذه مصلى ، فأخذ ثوبه ليقوم معهم ، فنزلت هذه الآية: لا تقم فيه أبدا. (( الراوي : سعد بن أبي وقاص| المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 6211 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
“مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ”
عن سعيد بن المسيب ، عن أبيه قال : لما حضر أبا طالب الوفاة ، دخل عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – وعنده أبو جهل ، وعبد الله بن أبي أمية ، فقال : ” أي عم ، قل معي لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ” . فقال أبو جهل ، وابن أبي أمية : يا أبا طالب ، أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به : على ملة عبد المطلب ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : ” لأستغفرن لك ما لم أُنه عنك ” ، فنزلت الآية. (( الراوي : المسيب بن حزن | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4675 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
هل سورة التوبة مكية أم مدنية؟
تعدُّ سورةُ التوبة من السور المدنية، باستثناءِ الآيتين 127-128 فهما مكّيتان، أي نزلتا على الرسول في مكة المكرمة، وهي من طوال السور حيث يبلغ عدد آياتها 129 آية.
سبب تسمية سورة التوبة
سُمِّيت سورة التوبة بهذا الاسم لأنَّ مطلعها فيه تبرّؤُ اللهِ ورسولِهِ من المشركين الذي غدروا ونقضوا العهد، فيتبرأ الله تعالى من المشركين ويتبرأ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منهم أيضًا، فيُقالُ لها سورةَ التوبة لأنها دعتِ المشركين والمنافقين إلى التوبة.
اقرأ أيضًا:
من هم الثلاثة الذين خلفوا في سورة التوبة
المصادر: