أسباب نزول سورة المائدة
نزلت سورة المائدة بعد سورة الفتح، وهي من السور الطوال، وترتيبها في المصحف بعد سورة النساء، ويستعرض موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة المائدة.
أسباب نزول سورة المائدة
(لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللهِ)
قال زيد بن أسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه بالحديبية حين صدهم المشركون عن البيت وقد اشتد ذلك عليهم فمر بهم ناس من المشركين يريدون العمرة فقال أصحاب رسول الله: نصد هؤلاء كما صدنا أصحابهم فأنزل الله تعالى (لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللهِ وَلا الشَهرَ الحَرامَ وَلا الهَديَ وَلا القَلائِدَ وَلا آَمّينَ البَيتَ الحَرامَ) أي ولا تعتدوا على هؤلاء العمار إن صدكم أصحابهم.((الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3715 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ربعي عن علي ))
(اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم)
نزلت هذه الآية يوم الجمعة وكان يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع سنة عشر والنبي بعرفات على ناقته العضباء. ((الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 3590 | خلاصة حكم المحدث : صحيح))
قرأ ابن عباس هذه الآية ومعه يهودي (اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الِإسلامَ ديناً) فقال اليهودي: لو نزلت هذه علينا في يوم لاتخذناه عيداً فقال ابن عباس: فإنها نزلت في عيدين اتفقا في يوم واحد يوم جمعة وافق يوم عرفة. (( الراوي : طارق بن شهاب | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 185 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
(يَسأَلونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُم)
أمر رسول الله بقتل الكلاب فقال الناس: يا رسول الله ما أحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها فأنزل الله تعالى هذه الآية وهي (يَسأَلونَكَ ماذا أُحلَِّ لَهُم قُل أُحِلَّ لَكُمُ الطَيِّباتُ وَما عَلَمتُم مِّنَ الجَوارِحِ مُكَلِّبينَ). ((الراوي : أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير، الصفحة أو الرقم: 1/632 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف ))
(يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا اُذكُروا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذ هَمَّ قَومٌ أَن يَبسُطوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم)
عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رجلاً من محارب يقال له غورث بن الحرث قال لقومه من غطفان ومحارب: ألا أقتل لكم محمداً قالوا: نعم وكيف تقتله قال: أفتك به قال: فأقبل إلى رسول الله وهو جالس وسيفه في حجره فقال: يا محمد أنظر إلى سيفك هذا قال: نعم فأخذه فاستله ثم جعل يهزه ويهم به فكبته الله عز وجل ثم قال: يا محمد ما تخافني قال: لا قال: ألا تخافني وفي يدي السيف قال: يمنعني الله منك ثم أغمد السيف ورده إلى رسول الله فأنزل الله تعالى (اُذكُروا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذ هَمَّ قَومٌ أَن يَبسُطوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم). ((الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4136 | خلاصة حكم المحدث : معلق ))
(إِنَّما جَزَاءُ الَّذينَ يُحارِبونَ اللهَ وَرَسولَهُ)
عن قتادة عن أنس أن رهطاً من عكل وعرينة أتوا رسول الله فقالوا: يا رسول الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف فاستوخمنا المدينة فأمر لهم رسول الله عليه الصلاة والسلام بذود أن يخرجوا فيها فليشربوا من ألبانها وأبوالها فقتلوا راعي رسول الله واستاقوا الذود، فبعث رسول الله في آثارهم فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وثمل أعينهم فتركوا في الحرة حتى ماتوا على حالهم. قال قتادة: ذكر لنا أن هذه الآية نزلت فيهم (إِنَّما جَزَاءُ الَّذينَ يُحارِبونَ اللهَ وَرَسولَهُ وَيَسعَونَ في الأَرضِ فَساداً) إلى آخر الآية. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4192 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
(وَأَنِ اِحكُم بَينَهُم بِما أَنزَلَ اللهُ)
قال ابن عباس: إن جماعة من اليهود منهم كعب بن أسيد وعبد الله بن صوريا وشاس بن قيس قال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى محمد عليه الصلاة والسلام لعلنا نفتنه عن دينه فأتوه فقالوا: يا محمد قد عرفت أنا أحبار اليهود وأشرافهم وأنا إن اتبعناك اتبعنا اليهود ولن يخالفونا وإن بيننا وبين قوم خصومة ونحاكمهم إليك فتقضي لنا عليهم ونحن نؤمن بك ونصدقك فأبى ذلك رسول الله فأنزلت الآية. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير، الصفحة أو الرقم: 1/695 | خلاصة حكم المحدث: صحيح ))
(يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا اليَهودَ وَالنَصارى أَولِياءَ).
قال عطية العوفي: جاء عبادة بن الصامت فقال: يا رسول الله إن لي موالي من اليهود كثير عددهم حاضر نصرهم وإني أبوء إلى الله ورسوله من ولاية اليهود وآوي إلى الله ورسوله فقال عبد الله بن أبي: إني رجل أخاف الدوائر ولا أبرأ من ولاية اليهود فقال رسول الله: يا أبا الحباب ما تجلب به من ولاية اليهود على عبادة بن الصامت فهو لك دونه فقال: قد قبلت فأنزل الله تعالى فيهما (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا اليَهودَ وَالنَصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ) إلى قوله تعالى (فَتَرى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَّرَضٌ) يعني عبد الله بن أبي (يُسارِعونَ فيهِم) وفي ولايتهم (يَقولونَ نَخشى أَن تُصيبنا دائِرةٌ) الآية. ((الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : تفسير الطبري الصفحة أو الرقم: 4/2/356 | خلاصة حكم المحدث : لا يصح ولا يثبت بمثله حجة ))
(لَيس عَلى الَّذينَ آَمَنوا وَعَمِلوا الصَالِحاتِ جُناحٌ فيما طَعِموا)
عن أنس قال: كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة وما شرابهم إلا الفضيخ والبسر والتمر وإذا مناد ينادي: إن الخمر قد حرمت قال: فأريقت في سكك المدينة فقال أبو طلحة اخرج فأرقها قال: فأرقتها فقال بعضهم قتل فلان وقتل فلان وهي في بطونهم قال: فأنزل الله تعالى (لَيسَ عَلى الَّذينَ آَمَنوا وَعَمِلوا الصَالِحاتِ جُناحٌ فيما طَعِموا) الآية. ((الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 13376 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين ))
(يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَسأَلُوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم)
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية (وَللهِ عَلى الناسِ حَجُ البَيتِ) قالوا: يا رسول الله أفي كل عام فسكت ثم قالوا: أفي كل عام فسكت ثم قال في الرابعة: لا ولو قلت نعم لوجبت فأنزل الله تعالى (يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَسأَلُوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُم). (( الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 2/175 | خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف ))
هل سورة المائدة مكية أم مدنية؟
هي سورة مدنيّة، أنزلَها الله تعالى على قلبِ نبيّهِ الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- بعد الهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
سبب تسمية سورة المائدة
تتعدّد أسبابُ تسمية السور في القرآن الكريم، فكلُّ سورة لسبب يختلف في كثير من الأحياء عن سبب تسمية السورة الأخرى، وقد سُمِّيتَ سورة المائدة في القرآن والسنة بهذا الاسم؛ لأنَّ فيها قصة المائدة التي طلبها الحواريون من سيّدنا عيسى -عليه السَّلام- حتّى يؤمنوا به، وقد اختصت هذه السورة بذكرِ هذه القصة.
سمِّيتَ سورةَ العقود لورود هذا اللفظ في أولها، كما سميت سورة المنقذة لأنَّها تنقذ صاحبها من أيدي ملائكة العذاب كما في أثر مرفوع، أما تسميتها بسورة الأخيار فلما فيها من الحثِّ على الوفاء بالعهد الذي هو من شأن الأخيار الصالحين.
اقرأ أيضًا:
المصادر:
جزاكم الله خير معلومات قيمة