فوائد من سورة القارعة
سورة القارعة من السور التي تحمل اسمًا من أسماء يوم القيامة، وقد نزلت قبل سورة القيامة وبعد سورة قريش، وتشتمل السورة على إحدى عشرة آية، ونقدم في هذا المقال فوائد من سورة القارعة.
موضوع سورة القارعة
- يتمحور موضوع سورة القارعة حول يوم القيامة وتحدث السورة عن بعض الأهوال وما يقع فيه من جزاء السعداء والأشقياء.
- تُوضح سورة القارعة على استحقاق النار لمن انشغل بالدنيا عن الآخرة فاقترف الآثام، لذلك فإن السورة تذم العمل للدنيا دون الآخرة.
- تشتمل السورة على توجيه هام للإنسان بضرورة أن يزيد من أعماله الصالحة لأنها هي التي تُثقل ميزانه يوم القيامة.
- تُبين سورة القارعة أن الشخص إذا لم يمتثل لأوامر الله تعالى يكون مصيره النار الحامية التي تُقرَع ساعة القيامة حينما يكون الناس كالفراش المبثوث بينما تتحول الجبال إلى ما يُشبه حال الصوف المنفوش.
دروس مستفادة من سورة القارعة
إثبات وقوع البعث
- فصّلت سورة القارعة أهوال يوم القيامة التي تؤثر على المخلوقات جميعها سواء الكائنات الحية أو الجمادات؛ لتوضح أنه لا شك في وقوع البعث،
- من أمارات الساعة التي تحدث قبل يوم القيامة أن الجبال سوف تنسف لدرجة أنها تتحول مثل كومة الصوف المندوف مما يُثير الرعب في قلوب الناس.
التأكيد على الجزاء على الأعمال
- لا يُعقل أن يُساوى بين المؤمنين الذي عملوا الصالحات في الدنيا وبين الذين كفروا أو أصروا على معصية الله تعالى.
- تشرح السورة أن المؤمن يحظى يوم القيامة بالنعيم ويعيش عيشة راضية، بينما يصلى الكافر الذي خفت موازينه العذاب الشديد في النار الحامية.
نصب الموازين لوزن الحسنات والسيئات
- يدل قوله تعالى “فأما من ثقلت موازينه” وقوله “وأما من خفت موازينه” على أن جميع الأعمال التي يعملها الإنسان في الدنيا سوف توزن حيث تُصبح الأعمال المعنوية أجسامًا.
- اختُلف في طبيعة الموزون، فيمكن أن يكون العمل نفسه بالإضافة إلى ورود بعض الأحاديث التي تدل على وزن صحائف الأعمال ووزن صاحب العمل نفسه.
تهديد الخلق برؤية الجحيم يقينًا
ليس هناك تهديد أكثر قدرة على إثارة الرعب في النفس أكثر من الحديث عن طبيعة النار وأن من لا يمتثل لأوامر الله سوف يرى الجحيم يقينًا ويجابه أهوال النار.
فوائد من سورة القارعة
التسمية
- سُميت سورة القارعة بهذا الاسم لأنه من أسماء يوم القيامة وهذا الاسم قادر على قرع القلوب والأسماع بما في هذا اليوم من أهوال.
- كان افتتاح سورة القارعة مهولًا لما فيه من تشويق إلى معرفة ما سيُخبرنا الله تعالى عنه، ولم يُذكر لهذه السورة أي اسم آخر غير القارعة.
فضل سورة القارعة
- تتعدد مظاهر شرف سورة القارعة حيث أنها تتضمن وعد للعباد الصالحين الذين ثقلت موازينهم كما تُهدد السورة الفئة التي تخف موازينهم من الهاوية.
- ورد عن النبي بعض الأحاديث حول فضل سورة القارعة مثل قوله “مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْقَارِعَةِ، ثَقَّلَ اللَّهُ بِهَا مِيزَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَة، وَمَنْ قَرَأَهَا عِنْدَ النَّوْمِ، كُفِي”.
- تُهذب سورة القارعة النفس من خلال الاستعداد لليوم العصيب من خلال توضيح أوصاف النار التي قال النبي عنها “اشتَكَتِ النارُ إلى ربها؛ فقالتْ: ربِّ أكلَ بعضي بعضًا؛ فأذِنَ لها بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشتاءِ ونَفَسٍ في الصيفِ فأشدُّ ما تجدونَ من الحرِّ، وأشدُّ ما تجدون من الزَّمْهَرِيرِ”.
الخصائص البيانية في سورة القارعة
تشتمل السورة على بعض الخصائص البيانية مثل:
- التكرار: تبدأ السورة بقوله تعالى ﴿الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾ ودلالته في هذا الموقف الحاسم تهويل الناس من أجل الاستعداد ليوم القيامة بالعمل الصالح.
- السجع المرصع: حيث اتفقت ألفاظ إحدى الفقرتين مثل قوله ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوث(4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ﴾ وهو واحد من المحسنات البديعية.
- المقابلة: جاءت السورة ببعض المعاني ثم تبعتها بما يقابلها على الترتيب مثل قوله ﴿ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ(6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴾ وهي واحدة من أشهر المحسنات في علم البديع.
في نهاية هذا المقال نكون قد استعرضنا فوائد من سورة القارعة، ونُشير إلى أن ما يُرجح كافة العبد يوم القيامة هو الابتعاد عن جميع الأقوال والأفعال التي تُغضب الله تعالى مع التقرب إليه بزيادة الحسنات.
اقرأ أيضًا:
المراجع