السعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج والعمرة التي شرعها الله عز وجل لاحياء ذكرى السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام وتوضيحا لما كانوا عليه من امتثال لأمر الله عز وجل وأنه لم يخيب دعاءهم، لذلك وجب على المسلم السعي والذكر والدعاء.. إليك دعاء الصفا والمروة من السنة النبوية
السعي بين الصفا والمروة
- السعي في اللغة يعني العدو بدون جري أو المشيُ.
- الصفا في اللغة يعني الصخرة الملساء التي لا تنبت شيئا فهي حَجَرُ صلد ضخم
- الصَّفا في الاصطلاح يعني مكانٌ مرتفِعٌ وعالي مِن جبلِ أبي قُبَيسٍ، يبدء السَّعيِ منه وهو مكان يوجود في الطَرَف الجنوبي للمسعى
- المروة في اللغة هو عبارة عن حجارةٌ بِيضٌ برَّاقةٌ
- المروة في الاصطلاح هي جبلٌ في مكَّة، ينتهي السعي إليه، يقع المروة في الطرف الشمالي للمسعى
- معنى السَّعْيُ بين الصَّفا والمروة في الاصطلاح هو أن يقوم المسلم بقَطْعُ المسافةِ الموجودة بين الصَّفا والمروةِ في مناسك العمرة والحج سبعَ مرَّاتٍ
إليك: ادعية مستجابة لقضاء الدين وفك الكرب
حكم السعي بين الصفا والمروة
- نسك من مناسك العمرة والحجِّ، قال تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ [البقرة: 158].
- عن حبيبةَ بنتِ أبي تِجْراةَ، عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((اسْعَوْا؛ فإنَّ اللهَ كتب عليكم السَّعيَ)) رواه أحمد، وابن خزيمة، والطبراني
- عن أبي موسى رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((قدِمْتُ على رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو مُنيخٌ بالبطحاءِ، فقال لي: أحجَجْتَ؟ فقلْتُ: نعم، فقال: بمَ أهلَلْتَ؟ قال: قلتُ: لبَّيْكَ بإهلالٍ كإهلالِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: فقد أحسَنْتَ، طُفْ بالبيتِ وبالصَّفا والمروةِ)) رواه البخاري (1795)، ومسلم (1221) واللفظ له.
- قولُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لعائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: ((يُجْزِئُ عنكِ طوافُكِ بين الصَّفا والمروةِ، عن حَجِّكِ وعُمْرَتِكِ)) رواه مسلم (1211).
- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((ما أتمَّ اللهُ حَجَّ امرئٍ ولا عُمْرَتَه، لم يَطُفْ بين الصَّفا والمروةِ)) رواه البخاري (1790)، ومسلم (1277).
سُنَنُ السَّعيِ بين الصفا والمروة
– الصُّعودُ للصفا والمروة، والذكر والدعاء بينهما وعليهما
- يشرع للمسلم إذا اقترب مِنَ الصَّفا أن يقوم بقراءة قول الله تعالى: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ (1) [البقرة: 158]، ثم يقول: ((أبدأُ بما بدأَ الله به)) أخرجه مسلم (1218) يقتصِرُ هذا القول على الصَّفا في المرَّةِ الأولى، على المسلم بعد ذلك أن يرتقي على الصَّفا حتى يستقبل الكعبة ويراها ثم يكبر ثلاثًا: اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكبَرُ، ثم يقول: لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَه لا شريكَ له، له المُلْك وله الحَمْدُ يحيي ويميت، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٍ، لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه، أنجَزَ وَعْدَه، ونصَرَ عَبْدَه، وهَزَمَ الأحزابَ وَحْدَه، ثم يدعو الإنسان بما تيسَّرَ له رافعًا يديه للأعلى، ويُكَرِّره (ثلاثَ مرَّاتٍ)
دعاء الصفا والمروة من السنة النبوية
- عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنه قال في صِفَةِ حجَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ثمَّ خرج مِنَ البابِ إلى الصَّفا، فلمَّا دنا مِنَ الصَّفا قرأ: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ [البقرة: 158] أبدأُ بما بدأ اللهُ به. فبدأ بالصَّفا فرَقِيَ عليه، حتى رأى البيتَ، فاستقبل القبلةَ، فوحَّد اللهَ وكبَّره، وقال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحْدَه لا شريكَ له، له المُلْك وله الحَمْدُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا إلهَ إلَّا اللهُ وحده، أنجَزَ وَعْدَه، ونَصَر عبْدَه، وهزَمَ الأحزابَ وَحْدَه، ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاثَ مرَّاتٍ، ثم نزل إلى المروةِ حتى إذا انصبَّت قَدَماه في بطنِ الوادي سعى حتى إذا صَعِدَتَا، مشى حتى أتى المروةَ ففَعَلَ على المروةِ كما فَعَلَ على الصَّفا)) رواه مسلم (1218).
- يُكْثِرُ المسلم مِنَ الذكر والدعاء في السعي ومن هذه الأدعية:
– ربِّ اغِفْرِ وارحَمْ؛ إنَّك أنت الأعزُّ الأكرمُ
– اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني
– اللهم إنّي أسألُكَ رضاك والجنة، وأعوذُ بك من سخطك والنار
اقرأ: دعاء الرسول في ليلة الاسراء والمعراج
أصلُ السَّعْيِ
- ترجع مشروعيَّةِ السَّعْيِ لسعيُ السيدة هاجرَ رضي الله عنها عندما ترَكَها سيدنا إبراهيمُ بمكة مع ابنِهِما سيدنا إسماعيلَ عليه السلام وقد نفذ منها الشراب والطعام، وبدأت تشعُرُ بالعطش هي وابنُها لذلك سعت بين الصَّفا والمروةِ طلبا للماء سَبْعَ مرَّاتٍ
- يقول ابنُ عبَّاسٍ: وجعلَتْ أمُّ إسماعيلَ تُرْضِعُ إسماعيلَ وتَشْرَبُ من ذلك الماءِ، حتى إذا نَفِد ما في السِّقاءِ عَطِشَت، وعَطِشَ ابنُها، وجعلت تنظرُ إليه يتلوى- أو قال: يتلبَّطُ – فانطلقت كراهيةَ أن تنظُرَ إليه، فوجَدَت الصَّفا أقربَ جبلٍ في الأرضِ يليها، فقامت عليه، ثم استقبلَتِ الواديَ تنظُرُ: هل ترى أحدًا؟، فلم تَرَ أحدًا، فهَبَطَت مِنَ الصَّفا حتى إذا بلغَتِ الواديَ، رفعت طَرَفَ دِرْعِها، ثم سعت سَعْيَ الإنسانِ المجهودِ، حتى إذا جاوزت الواديَ، ثم أتت المروةَ، فقامت عليها، ونظَرَت هل ترى أحدًا؟ فلم تَرَ أحدًا، ففعلت ذلك سبْعَ مرَّاتٍ، قال ابنُ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ((فذلك سَعْيُ النَّاسِ بينهما))
اقرأ أيضا: دعاء الاستخارة الصحيح المستجاب