فوائد من سورة العلق
سورة العلق هي أول سورة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في الليلة السابعة عشرة من رمضان، وتشتمل على تسع عشرة آيةً، وتتعدد فوائد من سورة العلق عن خلق الإنسان ولماذا خُلق ومصيره في الآخرة.
فوائد من سورة العلق
أول ما جاء به الوحي هو الأمر بالقراءة
- كان الأمر بالقراءة أول ما أمر الله به نبيه الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة، حيث يجب على الإنسان أن يبحث عن طريق الله تعالى بالعلم والقراءة.
- تشتمل السورة على تعظيم شأن الكتابة أيضًا حيث يبين الله أنه هو من علّم الإنسان بالقلم ما لم يكن يعرفه لولا توفيق الله له.
- تعتبر القراءة والكتابة من العناصر الأساسية لقيام الدول والشعوب، فكانت البداية بهما في مستهل الرسالة دليل على قيام حضارة إسلامية متى تمسكت الأمة بالعلم.
- تُشير بداية الرسالة بالقراءة والكتابة إلى تكريم الإنسان ومدى علة شأنه عند الله تعالى، فهو الكائن الوحيد الذي منحه الله العقل لكي يقرأ ويتعلم وبالتالي يعرف الصواب من الخطأ.
- يجب على الإنسان أن يستعين بالله تعالى عند القراءة حتى يحصل على منافع العلم مع ضرورة صدق النية والإخلاص، لذلك قال الله تعالى “اقرأ باسم ربك” أي مستعينًا به.
- على الإنسان أن يُقبل على العلم دون أن يخاف من عدم الفهم، لأنه إذا توكل على الله، أكرمه وفتح عليه، ولذلك اختار الله صفة الكرم في قوله “اقرأ وربك الأكرم”.
طغيان الإنسان في الأرض
- بمجرد ما يحصل الإنسان على العلم أو المال، ينسى أن الله تعالى هو الذي منحه هذه النعم، ويستغني بجهله عن خالقه.
- من حق الله تعالى على الناس، أن يقابلوا نعم الله عليهم بالشكر، ويحتاج الإنسان إلى التحلي بالإيمان والتقوى حتى لا يطغى، ويكتسب الإنسان هذه الصفات من خلال العلم ومعرفة الله تعالى.
الرُجعى إلى الله تعالى
- مهما طال بقاء الإنسان في الدنيا، يجب أن يُدرك أنه إلى فناء، وعندما يموت فإنه لا يصير إلى العدم، بل الله تعالى قادر على إعادته كما خلقه ابتداءً.
- يُمكن أن يحتمل المعنى الرجوع إلى الله تعالى في الحياة الدنيا، حيث أن الإنسان مهما بالغ في طغيانه نتيجة ثرائه وعلمه، لكن بمجرد أن يبتليه الله ويُصاب بمرض أو مشكلة، فإنه يرجع مرة أخرى إلى الله.
دروس مستفادة من سورة العلق
قصة أبو جهل مع الرسول
- لم يؤمن أبو جهل بالنبي صلى الله عليه وسلم بسبب عناده واستكباره لأن النبي كان من بني عبد مناف وهو من بني مخزوم، فكان حقده سببًا في عدم الدخول في الإسلام.
- توعّد أبو جهل النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى عند البيت، وأراد أن يطأ رقبته، فما كان منه إلا أن عاد إلى قومه وهو ينكص على عقبيه لأنه رأى خندقًا من نار بينه وبين الرسول.
- يستنكر الله تعالى تصرف أبي جهل مع النبي فيقول “أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى” أي أن من تنهاه عن الصلاة هو من يسير على الطريق المستقيمة.
- من أبرز فوائد قصة أبو جهل مع الرسول هو أن نُدرك أن الله تعالى يعلم ويرى، ورغم أن القصة كانت مرتبطة بالرسول لكنها جاءت بالتنكير لتدل على تعميمها في كل زمان ومكان.
التهديد والوعيد لكل من تحدى الله تعالى
- خلق الله تعالى العباد لكي يُطيعوه، بينما إذا خالف الإنسان ربه وأصر على مخالفته بل وقام أيضًا بإيذاء عباده، فإن الله توعده بالعذاب المهين.
- على الإنسان ألا يغتر بصحبته في الدنيا، حيث أن أبا جهل كان له نادٍ يجتمع فيه الناس، ولكن هذا النادي لم يغني عنه من عذاب الله شيئًا حينما أصر على عناده وكفره؛ لأن الله عنده الزبانية التي تأخذ الإنسان بالعذاب.
التمسك بالرسالة رغم المصاعب
رغم ما كان يتعرض له النبي من إيذاء المشركين إلا أن الله أمره بالسجود والعبادة ومواصلة الدعوة لأنه منصور بقوة الله.
فوائد
فضل سورة العلق
من أبرز الأدلة على فضل هذه السورة هي أنها أول سورة نزلت على النبي، وقد ورد في قصة نزول هذه السورة حديث طويل عندما كان النبي يتعبد في غار حراء فتنزل عليه جبريل عليه السلام.
قال الملك جبريل للنبي: اقْرَأْ، فقال له النبي: ما أنا بِقَارِئٍ، ثم أخذه وغطاه حتى بلغ منه الجهد وقد تكرر ذلك ثلاث مرات ثم قال له جبريل: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ”-حتى بَلَغَ- “عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ”.
في نهاية هذا المقال نكون قد استعرضنا فوائد من سورة العلق، وسُميت السورة بهذا الاسم لأن العلق هو الدم الجامد الذي منه تطور خلق الإنسان، وهو اسم مناسب لبداية الدعوة الإسلامية التي تطورت حتى أصبحت أعظم الأديان على وجه الأرض.
اقرأ أيضًا:
المراجع