فوائد من سورة الفجر
تُعد سورة الفجر إحدى سورة المُفصّل التي نزلت بمكة، حيث نزلت بعد سورة الليل وقبل نزول سورة الضحى، وتشتمل السورة على ثلاثين آية، وهي إحدى السور التي تخلو تمامًا من لفظ الجلالة، وتتعدد فوائد من سورة الفجر.
فوائد من سورة الفجر
التأكيد على حقيقة البعث
- تبدأ سورة الفجر بالقسم حيث أقسم الله تعالى بالفجر واختلف العلماء في المراد بالفجر، حيث يرى البعض أن المقصود صلاة الفجر، بينما يُرجح البعض الآخر أن المراد وقت الفجر، كما ورد في معنى الفجر أنه فجر يوم النحر، بالإضافة إلى وجود تفسير آخر للفجر وهو عيون الماء المتفجرة.
- يُقسم الله تعالى بالليال العشر من ذي الحجة بالإضافة إلى صلاة الشفع والوتر وإدبار الليل وإقبال النهار، ويُحلف بهذا القسم للمكذب سواء مشركي مكة أو المنافقين في المدينة أو الكفار عمومًا نظرًا لعظمة المُقسم به.
- تُقرر سورة الفجر عقيدة البعث يوم القيامة وأنه أمر لا مراء فيه؛ لذلك يقول الله تعالى “هل في ذلك قسم لذي حجر” أي أن ما أقسم الله به كافي ليقتنع أصحاب العقول بالبعث، ويأتي سبب تسمية العقل بالحجر لأنه يحجر على صاحبه، فيجب استعمال العقل مجسًا للأمور وللتفريق بين الخير والشر.
ضرب الأمثال بالأمم السابقة
- إذا لم تكن الأقسام التي استهل الله بها سورة الفجر كافية، فقد ساق الله بعض الأمثال ليخبرنا عن مصير الأمم السابقة؛ حتى يعلم الإنسان أن الله قد أهلك من أهو أشد منه قوة وأكثر عددًا، وأنه لا يعجزه إهلاك المكذبين.
- يؤكد الله على حقيقة البعث بذكر قصة عاد إرم حيث كانوا يعيشون في خيام وأبنية مرتفعة العمدان نظرًا لتمكنهم وشدة قوتهم وطول أجسامهم لدرجة أنهم لا مثيل لهم على مر الزمان.
- ضرب الله المثل أيضًا بقوم ثمود الذين جابوا الصخر بالواد حيث تحكموا في الصخور ونحتوا من الجبال بيوتًا لهم، بالإضافة إلى قوم فرعون في أرض مصر، حيث بلغت قوتهم حدًا عظيمًا لدرجة أنهم بنوا الأهرامات كقبور لهم.
- عندما يستغل الإنسان الإمكانيات التي منحها الله لها في غير ما أمر الله به، يكون الإنسان قد طغى وجاوز الحد المسموح، وبالتالي يكون مصيره هو الهلاك في الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة.
- يجب على الإنسان أن يعلم أنه مهما طغى وأمهله الله تعالى، فإن ربه له بالمرصاد، فهو لن يهمله أبدًا.
دروس مستفادة من سورة الفجر
اختلاف حال الإنسان بين الغنى والفقر
- سواء كان نصيب الإنسان من الحياة الدنيا هو الغنى أو الفقر، فيجب أن يعلم أن كلا الأمرين مجرد ابتلاء من الله، وعليه أن يُحسن التصرف سواء بعدم استغلال النعمة في معصية الله أو بالصبر على الفقر والرضا بقضاء الله.
- تُوضح آيات سورة الفجر أن الإنسان إذا ما أكرمه ربه بسعة الرزق في الدنيا، فإنه يغتر بالنعمة، ويظن أن الله تعالى أكرمه مع نسيان أن هذا الغنى مجرد اختبار.
- لا يُعفى الكثير من الفقراء من الجهل حيث أنهم يُسيئون التلقي عن الله، ويكفرون بقضاء الله لاعتقادهم أن الفقر إهانة لهم من غضب الله عليهم، ولكن هذا الأمر غير صحيح، ويجب تصحيح هذا المفهوم.
حرص الناس على الدنيا
- يحرص الناس على اكتساب المال ويحبونه حبًا جمًا لدرجة أنهم أصبحوا عبيدًا للمال يبحثون عن جمعه سواء كان من الحلال أو الحرام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الفئة من الناس “تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار”.
- على الرغم من أن الله يُكرم الإنسان بالمال، إلا أنه لا يؤدي حقه ربه، فلا يُكرم اليتيم بالإنفاق عليه وكفالته وإعانته ولا يحض على طعام المسكين لا عينًا ولا قولًا.
لفت نظر الناس إلى أهوال يوم القيامة
- استهل الله السورة بالقسم على أن يوم القيامة حق، وضرب الأمثال بالأمم السابقة مع التأكيد على حرص الناس على الدنيا، ولذلك عاد مرة أخرى للحديث عن أهوال يوم القيامة.
- تُدك الأرض بحيث تمتد وتصبح عريضة مستوية السطح لكي تتسع لاستقبال جميع المخلوقات، ويأتي الله تعالى لتملأ جميع القلوب الخشوع، بما في ذلك الملائكة المقربين الذين يصطفون لمجيء الله من فرط الهيبة والجلال.
ندم الإنسان عند رؤية العذاب
- يندم الإنسان ندمًا شديدًا عندما يرى جهنم، ولكن عندها لا تنفع الذكرى ولا يفيده الندم؛ لأنه لن يرجع مرة أخرى إلى الدنيا.
- يأخذ الله تعالى الكافرين بالعذاب الذي لا ليس له مثيل بالإضافة إلى وثاقه برباط غليظ حتى لا يستطيع أن ينفد من هذا العذاب.
فوائد
تبشير المؤمنين بالجنة
تنتهي سورة الفجر بتبشر المؤمنين أصحاب النفوس المطمئنة بالرجوع إلى جواره ربها ودخول الجنة من بين جملة العباد الصالحين.
فضل سورة الفجر
يتمثل فضل سورة الفجر في أنها سلطت الضوء على بعض الأوقات الفضيلة في حياة الإنسان المسلم مثل الفجر والليالي العشر من ذي الحجة أو العشر الأواخر من رمضان، ويمكن أن يكون المقصود بالوتر هو يوم عرفة لكونه اليوم التاسع، ويراد بالشفع اليوم العاشر الذي ينحر فيه المسلمون الأضاحي.
في نهاية هذا المقال نُشير إلى أن أبرز فوائد من سورة الفجر أنها تُؤكد على حقيقة البعث عن طريق ذكر قصص المكذبين بالأمم السابقة مع توضيح مصير الكافرين وتبشير المؤمنين بالجنة.
المراجع