فوائد من سورة النبأ
تُعدُّ سورة النبأ واحدة من أشهر السورة المكية، ويصل عدد آية السورة إلى أربعين آية، وتأتي في المرتبة الثامنة والسبعين من ترتيب سور المُصحف الشريف حيث أنها تتصدر سور الجزء الثلاثين من القرآن وأصبحت افتتاحية السورة اسمًا لهذا الجزء “عَمَّ”، ويمكنك أن تتعرف على أهم فوائد من سورة النبأ.
فوائد من سورة النبأ
الإجابة عن السؤال الأعظم الذي يُحير الكافرين
تتضمن سورة النبأ إجابة عن السؤال الذي يختلف فيه الناس في كل عصر ومصر، فإذا كانوا مختلفين في حقيقة الحياة بعد الموت، فإن الله تعالى قد رد عليهم بقوله “كَلَّا سَيَعْلَمُونَ، ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ” ليوّضح لهم أنهم وأن كذّبوا بيوم القيامة في حياتهم، فسوف يردون إلى الله تعالى لكي يُعلمهم بما كذبوا به وحينها سوف يكون العلم يقينيًا لا شك فيه.
تمهيد الأرض وخلق الجبال لتسيير حياة الخلق
من أبرز فوائد من سورة النبأ هي إظهار الله للنعم التي منّ بها على عباده، حيث بدأ هذه النعم بقوله تعالى “أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا” وتعدَُ هذه من النعم العظيمة حيث مهّد الله تعالى لعباده السير على الأرض، ولم يخلق اللهُ الأرضَ صلبة، وتابع اللهُ تعالى ذكره نعمه بأن حدّث عباده عن نعمة الجبال حيث قال ” وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا” فالجبل بمثابة الوتد الذي يُثبّت الأرضَ حتى لا تهتز.
التنوع في الأزواج من رحمة الله تعالى
لا يمكن أن نتجاهل نعمة خلق الأزواج، حيث يسّر الله على الخلق في الحياة الدنيوية بوجود الشريك الذي يُعيّن الطرف الآخر على تصاريف الدهر، لذلك يقول الله في كتابه “وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا” لما في خلق الذكر والأنثى من الشعور بالسكون والألفة.
خلق السماوات دليل على قدرة الله تعالى
وصف الله تعالى طبيعة السماء فقال “وبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا” واختار لفظ “شِدادًا” بسبب ما تتمتع به السماوات السبع من الشدة والقوة، “وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا” والمُراد بذلك الشمس التي تمدُّ العالم بالضياء والحرارة والمقصود بالوهج أي الحرارة العالية.
بعدما ذكر الله تعالى نعمة الشمس، قال “وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا” حيث أسقط الله تعالى المطر الكثيف من السُحب لكي تنبت الأرضُ، وتوجد علاقة وطيدة بين هذه الآية والآية التي تسبقُها حيث أن الحرارةَ والماءَ عنصران أساسيان لإنضاج الثمر؛ ولذلك يقول الله تعالى “لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا” “وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا” ويُراد بكلمة ألفافا أي أنها ملتفةٌ على بعضها البعض وتتميز بتشابك أشجارها.
دروس مستفادة من سورة النبأ
خلق الإنسان ليس عشوائيًا
كان الهدف من ذكر النعم السابقة هو تذكير الإنسان بأن وجوده ليس عشوائيًا، وأن الله تعالى لم يخلق هذه النعم هباءً منثورا، ولكن خلقها لهدف وهو “إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا” حيث يفصل الله تعالى بين عباده في هذا اليوم ويُميز الذين شكروا نعمَه التي لا تُعد ولا تُحصى وبين الذين أنكروا هذه النعم، ويجب على الإنسان أن يعلم أن هذا اليوم وإن تأخر، فإن له أجل معلوم.
جزاء الكافرين هو جهنم
يُحذر الله تعالى الذين لا يؤمنون بجهنم فيقول “إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا” أي أنها المصير الذي يترصد الكافرين الذين ينكرون نعم الله ولا يؤمنون بما أنزل من الآيات على نبيه محمد، وإنهم إذ يفعلون ذلك، فهم يتعدون الحدود ويمارسون الطغيان ولذلك يقول الله تعالى “لِلطَّاغِينَ مَآَبًا” أي مرجعًا يليق بهم.
ثواب الله تعالى للمتقين
عندما يمتثل العبد إلى أوامر ربه يكون مصيره هو الثواب العظيم حيث يقول الله تعالى “إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا، حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا، وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا، وَكَأْسًا دِهَاقًا، لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا” وتأتي آيات التبشير بعد الإنذار والتحذير، فالعبد الذي يخاف ربه ويؤمن بحسابه وبما أنزل من آيات، يستحق أن يكون من الفائزين.
فوائد
الأمر لله تعالى وحده يوم القيامة
“رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا، يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ” يكون الأمر لله تعالى يوم القيامة بحيث لا يُسمح لأحد بأن يتكلم إلا بإذن الله بما في ذلك الملائكة الذين يصطفون في صفوف ويكون مع الملائكة أمين الوحي جبريل.
الندم لا ينفع يوم القيامة
ينظر الإنسان إلى ما في كتابه من أعمال، فيتحسر الكافر على حاله ويتمنى لو لم يخلق، ولكن عندها لا ينفعه الندم خصوصًا وأن الله تعالى قد أخبر عن اقتراب موعد يوم القيامة.
في نهاية المقال نكون قد تعرفنا على فوائد من سورة النبأ بحيث يُمكن للمسلم أن ينتفع بها في حياته، حيث أنها إحدى السور التي تُجيب عن السؤال الأعظم مع توضيح آيات الله في الكون ومصير الناس يوم القيامة حيث يكون الأمر لله وحده.
المراجع