في العالم العربي، هناك لغة واحدة يتشارك بها جميع السكان دون استثناء، ومع ذلك، قد يجد البعض صعوبة في فهم المتحدثين الآخرين من دول عربية اخرى، وهذا ليس بسبب الاختلاف في اللغة، وإنما الاختلاف في اللهجة، وفيما يلي الفرق بين اللغة واللهجة.
الفرق بين اللغة واللهجة
لا يوجد هناك تعريف واحد لشرح الفرق بين اللغة واللهجة، ومع ذلك، يمكن الاشارة إلى أن اللغة عبارة عن مجموعة من الرموز المستخدمة في النطق والكتابة، في حين أن اللهجات عبارة عن كلمات ومفردات منطوقة بالرموز العامية بدون نظام كتابي موحد.
يمكن تعريف اللهجة على أنها صنف مختلف من نفس اللغة تطور مع إختلاف الزمان والمكان، وعلى سبيل المثال، كانت اللغة الإيطالية والفرنسية والإسبانية عبارة عن لهجات لاتينية، ولكن مع مرور الوقت وتغير المواقع الجغرافية، تطورت هذه اللهجات.
تطورت اللهجات اللاتينية عبر القرون الماضية حتى أصبحت لغات بحد ذاتها، وكما حدث مع اللغة الأصلية، ولدت هذه اللغات هي الأخرى لهجاتها الخاصة، والتي أصبحت البعض منها لغات خاصة رسمية.
اقرأ أيضا: الاختلاف بين اللغة العربية والانجليزية
ببساطة، يمكن الإشارة إلى أن اللهجة عبارة عن مجموعة من العبارات والكلمات التي يتم التعديل عليها من لغة معينة، ومع مرور الوقت، تتطور حتى تشكل فارقا كبيرا بين اللغة الأصلية واللهجة.
اسباب ظهور اللهجات
ظهور اللهجات الجديدة عائد إلى مجموعة من العوامل التي لا تحصى، وفي السنوات الاخيرة، أصبحت السياسة والقومية تلعب دورا هاما في هذا الأمر، لكن التأثيرات من لغات أخرى يمكنها أن تكون أيضا سببا في ظهور اللهجات وجعلها أكثر استقلالية عن اللغة الأصلية.
اللهجات لا تختلف من دولة الى اخرى، وانما الكثير منها تظهر في نفس الدولة والمنطقة، وكلما كانت المسافة أكبر، زادت الفوارق بين تلك اللهجات، ومن العوامل الجغرافية التي تؤثر على إختلاف اللهجات، هي الجبال والمحيطات والبحار وحتى الصحاري.
اللهجات واللغة العربية
اللهجة المغاربية، تعتبر من أصعب اللهجات في الوطن العربي، ويجد الكثير من سكان الشرق الأوسط صعوبة في فهم هذه اللهجات بالرغم من إنتمائها إلى لغة واحدة، وهذا بسبب تأثر تلك اللهجات باللغات الإستعمارية واللغات الأصلية في المنطقة، مثل الأمازيغية.
من أجل فهم بعضهم البعض، يتعين على المغربي والأردني التواصل باستخدام اللغة العربية الفصحى الجديدة وليس اللهجة، ومع ذلك، يعتبر المغربي والأردني أنفسهم ينتمون الى لغة واحدة، وهي اللغة العربية التي تم الحفاظ عليها كما كانت عند كتابة القرأن الكريم.
اقرأ أيضا: افضل 5 مدونات تعليم اللغة العربية
السياسة والتاريخ
حول العالم، هناك أكثر من 7000 لغة، لكن اللغة التي تعتبر بشكل رسمي لا يعني انها كذلك في الواقع، بل مجرد لهجة تمت إضافة الرسمية عليها لأغراض سياسية وتاريخية، ولولا الحدود البرية بين الدول، لكانت الكثير منها تتحدث لغة تحمل نفس الاسم.
على سبيل المثال، يعتبر المتحدث باللغة التشيكية نفسه يتحدث بلغة تختلف عن اللغة السلوفاكية، لكن الحقيقة انها نفس اللغة، ولأسباب سياسية منذ انفصال جمهورية تشيكوسلوفاكيا يعتبر كل واحد منهما أنه يتحدث بلغة مختلفة.
اللهجة واللغة في الوقت الحاضر
أصبح العالم اليوم بمثابة قرية صغيرة، وأصبح عدد اللغات التي تختفي أكثر من التي تظهر، وهذا الأمر يؤدي أيضا إلى اختفاء العديد من اللهجات، وخاصة في داخل حدود الدولة الواحدة، وهذا الأمر يحدث مع بعض الدول مثل إيطاليا.
في إيطاليا، هناك اللغة النابولية والصقلية، وكلاهما لغات تم الاعتراف بها رسميا من اليونسكو، ومع ذلك، لا يمكن استخدامها لأغراض سياسية في ايطاليا، لان الاخيرة تحرص على وجود لغة واحدة فقط تجمع بين السكان.
في إسبانيا، يتم التحديث باللغة الاسبانية، وهي واحدة من أكثر اللغات شعبية في العالم، وخاصة في الأمريكتين، وفي كل دولة تستخدم هذه اللغة، هناك نسخة خاصة، لذلك يمكن اعتبار كل نسخة على أنها لهجة من الاسبانية.
اقرأ أيضا: افضل 5 تطبيقات تعليم اللغة الإسبانية