في كثير من الأحيان، يواجه المسلم بعض المسائل في حياته حيث يكون مجبرا على إتخاذ بعض القرارات الحاسمة، وفي هذه الحالة، يمكن للمرء أن يسلم أمره لحكمة الله والتوكل عليه، من خلال الإستخارة وطلب التوجيه منه، وهذا الأمر يكون من خلال صلاة الإستخارة، وفيما يلي دعاء الاستخارة الصحيح المستجاب الذي يقال في هذه الصلاة.
ما هي صلاة الاستخارة
يقول الله تعالى في سورة البقرة – الآية :216 “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”، وعلى الرغم من أنها أية مرتبطة بالجهاد، إلا أنها تنقل رسالة عامة حول التمسك بحكمة الله في كل شيء لأنه أعلم بالأمور الجيدة لعباده.
صلاة الإستخارة هي صلاة يؤديها المسلمون عندما يكونون في حاجة إلى التوجيه بشأن قضية ما في حياتهم، وهي صلاة من ركعتين، وبعد الصلاة، يحمدون الله ويصلون على الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يقولون الدعاء المخصص لصلاة الإستخارة.
يؤدي المسلم صلاة الإستخارة عندما يكون غير متأكد من قرار يجب عليه إتخاذه، وهي بمثابة طلب العون من الله لإتخاذ القرار، مثل إتخاذ قرار الزواج من شخص معين، أو قبول عرض وظيفة من شركة ما.
شروط وطريقة صلاة الاستخارة
مثل أي صلاة، تحتاج صلاة الإستخارة الوضوء والنية، وأيضا إلى بعض الشروط الأخرى مثل الرضا بقضاء الله و الإستخارة في الأمور المباحة فقط، أما تأديتها، فانها مثل سائر الصلوات الأخرى.
يؤدي المسلم ركعتين بنية أداء صلاة الإستخارة، في الركعة الأولى، يقرأ سورة الفاتحة وبعدها سورة الكافرون، وفي الركعة الثانية، يقرأ سورة الفاتحة وبعدها سورة الإخلاص، وبعد الإنتهاء والتسليم، يقول دعاء الإستخارة.
اختلف العلماء حول الوقت الأفضل لقراءة الدعاء، البعض يقول أن يكون قبل التسليم والإنتهاء من الصلاة، لكن الأرجح، أن الدعاء يكون أفضل عند قرأته بعد التسليم من الصلاة، وفي كلا الحالتين، فإنها صلاة صحيحة.
مع أنه لا يوجد هناك وقت محدد لصلاة الإستخارة، إلا أن أفضل وقت يمكن فيه تأدية الصلاة، هي في الثلث الأخير من الليل، لأنه من أحسن أوقات استجابة الدعاء، وبعدها الذهاب إلى النوم على وضوء.
دعاء الاستخارة الصحيح
ثبت عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنه أوصى أصحابه بالإستخارة عندما يواجه أحدهم قرارات غير متأكدين منها، فيتطهر المسلم ويصلي ركعتين، وعند الإنتهاء يقرأ دعاء الإستخارة، وهو :
“اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر- ويسميه باسمه من زواج أو سفر أو غيرهما- خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فيسِّره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، وقدّر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به.”
بعد الإنتهاء من الإستخارة
بعد الإنتهاء من الصلاة، لا يجب على المسلم توقع حدوث معجزات أو رؤية أحلام مليئة بالإشارات والرموز، لأنها أمور غير ضرورية ولن تحدث في الغالب، فقط يجب التوكل على الله واتخاذ القرارات التي تراها مناسبة بعد مدة من صلاة الإستخارة.
ما يجب ملاحظته هو أن الإجابة على صلاة الإستخارة لا تأتي ببساطة، ولكنها تكمن في كيفية تسهيل الله وتكشف الأحداث للفرد بعد أن يسعى هو أو هي بصدق إلى القيام بما هو الأفضل له، وأيضا إستشارة كبار السن والحكماء، وبعد تكشف الأمور، يضع المسلم ثقته في الله ويتخذ قراره.
من بين أعظم فوائد صلاة الإستخارة هو أن الرجل ينفصل عن رغباته الجسدية، وتصبح رغباته خاضعة لطبيعته وهو يسلم نفسه إلى الله، وعندما يفعل هذا، يكون في إنتظار أوامر الله له على شكل دوافع أو تكشف لحقائق، وربما في حالات نادرة، حلم أو رؤية.