هل تعلم عن جان جاك روسو قصير للإذاعة المدرسية

جان جاك روسو هو أحد أكثر المفكّرين نفوذًا خلال عصر التّنوير في أوروبا، في القرن الثّامن عشر، كان أوّل عمل فلسفيّ رئيسيّ له، هو خطاب حول العلوم والفنون، وهو الرّدُّ الفائز على مسابقة مقال أجرتها أكاديميّة ديجون في عام 1750، في هذا العمل، يُجادل روسو بأنّ تقدُّم العلوم والفنون تسبّب في فساد الفضيلة والأخلاق، وقد أرسى روسو الكثير من الأسس الفلسفيّة في عمله الثّاني، وهو خطاب حول أصل عدم المساواة، ولكنّه لم يفُز بجائزة أكاديميّة إلّا أنّه عزّز شهرة روسو ومكانته الفكريّة.

أثّرت أعمال جان جاك روسر كثيرًا على أعمال الفيلسوف إيمانويل كانت، أمّا روايته (جولي أو هيلويز الجديدة) على حركة الطّبيعة الرّومانسيّة في أواخر القرن الثّامن عشر، وكان قادة الثّورة الفرنسيّة يدعمون أفكاره السّياسيّة.

طفولة جان جاك روسو المبكّرة

وُلِد جان جاك روسو في جنيف في 28 يونيو 1712، ووالده هو إسحاق روسو، ووالدته سوزان برنارد التي توفّيت بعد ولادته بعدَّة أيّام، وعندما كان طفلًا هرب أخوه الكبير من المنزل؛ لذا نشأ روسو على يد والده، صانع السّاعات، الذي قرأ معه في سنٍّ مبكّرة الأدب اليونانيّ والرّومانيّ القديم، ولكنّ والده دخل في مشاجرة مع قائد فرنسيّ، وغادر جنيف خوفًا من السّجن، ولكنّ روسو بقي مع عمّه في جنيف، ودرس في قرية بوسي.

فترة الشّباب

في عام 1725، تدرّب روسو على المفاوضة، وبدأ في تعلُّم التّجارة، وعلى الرغم من أنّه لم يكره العمل، إلّا أنّه اعتقد أنّ سيّده عنيف وطاغية؛ لذا غادر جنيف في عام 1728، وهرب إلى أنيسي، وهنا التقى لويز دي وارينز، الذي كان له دور فعّال في اعتناق روسو للكاثوليكيّة، واستمرّت علاقتهما لأربع سنوات، وتحوّل روسو إلى الرّومانسيّة.

فترة الشّباب 
فترة الشّباب

حياة روسو في باريس

تزوّج روسو من تيريس لافوازيه، وأنجبا خمسة أطفال (تركوهم جميعًا في دار الأيتام في باريس)، وكان روسو موسيقيًّا ومُلحِّنً في باريس، بعد بعد أن أمضى عامين في وظيفة في السّفارة الفرنسيّة في البندقيّة، كما أصبح مقرّبًا من الفيلسوفين كوندياك ودنيس ديدرو، وفي عام 1750، نشر خطابًا حول الفنون والعلوم،

ردًّا على مسابقة مقالِ أكاديميّة ديجون للإجابة عن سؤال (هل تميل استعادة العلوم والفنون إلى تطهير الأخلاق؟)، ومع أنّه فاز في المسابقة وحاز شهرة واسعة، إلّا أنّ إدانته للفنون والعلوم في خطابه جعلت منه عدوًّا للتّقدّم، وهذه وجهة نظر مخالفة تمامًا لمشروع التّنوير، وبعد ذلك حقّق روسو نجاحًا كبيرًا في تأليف الأوبرا، ولكنّه تخلّى عن التّأليف الموسيقيّ بعد ذلك على الفور.

مقال (التّفاوت بين النّاس)

في خريف عام 1753، قدَّم روسو مشاركة في مسابقة مقال أخرى أعلنتها أكاديميّة ديجون، وهذه المرّة كان السّؤال المطروح (ما هو أصل التّفاوت بين النّاس، وغير ذلك ممّا أَذِنَ به القانون الطّبيعيّ؟)، وردَّ روسو بخطاب أسماه (أصل اللّامساواة بين النّاس)، واعتقد روسو بأنّ هذا العمل سيتفوّق على الخطاب الأوّل؛ لأنّه كان أطول بكثير، وأكثر جرأة من النّاحية الفلسفيّة، ولكنّ لجنة المسابقة لم يُعجبها طول المقال المبالغ به، وكذلك الادّعاءات الفلسفيّة الجريئة وغير التّقليديّة، حتّى أنّهم لم يُنهوا قراءته، ومع ذلك نشر روسو مقاله وحاز على شُهرة ومناقشة على نطاق واسع.

رواية (جولي أو هيلويز الجديدة)

في عام 1756، أيّ بعد عام من نشر خطاب جان جاك روسو الثّاني، غادر روسو وزوجته باريس؛ بعد أن دعته السّيدة ميسي إلى منزل صديق الفلاسفة، واستمرّت إقامته فيه عامًا فقط، ولكنّه تورّط في علاقة غراميّة مع امرأة تُدعى صوفي دي هوديتوت، وهي صديقة سانت لامبرت، وقد أدّى هذا إلى مشاجرات متكرّرة، ممّا دعا بعض ضيوف المنزل إلى الانتقال إلى بيت آخر، بالقرب من منزل دوق لوكسمبورغ الرّيفيّ في مونتمورينسي.

خلال هذه الفترة، كتب روسو بعض أعماله الأكثر أهمّيّة، وهي رواية جولي، التي حازت على أكثر مبيعات في القرن، وبعد عام واحد، أي في عام 1762، نشر أطروحتين فلسفيّتين، هما خلاصة آراءه عن الفلسفة السّياسيّة وهو كتاب العقد الاجتماعيّ، وكتاب آخر يتناول فيه وجهات نظره حول التّعليم، ولكنّ السّلطات الفرنسيّة أدانت هذين الكتابين؛ بسبب ادّعاءات روسو فيهما عن الدّين، ممّا أجبره على الفرار من فرنسا إلى سويسرا، وهناك استقرَّ وبدأ بكتابة سيرته الذّاتيّة.

وفاة جان جاك روسو

واجه روسو صعوبات مع السّلطات السّويسريّة، وأمضى بعض الوقت بين برلين وباريس، وانتقل في النّهاية إلى إنجلترا، ولكنّه لم يبقَ فيها إلّا عامًا واحدًا؛ بسبب مشاكله مع ديفيد هيوم، وعاد في عام 1767 إلى جنوب شرق فرنسا متخفّيًا، وبقي هناك ثلاث سنوات، وعاد إلى باريس في عام 1770 لكتابة الموسيقى؛ لكسب لقمة العيش، وتوفّي في 3 يوليو 1778، وبعد وفاته بسنوات نُشرت أعماله السّياسيّة، أي في القرن التّاسع عشر.

وفاة جان جاك روسو

المراجع

المرجع 1.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *