تشتهر إفريقيا بمناجم الألماس التي تنتج أحجارًا كريمة مُذهلة، وقد برزت في إفريقيا مجموعة كبيرة من الياقوت، وقد اكتسبت سمعة جيّدة بين الدّول الأخرى في جودة وجمال ياقوتها، ومن الدّول الإفريقيّة المتميّزة في صناعة الياقوت تنزانيا، وكينيا، ونيجيريا، ومدغشقر، والفقرات التّالية توضّح افضل انواع الياقوت الافريقي بالتّفصيل.
ياقوت تنزانيا
تتواجد أغلب ثروات تنزانيا من الأحجار الكريمة في منطقة حزام موزمبيق الجيولوجيّة، التي تحتوي واحدة من أغنى مناطق الأحجار الكريمة على وجه الأرض، ويمتدُّ الحزام عبر الجزء الشّرقيّ من البلاد، ويبلُغُ عرضُهَ 300 كم في بعض الأماكن، والسّبب في تكوّن العديد من الأحجار الكريمة في هذه المنطقة هو تعرُّض هذا الحزام الجبليّ إلى تحوّلات تكتونيّة كبيرة.
توجد افضل انواع الياقوت الافريقي التّنزانيّ في ثلاثة مناطق، وهي وادي نهر أومبا في الشّمال، وتندورو، وسونغيا في الجنوب. يُعتبر حصى الأحجار الكريمة الموجود في وادي نهر أومبا مصدرًا رئيسيًّا للياقوت الفخم منذ نصف قرن على الأقلّ، ويتكوّن فيه ياقوت بجميع الألوان، كما يوجد فيه ياقوت بادبارادسشا padparadscha النّادر وذو القيمة العالية، والذي يتغيّر لونه، وعادة ما تُكتَشَفُ في هذا النّهر أحجار كريمة كبيرة الحجم.
تُنتِجُ منطقة سونجيا (أكبر مناطق تعدين الياقوت إنتاجيّة في تنزانيا)، معظم الياقوت الذي يميل لونه إلى الأزرق منذ التّسعينيّات، وغالبيّة هذه الأحجار تُصدَّر إلى تايلاند لصقلها وتسويقها، أمّا حاليًّا فقد اكتُشِفَ في منطقة كيبوكو رواسب من الياقوت الورديّ، وبعض الأحجار الكريمة الأخرى الكبيرة التي وصلت إلى 100 قيراط.
مع أنَّ إنتاج الياقوت مُختلف من سنة إلى أخرى، إلّا أنَّ إنتاج تنزانيا يُبشِّر بإمكانات هائلة في المستقبل، كما أنَّ الحكومة التّنزانيّة تُشارك بنشاط في بناء مُستقبلٍ مستدام لصناعة الأحجار الكريمة، وهناك تفاؤل بشأن نموّها.
ياقوت كينيا
وُجِدَ الياقوت لأوّل مرّة في كينيا في عام 1936 في هضبة كينيا، إذ اكتُشِفَت بلّورات يصل طولها إلى متر واحد، كما أنَّ كينيا تمتلك إمكانيّات مستقبليّة واعدة في إنتاج الياقوت؛ لوقوعها على حزام موزمبيق الذي يشطُر البلاد في اتجاه الشّمال والجنوب.
يُعتبر الياقوت الأزرق في كينيا موردًا جديدًا نسبيًّا وغير مُكتَشَفٍ بالكامل، في حين أنّ حجر تسافوريت الأخضر، والياقوت الورديّ المحمرّ معروف جدًّا بين إنتاج كينيا من الحجارة الكريمة، ولكن إلى الآن لم يَجْرِ جردٌ لثروات الياقوت بالكامل في البلاد، مع أنّه يُكتَشَف رواسي قيّمة باستمرار.
تشمل مواقع تعدين الياقوت الواعدة في كينيا منطقة بارينغو، التي تنتج الياقوت الورديّ، وغاربا تولا، التي تُنتِجُ الياقوت الأزرق والأخضر والأصفر، وتوركانا، المعروفة باسمِ الياقوت الأزرق؛ ولأنَّ كينيا تتشارك الحدود مع تنزانيا فإنّه ليس من المُستَغرّب أن يكون الياقوت الأزرق والورديّ شائع في الرّواسب المعدنيّة في كينيا.
ياقوت نيجيريا
أحدُ افضل انواع الياقوت الافريقي ياقوت نيجيريا، وتُنتِجُ نيجيريا أحجارًا كريمة أخرى، مثل الزّبرجد، والزّمرّد، والجمشت، والعقيق، والتّورمالين، والتّوباز، والزّركون، ويُستَخرَجُ الياقوت من الجزء الأوسط في نيجيريا منذ حوالي 20 إلى 30 عامًا، وعلى الرّغم من أنّ حجم مخزون الأحجار الكريمة في نيجيريا لم يُقيَّم بعدُ، إلّا أنّ آفاقها المستقبليّة تبدو واعدة.
يُستَخرَجُ الياقوت من ولايات صغيرة في نيجيريا مثل بورنو وكادونا وتارابا وباوتشي، ويُستَخرَجُ الياقوت من الرّواسب الثّانويّة من البازلت القلويّ، وأكثر ما يُستَخرَجُ منه هو الياقوت الأزرق الغامق والأخضر، وعلى الرّغم من أنّ وضوحه ممتاز، إلّا أنّ الأحجار صغيرة الحجم في الغالب، تحتاج إلى معالجة بالحرارة لتحسين لونها.
في عام 2014، صَنَعَ الياقوت النّيجيريّ نقلة نوعيّة في الصّناعة عندما اكتُشِفت كمّيّة كبيرة من الياقوت الأزرق عالي الجودة فيها، وقد اعتُرِفَ به بسبب حجمه الجذّاب، ووضوحه العالي، ولونه الجيّد، وبالإضافة إلى الياقوت الأزرق تُنتِجُ بلدة مابيلا الصّغيرة أحجارًا كريمة ذات جودة عالية جدًّا وشفّافة جدًّا وبأحجام مرغوبة.
ياقوت مدغشقر
شَهِدَت مدغشقر اندفاعًا في اكتشاف الياقوت على مدى العقدين الماضيين، وعلى الرّغم من أنّ رواسب الياقوت معروفة في جميع أنحاء البلاد، إلّا أنّ التّعدين حُظِرَ في الجزء الشّماليّ من الجزيرة في التّسعينيّات؛ في محاولة لحماية الأنواع المحلّيّة، وفي الجنوب، أدّت الاكتشافات الجديدة للياقوت عالي الجودة إلى هجرة جماعيّة إلى المنطقة، وتختلف رواسب الياقوت في الشّمال عن الرّواسب التي في الجنوب بأنّها تأتي من الرّواسب الغرينيّة من الصّخور البازلتيّة، بينما الجنوبيّة تأتي من أصول متحوّلة.
يُعتَقَدُ أنّ من منطقة إيلاكا في مدغشقر، تمتلك أكبر رواسب من الياقوت في العالم ذو القيمة الاقتصاديّة الحقيقيّة، وقد اكتُشِفَت فيها بعضٌ من أفضل أنواع الياقوت الورديّ في العالم، إلى جانب الياقوت الأزرق الرّائع، ولا يُعدُّ وجود الياقوت عالي القيمة وعالي الجودة في مدغشقر مفاجأة كبيرة، بالنّظر إلى موقعه وتاريخه، كما أنّه يحمِلُ نفس الخصائص الثّمينة التي يتمتّع بها الياقوت السّريلانكيّ؛ لأنّ رواسب هاتين الجزيرتين تكوّنت في نفس الوقت، منذ 165 مليون عام.
المراجع