علم الرقائق يختص بالموضوعات، والكتب التي تعمل على ترقيق القلوب، والزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، وتعمل في الحث على الطاعات، والتنفير من المعاصي، ومن هذه الكتب: كتاب الزهد والرقائق لابن المبارك، وشعب الإيمان للبيهقي، والترغيب والترهيب للمنذري، وغيرها… للمزيد إليكم شرح تعريف علم الرقائق
تعريف علم الرقائق
- جمع رقيقة، ولقد سميت النُّصوص التي يذكرها العلماءُ في هذا الباب بالرقائق لأنَّ كلا منها يحتوي على ما يُحدِث في القلب رقةً.
- قال أهل اللغة أن الرقَّة هي الرحمة ضدُّ الغِلَظة
- يُقال لمن هو كثيرِ الحياء أنه قدر رَقَّ وجهُه استحياءً
- قال الراغب أنه متى كانَت الرقَّة موجودة بجسم يكون ضدها الصفاقة، ومتى وجدت بنفس يكون ضدها القسوة والفجوة
- النُّصوص التي قد يُطلق عليها لفظ الرقائق كثيرةٌ جِدًّا تأتي في مقدمتها آياتٌ القرأن الكريم، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وروايات وأخبار تقصُّ أحوالَ الأبرار الصالحين من صحابة الرسول وتابعيه، والدعاة الصالحين، والنخبة من الأئمَّة المتبوعين، وبعض النصوص النثرية والشعرية
- تمتلك النصوص النثرية والشعريَّة تأثيرًا بليغا في القلوب يقوم بترقيق القلب، وإنقاذه من الغفلة وإحداث اليقظة؛ يقول الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم: (إنَّ من البيان لسحرًا) رواه البخاري برقم (5146)، ومسلم برقم (869)
فائدة علم الرقائق
- يعمل على رقة قلب المسلم التي تكون سببا في جعله يَلِين للحق، ويخاف من الله في أفعاله، ويتَحَقَّق له الورع في سلوكه والخشوع في الصلاة
- من رق قلبه يخشع في صلاته، ويذق طعمَ وحلاوة العِبادة، ومن يخاف من الله لن يقصر في أداء الواجِب الديني، ولن يقع في المعصية.
- مَن يرق قلبه يشعر بحقِّ المسلمين عليه، فلا يَرضَى أبدا أن يجوع منهم أحدٌ، فإنْ كان ميسور الحال يقوم بإطعامهم، وإنْ لم يكن ميسور الحال فهو يحَضَّ على إطعامهم، ويشعرَ بكامل مسؤوليَّته نحوَهم لذلك يقوم بإغاثتهم، ورَدَّ ما يقع من ظلمَ عنهم، وإن كان عاجز عن كل ذلك فسيدعو لإغاثتهم بلسانه
- يقول رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: (ألاَ وإنَّ في الجسد مضغةً إذا صلَحَتْ صلَح الجسد كلُّه، وإذا فسَدَتْ فسد الجسد كلُّه، ألاَ وهي القلب) رواه البخاري برقم (52)، ومسلم برقم (1599)
– لذلك فإن القلب الصالح هو القلب الذي يسَلِمَ من النفاق، والشِّرك، والرِّياء، والذي لا يوجد به إلا محبَّة الله عز وجل، ومحبَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومحبَّة كل ما يحبُّه الله عز وجل ورسولُه عليه الصلاة والسلام، كما لا يوجد به إلا خشيَة الله سبحانه وتعالى، والخوف من ارتكاب المحرَّمات.
مزايا القلب الرقيق
- القلب الرقيق السليم يجعَل المسلم يتصرف تصرُّفات منضَبِطة وفقا للضوابط الشريعة وحدودها، حيث أنه لن يتجاوزها ولن يتعداها، فهذا القلب هو من يَنفَع صاحبه في يومَ القيامة، مثل ما جاء بدعاء سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلوات والتسليمات
– قال تعالى:﴿ وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 87 – 89].
- قد قرَّر الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ الله عز وجل لا ينظر للصور والأموال، بل ينظر للقلوب والأعمال، فلقد قرَّر عليه الصلاة والسلام أنَّ التقوى تكون في القلب
– قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: (لا تَحاسَدُوا، ولا تَناجَشُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا يَبِعْ بعضُكم على بَيْعِ بعض، وكونوا – عبادَ الله – إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يَظلِمْه ولا يَخذُلْه، ولا يَحقِرْه، التقوى هاهنا – ويُشِير إلى صدره ثلاث مِرار – بحسب امرئٍ من الشر أن يَحقِر أخاه المسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرام: دمُه، ومالُه، وعِرضُه، إنَّ الله لا ينظر إلى صُوَرِكم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) رواه مسلم برقم (2564).
بعض الكتب التي قد أُلِّفت في علم الرقائق:
- من أنفَعِها ما قام بذكَرَه البخاري في صحيحه تحديدا في كتاب الرِّقاق
- ما ذكَرَتْه كُتُب السنَّة الأخرى مثل كتاب الترغيب والترهيب للإمام المنذري، وكتاب الزهد للإمام أحمد، وكتاب رياض الصالحين للإمام النووي.
- الكُتُب التي قام بتأليفها الحافظ ابن أبي الدنيا بهذا الموضوع، منها:
– كتاب (الورع، ذم الدنيا، محاسبة النفس، التوكُّل على الله، المرض والكفارات، الشكر، الإخلاص والنيَّة، حسن الظن بالله، أهوال يوم القيامة، ذمُّ الملاهي، صفة الجنة وما أعد الله لأهلها من النعيم، الرِّضا عن الله والصبر على قضائه، قصر الأمل)، وكلها كتب مطبوعة.
- منها أيضا كتاب التوابين، والرقة والبكاء لابن قدامة.
- كتاب رياض الصالحين للنووي، ومختصر منهاج القاصدين للمقدسي، والتذكرة للقرطبي، وموسوعة نضرة النعيم.