يقول الله جل جلاله في كتابه الكريم “ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا”. وللمزيد تعرف على “ما هو المقام المحمود”.
ما هو المقام المحمود
المحطة المشيدة (المقام المحمود) هي رتبة في الجنة لن يصل إليها إلا النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) حيث وعد من يردد هذا الحديث بعد سماع كل اذان بشفاعته يوم القيامة.
في صحيح البخاري: جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) يفيد بأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال، من قال ما يلي بعد سماع النداء للصلاة يستحق شفاعتي يوم القيامة “اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة اتي سيدنا محمد الوسيلة والفضيلة، وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته أنك لا تخلف الميعاد”.
يوضح الإمام بدر الدين العيني رحمه الله هذا الحديث في شرحه لصحيح البخاري، (الوسيلة)، بمعناها اللغوي هو وسيلة الاقتراب من الله عز وجل حيث ان المقام المحمود هو اعلى رتب الجنة وأقرب مكان للخالق.
شرح الحديث في صحيح مسلم هذا على أنه رتبة في الجنة، حيث طلب سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام من الله أن يمنحه الوساطة (الوسيلة)، لأنها رتبة في الجنة لا يستحقها سوى خادم واحد من عبيد الله، وآمل أن يكون ذلك المكان له، وأشار الى اتباعه من المسلمين ان من يسأل الله أن يمنحه الوساطة يكون له شفاعة “.
اختلفت الأقاويل في معنى المقام المحمود
المقام المحمود هو المقام الذي يقومه النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة للشفاعة للناس؛ ليريحهم ربهم من عظيم ما هم فيه وما يرونه من شدة ذلك اليوم وهو “يوم القيامة”.
قال القرطبي في تفسيره: اختلف في المقام المحمود على أربعة أقوال: الأول وهو أصحها الشفاعة للناس يوم القيامة.
وبناء عليه؛ فإن المقام المحمود (الذي هو الشفاعة) خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم. وقد خصنا ان ندعو له ليصل اليه لنصل نحن كمسلمين لشفاعته يوم القيامة.
المقام المحمود في الأحاديث والآيات القرآنية
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودًا قال: الشفاعة.
- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل، ويكسوني ربي حلة خضراء، ثم يؤذن لي فأقول ما شاء الله أن أقول، فذلك المقام المحمود.
- وقال حذيفة ابن اليمان في قوله عز وجل: عسى أن يبعثك ربك مقاما محموًدا، قال: يجمع الناس في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر حفاة عراة كما خلقوا، سكوتًا لا تكلم نفس إلا بإذنه.
- قال: فينادي محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: «لبيك وسعديك والخير في يديك، والشر ليس إليك، المهدي من هديت، وعبدك بين يديك، ولك وإليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، سبحان رب البيت، فذلك المقام المحمود الذي قال الله: «عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا».
تابع ما قيل عن المقام المحمود
- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأقوم المقام المحمود يوم القيامة، فقال رجل من الأنصار: وما المقام المحمود؟ قال: ذاك إذا جيء بكم عراة حفاة غرلا غير مختونين، فأقوم مقاما لا يقومه أحد غيري يغبطني به الأولون والآخرون.
- وقال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: «عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا»، إن لمحمد من ربه مقامًا لا يقومه نبي مرسل ولا ملك مقرب، يبين الله للخلائق فضله على جميع الأولين والآخرين.
- وقال أيضا النبي صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم حتى لا يكون للإنسان إلا موضع قدميه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فأكون أول من يدعى، وجبريل عن يمين الرحمن فأقول: يا رب إن هذا أخبرني أنك أرسلته إلي، فيقول تبارك وتعالى: صدق، ثم أشفع فأقول: يا رب عبادك في أطراف الأرض، فهو المقام المحمود.
- وروي عن مجاهد: أن المقام المحمود أن يقعده معه يوم القيامة على العرش، وهذا عندهم منكر في تفسير هذه الآية، والذي عليه جماعة العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين أن المقام المحمود هو المقام الذي يشفع فيه لأمته.
المصدر