يعتبر المخرج توفيق صالح من أهم المخرجين المصريين الذين قاموا بإخراج أفلام مميزة، حيث ينظر الجزء الأكبر من أعماله إلى الظلم الاجتماعي والإساءة السياسية والصراعات الطبقية والرقابة والبيروقراطية، وفي هذا المقال سوف نقدم لكم مجموعة من أهم المعلومات عن حياته وأعماله الفنية التي قدمها للجمهور.
المخرج توفيق صالح
حياته
ولد توفيق صالح في يوم 27 أكتوبر 1926 في الإسكندرية، وكان يعيش في وينجيت سانت بولكيلي، وهي منطقة كانت مكتظة بالسكان الأجانب من جنسيات مختلفة.
على الرغم من إحباط والده ، بدأ حبه للسينما منذ الطفولة، حيث كان يتسلل إلى السينما كل يوم أحد لمشاهدة فيلم جديد.
علاوة على ذلك مكنته لغته الإنجليزية والفرنسية بطلاقة من إقامة علاقات مع الأجانب الذين عاشوا في الإسكندرية والذين كانوا مهتمين أيضًا بالسينما.
لكن يبدو أن لديه هدفًا واضحًا في وقت مبكر جدًا لأنه كان مفتونًا بدور المخرج، لهذا قرأ الكثير عن الإخراج ومدارسه المختلفة وأهم مديريها.
بعد تخرجه من كلية فيكتوريا في الإسكندرية، حصل على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة الإسكندرية في عام 1949.
وانتقل في نهاية المطاف إلى القاهرة لدراسة الإخراج ولكن لم يكن هناك معهد أكاديمي يدرس السينما، ولهذا السبب ساعد على تأسيس معهد السينما في وقت لاحق.
ذهب إلى فرنسا في عام 1950 على منحة دراسية لدراسة فن السينما، كما عمل مساعد مخرج في ثلاثة أفلام فرنسية.
لم يقتصر على دراسة السينما، بل قام أيضًا بالرسم والتصوير الفوتوغرافي، وزار مرارًا استوديو André Lhote.
وفي فرنسا أيضًا كان أول لقاء له مع الأدب الروسي، لا سيما دوستويفسكي.
عاد إلى القاهرة في عام 1953، ولكن مع نظرة مختلفة، ومن العوامل المهمة الأخرى التي شكلت وعيه هى صداقته الجديدة مع نجيب محفوظ.
من خلال هذه الصداقة، تعرف على القاهرة القديمة وتفاصيلها والأشخاص الذين يسكنونها.
كتب بالتعاون مع نجيب محفوظ أول فيلم له وهو درب المهابيل وأخرجه في عام 1955، ويكشف هذا الفيلم الجشع والمادية والانتهازية لسكان الزقاق.
وتعاون معه في فيلمين آخرين هما (صراع الأبطال) في عام 1962، و(المتمردون) في عام 1966 من تأليف الكاتب الصحفي صلاح حافظ.
أعماله الفنية
درب المهابيل 1955 (سيناريو نجيب محفوظ، بطولة شكري سرحان وبرلنتي عبد الحميد وتوفيق الدقن).
صراع الأبطال 1962 (بطولة شكري سرحان وسميرة أحمد).
المتمردون 1966 (عن رواية الصحفي صلاح حافظ بطولة: شكرى سرحان وزيزي مصطفى ومحمود السباع وتوفيق الدقن).
السيد البلطي 1967 عن رواية صالح مرسي: (زقاق السيد البلطي: بطولة عزت العلايلي ومحمد نوح وسهير المرشدي ومديحة حمدي).
يوميات نائب في الأرياف 1968 (عن رواية توفيق الحكيم، بطولة: أحمد عبد الحليم).
المخدوعون 1972 (إنتاج سوري، عن رواية “رجال في الشمس” لغسان كنفاني).
الأيام الطويلة 1980 (إنتاج عراقي: تمثيل إبراهيم جلال، محمود عبد الحميد، سامي السراج، ندى سهام).
في عام 1972 قام توفيق صالح بإخراج فيلم المخدوعون وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما بدمشق عن رواية غسان كنفاني.
وهو يمثل طفرة في دعم القضية الفلسطينية، وحصل الفيلم على العديد من الجوائز.
ويقول عنه توفيق صالح أنه كان يحمل شحنة من الغضب والحزن خاصة بعد وفاة جمال عبد الناصر والتي عبر عنها في الفيلم.
وتنقل بين سوريا والعراق التي استقر فيها لتدريس السينما حتى لقب بسندباد السينما العربية.
انتقل إلى العراق عام 1973 لتدريس السينما وكان آخر أعماله السينمائية في عام 1980 وهو فيلم الأيام الطويلة من إنتاج عراقي.
الأفلام التسجيلية والقصيرة
كورنيش النيل 1956
فن العرائس 1957
نهضتنا الصناعية 1959
من نحن؟ 1960 (وهو فيلم باللغة الإنجليزية عن اللاجئين الفلسطينيين).
نحو المجهول 1960
القلة 1961
فجر الحضارة 1977 (إنتاج العراق وهو عن الحضارة السومرية القديمة).
جوائز وتكريمات حصل عليها
الطانيت الذهبي من مهرجان قرطاج 1972
الجائزة الأولى من مهرجان ستراسبورج لأفلام حقوق الإنسان 1973
الجائزة الأولى من المركز الكاثوليكي الدولي ببلجيكا 1973
جائزة لينين للسلام من مهرجان موسكو 1973
وفاته
تمثل أفلام صالح جزءًا مهمًا من تاريخ السينما المصرية، وستظل بمثابة نقاط مرجعية مهمة في دراسات الواقعية السينمائية.
وتذكيرًا بالأفلام الجيدة التي ميزت السينما المصرية في الستينيات والسبعينيات.
في يوم 18 أغسطس، دفن توفيق صالح في مقبرة الجيز ، حيث دفن نجيب محفوظ أيضًا.
