ما هو بيع النجش
النجش ممارسة تستخدم في التجارة مبنية على الخداع والتحريض على المشتري، وهي عملية بيع حرمها الإسلام، وفي هذه المقالة، نتعرف أكثر عن ما هو بيع النجش والنجاش، وكيف تتم هذه الممارسة في العصر الحديث.
ما هو بيع النجش
بيع النجش مصطلح يطلق على الممارسة المحظورة المتمثلة في خداع وتحريض مشتري محتمل أثناء مفاوضات ما قبل البيع، إما من خلال تقديم عطاءات بغير نية الشراء، أي تقديم عرض مادي للسلعة بدون نية لملكيتها وإنما فقط لجعل الأخرين يدفعون أكثر، أو عرض بيانات خاطئة من جانب البائع نفسه.
ببساطة، تعني كلمة النجش تقديم عرض أعلى في المزاد فقط لخداع الآخرين على أن السلعة ذات قيمة عالية ومهمة ويجب عليهم المنافسة للحصول عليها، وبالتالي، فهي محاولة مليئة بالخداع، فالنجاش لا يهدف على الإطلاق إلى شراء الشيء الذي يتم بيعه في المزاد.
امثلة عن بيع النجش
على سبيل المثال، يقوم البائع ببيع قطعة أثرية في مزاد، ومن أجل بيعها بأكبر سعر ممكن يقوم بالإتفاق مع شخص أخر يدعي أنه يريد شراء القطعة، فيعمل على عرض 100 دولار إضافية مع كل سعر يتم تقديمه لشراء القطعة، ليس لغرض شرائها، وإنما لتشجيع الأخرين على الدفع أكثر.
بيع النجش قد يتم من خلال تقديم بيانات أو معلومات أو حقائق من البائع نفسه عن البضاعة، على سبيال المثال، يقول البائع أنه سعر الهاتف يبلغ 200 دولار، في الوقت الذي يكون سعر الهاتف الحقيقي هو فقط 150 دولار، والبائع على علم بذلك، لكنه يخدع المشتري لجعله يدفع أكثر من قيمة الشيء.
من صور النجش الأخرى، أن يكذب البائع بخصوص السعر الحقيقي الذي دفعه للحصول على المنتج، وما يندرج أيضا في تعريف النجش هو إذا إتفق أهل السوق أو أصحاب المتاجر على عدم المزايدة على بعضهم البعض عند عرض عنصر للبيع في المزاد، بغرض إجبار المالك على بيعه بسعر أرخص.
من هو النجاش
النجاش هو الإسم الذي يطلق على الشخص الذي يأتي إلى المزاد من دون أي نية للشراء، بل أن الهدف الأهم بالنسبة له هي فقط رفع السعر وخداع المشترين، والنجاش يطلق على أي شخص يقوم بهذا التصرف، سواء كان قد إتفق مع البائع أو فعل ذلك من تلقاء نفسه.
بما أن الغاية من النجش هي خداع الناس، وسرقة أموالهم بغير حق، فقد حرم الإسلام هذه الممارسة، فعن ابن عمر قال: ”نهى النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم عن النجش”، وعن أبي هريرة قال: “أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم نهى أن يبيع حاضر لباد وأن يتناجشوا”.
لذلك لا يجب على الشخص المشاركة في أي مزاد إذا لم تكن له نية شراء العنصر، وبدلا من ذلك، يجب عليه أن يترك المشترين الذين يرغبون حقا في الشراء للإتفاق فيما بينهم، وحتى أن كانت نية الشخص هي مساعدة البائع كنوع من التعاطف معه، فإنه يندرج تحت وصف النجاش.
النجش الحديث
النجش هي معاملة شائعة تستخدم في المزادات، الصغيرة والكبيرة، بفضل التأثير المهم الذي يلبعه في زيادة أسعار المنتجات عن سعرها الحقيقي، وهي العملية يمكن أن تتم في الأسواق التقليدية عند شراء الماشية، أو في المزادات الكبيرة عند شراء لوحات فنية بملايين الدولارات.
في العصر الحديث، أصبح النجش يستخدم على نطاق واسع وباكثر من طريقة، في أماكن مختلفة، بما في ذلك أسواق الأسهم، والهدف الأهم والمشترك بين جميع هذه الطرق، هي إتخاذ مجموعة من الإجراءات مثل تضخيم سعر الشيء وخلق ضجة أو طلب وهمي لخداع المشتري بالقيمة الحقيقية للسلعة.
من الطرق المستخدمة للنجش في عصرنا الحالي هي بعض الممارسات في سوق الأسهم، حيث يعمل بعض المحتالين على شراء أسهم سيئة، وبيعها بأسعار طائلة على أنها أسهم جيدة، من خلال إقناع المستثمرين عديمي الخبرة إستنادا الى مجموعة من المعلومات الخاطئة، وهذه العملية تعرف بإسم “ضخ وتفريغ”.