ما هو مفهوم البعث والنشور

بعث الْخلق اسم يقصد به إخراج الموتى من قُبُورهم للموقف، قال تَعَالَى: ﴿ مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا﴾ أما النشور فهو اسم يقصد به ظُهُور المبعوثين، وأعمالهم لِلْخَلَائِقِ… للمزيد إليكم شرح ما هو مفهوم البعث والنشور

ما هو مفهوم البعث والنشور

أولا تعريف البعث

  1. البعث لغة:

  • مأخوذ من لفظ بَعَثَهُ يَبْعَثُه بَعْثًا، بمعنى أنه أرسل وحده، أما بعث به فهي تعني أَرسله مع غيره، لفظ ابْتَعَثَه يأتي بمعنى أَرسله.
  • قال الجوهري أن لفظ بعثه وابتعثه يعني أرسله، وأن قولهم كنتَ في بَعْثِ فلانٍ، يقصد به في جيشه الذي بُعِثَ معه، أما لفظ البُعوثُ فهو يعني الجيوش، وأن لفظ بَعَثْتُ الناقةَ يعني أَثَرْتُها، أما لفظ بَعَثَهُ من منامه فيقصد به أهَبَّه، أما لفظ بَعَثَ الموتى فيقصد به نَشَرَهُمْ ليوم البعث
  • جاء الاختلاف في تعريف كلمة البعث في اللغةً نتيجة لما علق به في الإرادة، والاستعمال؛ حيث قد يقصد به معنى من المعاني التالي ذكرها:

أ. الإرسال: يقال فيه بعثت فلانًا أي: أرسلته.

ب. البعث مِن النوم: يقال فيه بعثه مِن منامه أي أيقظه.

ج. الإثارة: يقال فيها بعثت الناقة بمعنى أثرتها وكانت بارقة من قبل، والإثارة هي أصل في معنى البعث

  • قال الرَّاغب أن أصل البعث هو إثارة وتوجيه الشيء، يقال: بعثته فانبعث، هذا ويختلف معنى لفظ البعث باختلاف ما علِّق به، فعندما يقال بعثت البعير: فيقصد بها أثرته، أما في قوله عز وجل: ﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾ فيقصد به إخراجهم، وسيِّرهم للقيامة
  • قال الأزهري أن البعث له وجهين في كلام العرب، أَحدهما هو الْإِرْسَال مثل ما جاء في قَوْل الله سبحانه وتَعَالَى: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى ﴾، ثانيها هو إِحْيَاء الله للموتى مثال على ذلك قَوْله تعالى: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ﴾
  1. البعث شرعا:

  • المراد به هو إحياء الله عز وجل للموتى، وقيامه عز وجل بإخراجُهم من قبورهم من أجل الحساب والجزاء.
  • قال الإمام ابن كثير أن البعث هو يوم الميعاد، وإحياء الأجساد والأرواح في يوم القيامة
  • قال السفاريني أن الْبَعْثُ فيراد به المعاد الجسماني فَهو المعنى المتبادر للذهن عِنْدَ الإطلاق؛ فهو المعنى الَّذِي يجب على المرء اعتقاده، وَيُكَفَّرُ مُنْكِرُهُ
  • قال السيد سابق عن البعث أنه يعني إعادة الإنسان جسدا وروحًا مثلما كان في الدنيا
  • يخرج الناس حفاة عراة من القبور حفاة عراة، ويساقون ويتم جمعهم للموقف من أجل محاسبتهم ونيل كل شخص ما يستحقه، ولقد أشار الله عز وجل إلى ذلك في العديد من الآيات الواردة في القرأن الكريم:

– قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ ﴾

– قال تعالى: ﴿ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴾

– قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ – وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾

– قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾

ما هو مفهوم البعث والنشور
ما هو مفهوم البعث والنشور

ثانيا تعريف النشور

  1. النشور لغة:

  • ذكر الرَّاغب الأصفهاني معاني عديدة للنشر منها: الانتشار، البسط، والتفرق، وتقلب الإنسان في حوائجه

– جاء النشر بمعنى البسط في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ﴾، وقوله تعالى: ﴿ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ﴾ يقصد به هنا الملائكة التي تقوم بنشر الرياح، أو يقصد به الرياح التي تقوم بنشر السحاب.

– جاء بمعنى الانتشار في قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا ﴾ بمعنى جعل الله في النهار الانتشار والسعي لابتغاء الرزق.

– جاء بمعنى تقلُّب الإنسان في حوائجه في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ ) بمعنى تفرَّقوا فيها، وكذلك في قوله تعالى: ﴿ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا ﴾ بمعنى تفرقوا

  • ذكر الأزهريُّ أن النشر يعني الحياة، ويعني أيضا الريح الطيبة

– قال أيضا أن لفظ نشرهم الله يعني بعثهم، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ﴾

  • قال ابن الأثير أن نَشَرَ الميتُ يعني عَاشَ بعد أن مات، وأن لفظ أَنْشَرَهُ الله يعني أحياه
  1. النشور إصطلاحا:

  • يراد به ويرادف معنى البعث، حيث يقصد به انتشار الناس يوم القيامة من قبورهم للحساب والجزاء
  • يقصد به نشر الله سبحانه وتعالى للأموات، وإحيائه عز وجل لهم من قبورهم
  • يراد بالنشور سريان الحياة مرة أخرى في الأموات، قال تعالى: ﴿ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ ﴾
  • قال ابن كثير في تفسير قوله سبحانه وتعالى: ﴿ ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ ﴾ بَعَثَ الله المرء بَعْدَ موته
  • جاء في الحديث عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ، قال: (بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا)، وَإِذَا قَامَ قال: (الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدما أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)
ما هو مفهوم البعث والنشور
ما هو مفهوم البعث والنشور

المراجع

المصدر الأول

المصدر الثاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *