ما هو مفهوم البدعة في الإسلام
البدعة هي قيام شخص أو جماعة بابتداع قول أو فعل في الدين الإسلامي يخالف به ما ذكر في القرأن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.. للمزيد إليكم شرح ما هو مفهوم البدعة في الإسلام
ما هو مفهوم البدعة في الإسلام
-
البدعة لغة:
- من يبدع شي، بمعنى يحدث يُقال له المبدع، أو المخترع، أو المحدِث
- وردت كلمة البدعة في القرآن الكريم في قوله تعالى:
– ﴿ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الأحقاف: 9].
- ذكر لفظ أحدث في الحديث النبوي الشريف:
– عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ))؛ أخرجه البخاري ومسلم.
- معنى كلمتي المبدع، أو المُحدَث في الدين هو قيام المرء بإدخالُ شيء جديد في الدين يكون مخالف لأصولَه الشريعة.
-
البدعة اصطلاحا
- كل فعل أو قول مخالف للقرآن الكريم، أو السنة النبوية الصحيحة، أو عمل الصحابة والتابعين، أو قياسًا صحيحًا، أو الإجماع.
أقسام البدعة:
- البدعة القديمة:
- إحداث الإنسان لأقوال، وأفعال في الدين الإسلامي كانت محرَّمة سابقا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم؛ مثل الحلف بغير الله، أو السجود لغير الله
- البدعة الحديثة:
- إحداث أفعال أو أقوال في الدين لم تكن موجودة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مثل اتخاذ البعض ليوم عاشوراء يومَ للحزنٍ.
أنواع البدعة
- البدعة القولية:
- إحداث قول جديد في الدين الإسلامي مثل الحلف بالأرحام.
- البدعة الفعلية
- إحداث فعل جديد في الدِّين الإسلامي مثل الذبح للقبور.
أصناف البدعة
- البدعة الفردية
- إحداث شخص واحد فقط قول أو فعل في الدين الإسلامي
- البدعة الجماعية
- إحداث جماعة فعل أو قول في الدِّين الإسلامي
أجناس البدعة
-
بدعة العالِم:
أ- بدعة العالم المتعمِّد:
- البدعة الناتجة عن عالِم اتَّبع هواه، وكان غرضُه هو تضليل المسلمين.
ب- بدعة العالم المُخطِئ:
- البدعة الناتجة عن فم العالِم لنص معين فهمًا خاطئًا وهو ما يسمى المجتهِدَ المخطئ، ويؤجر على اجتهاده طالما أراد به نصرة الدين
- عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا حكم الحاكمُ فاجتهد ثم أصاب فله أجرانِ، وإذا حكم فاجتهَد ثم أخطأ فله أجرٌ))؛ رواه البخاري.
-
بدعة الجاهل:
- البدعة التي يقوم بإحداثها الجاهل من فعل أو قول بدون دليل وهو يظن أن هذا الشئ من الدين
أقسام البدعة من حيث الزمن:
- البدعة السنوية تتمثل في احتفال بعض المسلمين بعيد الأم، أو عيد الحب كل عام
- البدعة المكانية تتمثل في اجتماع بعض المسلمين بمقبرة، أو مقام ما من أجل طلب الإغاثة.
- البدعة الشهرية تتمثل في قيام بعض المسلمين بالذهاب لضفة البحر، أو النهر وصب اللبن في الماء، أو ذبح الذبائح عند ضفة النهر
- البدعة الأسبوعية تتمثل في قول المرء بأنه يتصدق للجن كل أسبوع
- البدعة اليومية تتمثل في قول المرء يوميا بأنه يستغيث من القرين الجني.
- البدعة الأبدية تتمثل في ابتداع المرء قولًا في الدين ويداوم عليه مدى الحياة
– أخرج الإمام البخاري في صحيحه بسنده عن حميد بن أبي حميد الطويل أنه سمِع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: جاء ثلاثةُ رهطٍ إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أُخبِروا كأنهم تقالُّوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غُفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا، فإني أُصلِّي الليل أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أُفطر، وقال آخر: أنا أعتزلُ النساء فلا أتزوَّج أبدًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟! أمَا والله، إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأُفطر، وأُصلِّي وأرقُدُ، وأتزوَّج النساء، فمَن رغِب عن سنتي فليس مني).
حكم البدعة:
- البدعة حرام شرعا، والدليل على ذلك من السنة النبوية، ما يلي:
– عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ في خطبته يحمد الله ويُثني عليه بما هو أهلُه، ثم يقول: ((مَن يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلله فلا هاديَ له، إن أصدق الحديث كتابُ الله، وأحسن الهَدْي هَدْي محمدٍ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعةٌ، وكل بدعةٍ ضلالةٌ، وكل ضلالةٍ في النار))، ثم يقول: ((بُعِثتُ أنا والساعة كهاتينِ))، وكان إذا ذكَر الساعةَ احمرَّت وَجْنتاه وعلا صوتُه واشتدَّ غضبه؛ كأنه نذيرُ جيشٍ يقول: صبَّحكم مسَّاكم، ثم قال: ((مَن ترك مالًا فلأهله، ومَن ترك دَينًا أو ضياعًا فإليَّ – أو عليَّ – وأنا أَوْلى بالمؤمنين))؛ أخرجه مسلم، أبو داود، النسائي، ابن ماجه، أحمد، الدارمي.