علم الجريمة دراسة تطبيق القانون ونظام العدالة الجنائية، ومن المحتمل أن يسعى الشخص الذي يبحث عن وظيفة في مجال العدالة الجنائية إلى الحصول على شهادة في هذا العلم، في حين أنه والعدالة الجنائية مجالان مترابطان بالتأكيد، إلا أنهما غير متطابقين، فما هو تعريف علم الجريمة وما هو تاريخها؟
تعريف علم الجريمة
تعريف علم الجريمة وأصل التسمية
- مصطلح علم الجريمة “Criminology” مشتق من الكلمة اللاتينية “”crimen وتعني الاتهام ، و”logia” والتي أصبحت تشير إلى “دراسة”، لذلك يعني المصطلح حرفيًا “دراسة الجريمة”.
- هو فرع من فروع علم الاجتماع، وقد تم في الواقع دراسته بطريقة أو بأخرى لآلاف السنين.
- على الرغم من تاريخه الطويل، إلا أنه في السنوات الأخيرة فقط تم التعرف على علم الإجرام كنظام علمي قائم بذاته.
- ينظر علماء الجريمة إلى مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بالجريمة، فهو لا يقتصر فقط على دراسة أسباب الجريمة ولكن التأثير الاجتماعي أيضاً.
- إنهم ينظرون إلى كل جانب من جوانب السلوك المنحرف، ويشمل آثار الجريمة على الأفراد الضحايا وعائلاتهم والمجتمع ككل، وحتى المجرمين أنفسهم.
مجالات علم الجريمة
تشمل المجالات المحددة التي يعنى علم الجريمة بدراستها ما يلي:
- تواتر الجرائم.
- موقع الجرائم.
- أسباب الجرائم.
- أنواع الجرائم.
- العواقب الاجتماعية والفردية للجرائم.
- ردود الفعل الاجتماعية على الجريمة.
- ردود الفعل الفردية على الجريمة.
- ردود الفعل الحكومية على الجريمة.
المدارس الفكرية
- الهدف الرئيسي لعلم الجريمة هو تحديد الأسباب الجذرية للسلوك الإجرامي وتطوير وسائل فعالة وإنسانية لمنعه.
- أنتجت هذه الأهداف العديد من المدارس الفكرية في هذا المجال، كل منها ينظر إلى العوامل المرتبطة بالسلوك المنحرف، ويأتي إلى استنتاجات مختلفة حول طريقة التعامل مع هذه القضايا.
- المدارس الأساسية الثلاث هي: المدرسة الكلاسيكية، والمدرسة الوضعية، ومدرسة شيكاغو.
المدرسة الكلاسيكية
المدرسة الكلاسيكية لعلم الجريمة هي التي دافع عنها المحامي الإيطالي سيزار بيكاريا، وتحتضن مفاهيم ونظريات الجريمة على أساس هذه الأفكار الأساسية الأربعة:
- الأفراد لديهم إرادة حرة لاتخاذ الخيارات والتصرف من تلقاء أنفسهم.
- يسعى الناس عمومًا إلى الحصول على المتعة وتجنب الألم، وسيقومون بحساب التكلفة مقابل الفائدة بشكل عقلاني عند اختيار ارتكاب فعل ما.
- يمكن استخدام العقوبة لردع الجريمة، ويجب أن تكون شدة العقوبة متناسبة مع الجريمة نفسها.
- تعد سرعة وسياق العقوبة أهم عامل في ردع الجريمة.
المدرسة الوضعية
- تقترح المدرسة الوضعية أن هناك عوامل أخرى تعمل مع السلوك المنحرف إلى جانب البحث عن المتعة البسيطة وتجنب الألم.
- الوضعية تفترض العوامل الخارجية والداخلية التي قد تكون خارجة عن سيطرة الفرد، وتشمل الأسباب البيولوجية والنفسية والاجتماعية والبيئية.
- كانت أول من طبق المنهج العلمي في دراسة السلوك البشري، وساعدت في تطوير مجال علم الجريمة باعتباره مجالًا علميًا مقبولًا ومحترمًا.
- نظر أشهر دعاة الفكر الوضعي إلى السمات الفسيولوجية للمجرمين، مثل شكل جماجمهم وعظام الخد ، للإيحاء بأن البيولوجيا قد تضع شروطًا مسبقة لبعض الأشخاص تجاه السلوك الإجرامي.
- هذه الأفكار بالطبع قد فقدت مصداقيتها منذ فترة طويلة، لكن اعتقاد المدرسة الوضعية بأن دراسة الجريمة يجب أن تشمل البيئة التي تحدث فيها الجريمة تظل ذات صلة.
مدرسة شيكاغو
- معروفة أيضًا باسم المدرسة البيئية، وقد تم تطويرها لأول مرة خلال العشرينات من القرن الماضي في قسم علم الاجتماع بجامعة شيكاغو.
- تقدمت هذه المدرسة الفكرية بفكرة أن السلوك البشري -على الأقل جزئيًا- تحدده البنية الاجتماعية.
- تأخذ في الاعتبار العوامل النفسية والبيئية في السعي لتحديد أسباب السلوك المنحرف.
- تلاحظ أن البشر يتكيفون مع بيئاتهم، فالبيئة الاجتماعية المدمرة -مثل النشأة في الفقر- تؤدي إلى انهيار الهيكل الاجتماعي.
- البيئة الاجتماعية تعوق قدرة المجتمع على التعامل بفعالية مع الجريمة، فهي تؤدي إلى ظهور عقلية إجرامية في المجتمع وتعرضها لظروف مدمرة.
علم الجريمة يحسن المجتمع
- أدى علم الجريمة إلى تحسينات في نظام العدالة الجنائية لدينا، بما في ذلك استجابتنا للجريمة ومعاملتنا للضحايا والمجرمين.
- أنتج مجالات دراسة أكثر تخصصًا، بما في ذلك علم الإجرام البيئي.
- جلب أيضًا تطورات في أساليب الشرطة وممارساتها، مثل “كسر النوافذ”، والشرطة المجتمعية الموجهة، والشرطة التنبؤية.
وظائف في علم الجريمة
- وظائف علم الجريمة وفيرة ومتنوعة.
- يمكن أن يؤدي الحصول على درجة علمية فيه إلى فتح الأبواب أمام المساعي الأكاديمية أو الدراسات المتقدمة في مجالات مثل علم النفس الشرعي، أو توفير أساس متين لمهنة العدالة الجنائية.
- في كلتا الحالتين، يمكن أن يكون علم الإجرام مجالًا رائعًا ومجزياً.