إختلف أهل العلم في تعريف النبي والرسول فقال البعض منهم أن النبي هو الشخص الذي أوحى الله عز وجل إليه بوحي إلا أنه لم يؤمر بتبليغه، أما الرسول فهو الشخص الذي أرسله الله بوحي، وأمره بتبليغه للناس… للمزيد إليكم شرح ما هو الفرق بين النبي والرسول
ما هو الفرق بين النبي والرسول
-
النبي:
- الشخص الذي يوحي الله عز وجل يوحى إليه بشرع معين إلا أنه لا يؤمر بتبليغ هذا الشرع للناس بل يوحى إليه بأنه يجب أن يفعل كذا وكذا، ويصلي، ويصوم لكن لا يؤمر أبدا بتبليغ هذا
- أما إذا تم أمر النبي بتبليغ الشرع الموحى إليه فيقوم بتبليغ الناس وينذرهم فيصير نبياً رسولًا مثل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ومثل سيدنا موسى، وعيسى، وسيدنا نوح، وصالح، وهود
- قال قوم من أهل العلم بأن النبي هو الشخص الذي يبعث بشريعة تتبع غيره، أي تتبع نبي قبله
- أما الشخص الذي يبعث بشريعة مستقلة فإنه يكون نبيًا رسولًا فالأشخاص الذين بعثوا بشريعة التوراة بعد سيدنا موسى عليه السلام يسمون أنبياء؛ وذلك لأنهم تابعون للتوراة
-
الرسول:
- الشخص الذي يبعث برسالة معينة، ويؤمر بتبليغها للناس، وإن كان تابع لنبي قبله مثلما حدث مع سيدنا داود وسليمان، وغيرهم بعد سيدنا موسى عليهم السلام أجمعين، فلقد دعوا لما دعا إليه سيدنا موسى، وهم يعدوا أنبياء ورسل
- الشخص الذي يؤمر بتبليغ شريعة معينة بشكل مطلق، وإن كان يتبع لنبي قبله
الفرق بين النبي والرسول في أقوال أهل العلم
- أشهر ما قاله أهل العلم في الفرق بين النبي والرسول هو أن كلاهما قد أُوحي إليه بوحي إلا أن الرسول قد أمره الله سبحانه وتعالى بتبليغ الوحي المنزل إليه، أما النبي فلم يأمره الله عز وجل بالتبليغ
- يقول الخطابي في كتاب (أعلام الحديث) أن “النبي هو الشخص المنبأ المخبر، أما الرسول فهو الشخص الذي يؤمر بالتبليغ بكل ما نبئ، وأخبر به، لذلك فإن كل رسول نبي، وليس كل نبي رسولا”.
- يقول ابن حجر في كتاب (فتح الباري) أن: “النُّبُوَّةَ تأتي من النبأ وهو الخبر، والنبي هو الشخص المنبأ من الله بأمر معين يقتضي تكليف، أما إن أمر النبي بتبليغ تكليفه فيتحول إلى رسول، لذلك فكل رسول نبي ولا يصح العكس”
تابع أقوال أهل العلم في الفرق بين النبي والرسول
- يقول ابن الملقن في كتاب (المعين على تفهم الأربعين) أن “الرسل جمع رسول ويعرف بأنه الشخص المأمور بتبليغ الوحي المنزل من الله للعباد، لذلك فهو الشخص الذي يوحى إليه من أجل العمل والتبليغ، أما النبي فهو من يوحى إليه بالعمل فقط دون التبليغ”
- قال العيني في كتاب (البناية شرح الهدايه) أن “الفرق بين النبي والرسول يتمثل في أن الرسول هو من بعث الله له بتبليغ الوحي ويكون معه كتاب
– أما النبي فهو من بعث الله له بتبليغ الوحي مطلقا سواء أكان ذلك بكتاب، أو بدون كتاب”، فالرسول هو من ينزل الله عليه كتاب، أو أتى ملك إليه، أما النبي فهو من يوفقه الله سبحانه وتعالى على تطبيق الأحكام، أو الشخص التابع لرسول أخر
- ولقد قيل أن النبي والرسول هما شخصان يشتركان في أن كليهما قد أوحى الله إليه،قال الله تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) النساء/163.
– كما يشتركان في أن كلاهما مأمور بالقيام بالتبليغ، قال تعالى: (ومَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الحج/52.
- يقول الشيخ الشنقيطي في كتاب (أضواء البيان) أن ” الأية 52 من سورة الحج توضح أن ما قيل على لسان أهل العلم من أن النبي هو الشخص الذي أوحى إليه الله بوحي لم يؤمر بتبليغه للناس
– وأن الرسول هو الشخص النبي الذي قد أوحى الله إليه بوحي وأمره بتبليغه أمر غير صحيح وذلك لأن الله تعالى قال: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ) وهذا يَدُلُّ على أن النبي والرسل كلاهما مرسل
