الخيمياء ممارسة قديمة يكتنفها الغموض والسرية، كانت لها أهداف طموحة في تحول بعض المعادن إلى الذهب، وفي هذه المقالة، نتعمق أكثر في تعريف علم الخيمياء وأهدافها.
تعريف علم الخيمياء
علم الخيمياء ممارسة تسعى بشكل أساسي إلى تحويل الرصاص إلى ذهب، وهو السعي الذي إستحوذ على مخيلة الناس لآلاف السنين، ومع ذلك فإن أهدافها مع تطور السنين ذهبت إلى أبعد من مجرد إنشاء بعض القطع الذهبية.
توجد عدة تعريفات للخيمياء، في الأصل، كانت الخيمياء تقليدا قديما للكيمياء المقدسة، وغالبا ما وصف الخيمياء بأنه سابقة للعمل الحديث للكيمياء، فعلى الرغم من أنها لم تنجح عبر التاريخ، إلا أنها كانت ذات دور مهم في تطور الكيمياء الحديثة.
يمكن تعريف الخيمياء على أنها عملية أخذ شيء عادي وتحويله إلى شيء غير عادي، وأحيانا بطريقة لا يمكن تفسيرها، على سبيل المثال، إستخدام الساحرة في أفلام الكرتون لبعض المواد الكيميائية من أجل تحويل ضفدع إلى أمير، هذا مثال على الخيمياء.
حجر الفلاسفة والخيمياء
في العصور الوسطى كانت الخيمياء فنًا يعتمد في جزء منه على التجربة وعلى السحر جزئيًا، وقد ركز محققو العمليات الطبيعية على بحثهم عن مادة أسطورية عرفت بإسم حجر الفلاسفة، وهي مادة أسطورية يُعتقد أنها تستطيع تحويل المعادن إلى ذهب، وأيضا قوى أخرى.
حجر الفلاسفة إعتقد أنها مادة تمتلك العديد من الصفات القيمة مثل القدرة على الشفاء وإطالة العمر، وقوة على تغير المعادن الأساسية إلى معادن ثمينة، مثل الذهب، وبالرغم من الإسم، إلا أن حجر الفلاسفة لم يكن حجرا وإنما عبارة عن شمع أو سائل مسحوق يحمل قوى سحرية.
هل الخيمياء حقيقية
من الواضح للعديد أن الخيمياء ليست بالعملية الناجحة، فهي كانت قائمة على سوء فهم للكيمياء والفيزياء الأساسية، بما في ذلك الإعتقاد بأن العالم يتكون من أربعة عناصر أساسيا، وهي الهواء، النار، الماء، الأرض، جبنا إلى جنب مع ثلاث مواد أخرى هي الملح، الزئبق، الكبريت.
نعلم اليوم أن الكون يتكون من ذرات وعناصر أخرى، ونظرًا لأن الرصاص وغيره من المعادن لا تتألف من النار والهواء والأرض والمياه، فإنه ليس من الممكن إستخدام الخيمياء لتلك العناصر لتحويلها إلى ذهب، وهو الأمر الذي حدث حقا، فعلى مر التاريخ لم ينجح الخيمياء في هذا المسعى.
هل نجحت الخيمياء
على الرغم من أن الخيمياء لم ينجح أبدًا، إلا أن ذلك لم يمنع الناس من الإدعاء بحل اللغز القديم، فعلى مدى قرون، إنتشرت شائعات بأن بعض الأشخاص إكتشفوا حجر الفلاسفة، لكنهم ماتوا جميعا، فهذه المادة في النهاية تمتلك خصائص الخلود.
قام بعض الأثرياء بتعيين الخيميائيين لإجراء الأبحاث نيابة عنهم، وقاموا بإستثمار نسبة مهمة من أموالهم، وذلك لغرض الخلود على هذه الأرض، لهذا فقد كان الخيمياء شائعا للغاية عبر التاريخ، خاصة خلال العصور الوسطى.
هل ستنجح الخيمياء في المستقبل
على الرغم من أن حجر الفلاسفة كان أسطورة، وأن الخيمياء فشلت، إلا أن الخيميائيين لم يكونوا مخطئين تماما، فمن خلال المعدات الفيزيائية الحديثة، مثل مسرعات الجسيمات، من الممكن بالفعل إنشاء الذهب من عناصر أخرى، لكنها عملية مكلفة جدا.
الخيمياء كان لها دور مهم في تطور العلوم، فمع فشل الخيمياء في أهدافه المتمثلة في الخلود أو تحويل الرصاص إلى ذهب، إلا أنه ترك إرثا مهما، وقد كان الخيميائيون ممارسين مبكرين لما أصبح الأن يعرف بعلم الكيمياء الحديث.
الخيمياء والسحر
خلال العصور الوسطى، كانت أهداف الخيميائيين تهدف إلى ثلاثة أشياء، وهي العثور على حجر الفلاسفة، العثور على الخلود، إكتشاف طريقة لتحويل المعادن، وفي رأي الخيميائي في العصور الوسطى، فإن جميع المعادن تأتي من مادة أصلية واحدة متفاوته في النقاء.
اهداف الخيميائيين المعارضة للدين مثل الخلود، جعلتهم يعيشون قرون من الإضطهاد، وهو ما أجبرهم على إختراع رموز سرية، وبعدها إلى إستخدام الخيمياء للكسب المادي، ليصبح جنبا إلى جنب مع السحر والشعوذة، وتحول إلى غرض لكسب الأموال أكثر من كسب المعرفة للبعض.
الخيمياء وتحويل الرصاص إلى ذهب
يتعرف العلماء المعاصرون على المعادن كعناصر فردية، مثل الذهب أو المغنيسيوم، لكن الخيميائيين كانت لهم تعاريف أخرى، فقد رأوا أن المعادن مثل الذهب هي نسخ أكثر تطورا روحيا من المعادن مثل الرصاص، لذا لم تكن العملية تنطوي على التحويل، وإنما مساعدة الرصاصة في التطور ليصبح ذهبا.
قد يبدوا الأمر في الأول جنونيا، لكن عند التمعن في المحيط الذي عاش فيه هؤلاء العلماء، وإلى أن الأفكار تتطور من وقت إلى أخر، فإن الأمر لم يكن جنونيا إلى ذلك الحد أنذاك حتى بالنسبة لكبار العقول، ولم يكن الجشع دائما الدافع الأول والأهم في التعمق في علم الخيمياء.