ما هو مفهوم الوراثة
الوراثة عملية بيولوجية ينقل فيها الوالدين جينات معينة إلى أطفالهم أو ذريتهم، حيث يرث كل طفل الجينات من والديهم البيولوجيين، وهذه الجينات بدورها تعبر عن سمات محددة، قد تكون بعضها مادية مثل لون الشعر، والعين، ولون البشرة… للمزيد إليكم شرح ما هو مفهوم الوراثة
ما هو مفهوم الوراثة
- علم الوراثة هو دراسة الجينات في الكائنات الحية، يتمتع هذا الفرع من العلوم بتاريخ رائع يمتد من القرن التاسع عشر عندما بدأ العلماء في دراسة كيف ورثت الكائنات الحية سمات من والديهم إلى يومنا هذا
- بدأ علم الوراثة بسبب فضول حول السبب في ظهور الأمور كما هي مثل: لماذا يشبه الأطفال أحد الوالدين أكثر من الآخر؟، لماذا تشبه بعض الأنواع بعضها البعض عن كثب أكثر من غيرها؟
تاريخ علم الوراثة
- في القرن التاسع عشر كان من المعروف أن الأبناء يشبهون والديهم ولكن لم يكن هناك معرفة لسبب حدوث ذلك حتى بدأ غريغور مندل في فحص الوراثة بطريقة منهجية من خلال تربية نباتات البازلاء، فلقد قام بتتبع العديد من سمات نباتات البازلاء عبر عدة أجيال، ووصفها وراثيا، ونجح في استنباط الرياضيات من وراء الجينات المهيمنة والمتنحية، وهو أول دليل تجريبي على أن السمات قد تم نقلها بالفعل بطريقة يمكن قياسها من الوالد إلى النسل.
- في نفس الوقت تقريبا كان تشارلز داروين يكتب “أصل الأنواع” بعد دراسة التغييرات في السمات الخاصة بالعصافير الموجودة بجزيرة العصافير في أوقات الجفاف، ولقد خلص داروين إلى أن العصافير التي تتمتع بالسمات الأنسب للبقاء كانت على الأرجح على قيد الحياة لتمرير تلك الصفات مما أدى إلى تغييرات في سمات إجمالي السكان بمرور الوقت.
- عندما بدأ عمله مع مندل بدأ يوحي بأن جميع الأنواع على الأرض قد تكون مرتبطة ببعضها البعض، وربما تكون قد انجرفت تدريجيا عن طريق وراثة سمات مختلفة من خلال الانتقاء الطبيعي.
- بحلول أوائل القرن العشرين اشتبه العلماء في استخدام المجاهر الضوئية ذات القوة الكافية لرؤية نواة الخلية في أن الكروموسومات كانت مركز المعلومات الوراثية، ولقد تمكنوا من ربط الوراثة الصبغية بالميراث الوراثي مما يثبت أن “التعليمات” للسمات الموروثة كانت تحمل الكروموسومات داخل نواة الخلايا حقيقية النواة.
أهمية علم الوراثة
-
أدى علم الوراثة إلى ثورة في طريقة تفكيرنا، وتصنيف الكائنات الحية.
- قبل ظهور التسلسل الجيني خمّن العلماء علاقات الكائنات مع بعضها البعض من خلال دراسة خصائصها الفيزيائية، وغالبًا ما كان يُفترض أن الكائنات ذات الخصائص المتماثلة مرتبطة ببعضها البعض على الرغم من أن العديد من الأمثلة كانت معروفة بالتطور المتقارب، حيث يتطور كائنان غير مرتبطان بنفس السمات بشكل منفصل.
- مع ظهور تسلسل الجينات، والوراثة الجزيئية أصبح من الممكن تتبع سلالات النسب مباشرة، ويمكن للعلماء الآن قراءة الكود المصدري للخلية وتحديد متى يتغير جينوم الكائن الحي.
- ساعدت دراسة الجينات على تقديم معرفة أفضل للأنواع البشرية وذلك نتيجة لما تقدمه دراسة الجينات من توضيح للروابط الموجودة بين مجموعات البشر المختلفة، هذا ويساعد دراسة الجينات أيضا في فهم علم الأنساب
-
أدى تسلسل الجينات أيضًا إلى حدوث ثورة في طريقة تفكيرنا في تشخيص المرض وعلاجه
- في العديد من الحالات أصبح من الممكن الآن معرفة مدى احتمال إصابة الشخص بمرض معين استنادًا إلى النظر إلى جينومه.
- يأمل العلماء أن يؤدي هذا إلى ثورات كبيرة في الطب في القرون القادمة حيث إن الطب يحتاج إلى علم الوراثة، فقد يكون من الممكن في يوم من الأيام تحديد الأدوية التي ستعمل بشكل أفضل على مرض ما، أو ما هي التغييرات في نمط الحياة التي ستبقي الشخص بصحة جيدة ببساطة عن طريق قراءة الحمض النووي الخاص بهم.
-
أدى أيضًا إلى تحديات أخلاقية، واقتصادية جديدة.
- تختار بعض النساء اللائي لديهن جينات معينة طفرة معينة في جين BRCA1 / 2، على سبيل المثال إزالة ثديهن ومبيضهن حتى إذا كن أصحاء – لأنهن يعلمن أن هناك فرصة كبيرة للإصابة بالسرطان في هذه الأعضاء.
- في عام 2013، احتلت أنجلينا جولي عناوين الصحف من خلال نشرها أمام الجمهور مع اختيارها لإزالة ثدييها بعد اكتشافها من خلال اختبار وراثي أن لديها فرصة بنسبة 87 ٪ في يوم من الأيام للإصابة بسرطان الثدي.
- في حالات أخرى يمكن لعلماء الوراثة أن يخبروا الناس أنهم سيصابون بمرض خطير لكن ليس لديهم الأدوات اللازمة لمنعه من الحدوث.
-
المساعدة في الطب الشرعي والقضايا القانونية
- تستخدم القضايا الجنائية الحمض النووي البشري، حيث يتم تُطوَّيع المعلومات الوراثية للبشر من أجل مطابقة، أو استبعاد الحمض النووي الذي يتم الاشتباه به مع وجود الأدلة البيولوجية في مكان الجريمة
- يستخدم الحمض النووي أيضا في التعرف على الضحايا، أو القيام بتبرئة بعض المتهمين
- يستخدم أيضا في اختبارات الأبوة