البيعة نظام للحكم في الإسلام تتم فيه عقد معاهدة أو مبايعة من العلماء، وأهل الحل والعقد لمن تتوفر فيه شروط الإمامة، وتكون المبايعة على الطاعة التامة في غير معصية الله عز وجل… للمزيد إليكم شرح ما هو مفهوم البيعة
ما هو مفهوم البيعة
– عقد ينتج عنه عدة التزامات على الطرفين وهما أولي الأمر والرعية وفق الكتاب والسنة النبوية، فيحرم على أحدهم نقضها إلا بحق
– البيعة اصطلاحا:
- إعطاء المبايع العهد على الطاعة والسمع للإمام في كل الأمور إلا في المعصية، وتفويض الأمر إليه، وعدم منازعته
- لا تكون البيعة إلا لولي أمر المسلمين؛ حيث يبايعه أهل العقد، والحل وهم الفضلاء، والعلماء، ووجوه الناس، فإذا قاموا بمبايعته ثبتت ولايته، على الرغم من أنه لا يوجد أي وجوب على عامة الناس في أن يبايعوه بأنفسهم إلا أنهم يلتزموا بطاعته التامة في غير معصية الله عز وجل.
– حدثت أول بيعة لخليفة المسلمين عقب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت وقتها على الكتاب والسنة النبوية، تمت البيعة على السمع والطاعة لأمير المؤمنين، أو الخليفة، والالتزام أيضا بكتاب الله عز وجل، وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام كشريعة
– قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم:
- أن الْعُلَمَاء اتفقوا عَلَى أَنَّ البيعة لا يشترط في صحتها مبايعة جميع الناس للخليفة، كما لا يشترط مبايعة كل أهل العقد والحل، وإنما يشترط فيها أن تتم من قبل من يتيسر من الرؤساء، والعلماء، ووجوه الناس
البيعة في السنة النبوية
– قال صلى الله عليه وسلم: ” ومن مات وليس في عنقه بيعة مات مِيتة جاهلية ” رواه مسلم (1851).
– قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع ، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر” رواه مسلم (1844).
– قوله صلى الله عليه وسلم: ” إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ” رواه مسلم (1853).
صور البيعة
هناك عدة صور للبيعة هما:
-
الكلام والمصافحة:
- هذه الصورة كانت هي الغالبة في البيعات التي بايعها الناس للرسول صل الله عليه وسلم، ومنها بيعة الرضوان التي قال فيها الله سبحانه وتعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ”.
-
الكلام فقط:
- هذه الصورة تكون في العادة في في مبايعة النساء، وفي حالة الشخص المصاب بعاهة لا تمكنه من القيام بالمصافحة كالشخص المجذوم الذي قال الرسول صل الله عليه وسلم له: “ارجع فقد بايعتك” رواه النسائي ومسلم.
-
الكتابة:
- أفضل مثال لهذه الصورة من البيعة ما كتبه النجاشي للرسول صل الله عليه وسلم وقال فيها: “بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من النجاشي، سلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته من الله الذي لا إله إلا هو الذي هداني للإسلام، أما بعد: فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى”… إلى أن قال: “وقد بايعتك، وبايعت ابن عمك، وأصحابك، وأسلمت على يديه لله رب العالمين”.
شروط صحة البيعة
- اجتماع شروط الإمامة في المأخوذ له البيعة، حيث لا تنعقد البيعة إن فقد المأخوذ له البيعة واحد من هذه الشروط إلا مع الغلبة، والشوكة
- يتولى أهل العقد والحل بيعة الانعقاد أو عقد البيعة قبل البيعة العامة؛ حيث لا يوجد فائدة أو عبرة من القيام بالبيعة العامة قبل مبايعة أهل الحل والعقد
- يجب أن يكون هناك رغب من قبل المبايَع على البيعة، فإن امتنع عن قبولها لم تنعقد إمامته، كما أنه لا يجبر علي البيعة إلا أن لم يكن هناك من يصلح للإمامة غيره فيتم إجباره عليها (حكي ذلك النووي).
- يجب أن تتم البيعة على كتاب الله عز وجل، وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم عملا، وقولا، يجب أن تكون على الطاعة ما دام الأمر في طاعة الله عز وجل وفي غير معصيته
- لا يتم عقد البيعة في أكثر من واحد لأنه إذا قام أحدهم بإدعاء الخلافة في وجود الخليفة يوجب أن يقتل الآخر، روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه قال: “إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما”
- في البيعة يجب إعطاء الحرية الكاملة للمبايع كما فعل صحابة الرسول رضي الله عنهم في بيعة الخلفاء الراشدين، هذا وتعد البيعة عقد يتم بالمراضاة والاختيار ولا يوجد سبيل فيها للإكراه أو الإجبار
- شرط بعض العلماء وجوب الإشهاد على المبايعة حتى لا يدعي أحدهم أن الإمامة تم عقدها سرا له مما يؤدي لحدوث الفتنة والشقاق