تعريف علم الدلالة عند العرب له أهمية كبيرة حيث يعتبر أحد الأساليب التي تؤدى لمعرفة المعنى، وفهم الكلمات بشكل صحيح في إطار السياق المستخدم، له ثلاثة محاور، الأول الفرق بين الدلالة والمعنى، الثاني تطوره، وأخيرا العوامل التي ساعدت على هذا التطور، تابعونا ..
المحور الأول تعريف علم الدلالة عند العرب
يعتبر علم الدلالة أحد فروع علوم اللغة المختلفة، وهذا العلم قائم على اختيار الألفاظ التي بمقدورها التعبير عن معنى داخل الإنسان، وقد تكون دلالة عن معنى غير ظاهر.
وتعد اللغة أحد العلوم الغامضة للإنسان، فمحاولة فهم واكتشاف الغموض هو المقصود بالدلالة، وتعتمد على مكونين أساسيين هما النطق والمعنى.
ويعد أهم ما يجعل الدلالة تصل بوضوح نطق الكلمات بشكل صحيح، وكذلك وضعها في السياق المناسب للكلام، وكذلك الربط بين المعاني المختلفة بطريقة تجعل المستمع يفهم الدلالة من الكلام.
علم الدلالة وعلاقته بعلم اللغة
تلعب علوم اللغة المختلفة دورا في تحديد الدلالة والمعنى المقصود من الكلمة، ويمكن تحديد دلالة الكلمة بأربعة مستويات:
المستوى الأول، إذا جاء اللفظ مباشرا وبشكل فردي فهو يدل على المعنى اللغوي الذي تم تحديده في المعاجم المختلفة.
المستوى الثاني، يمكن تحديد الدلالة للكلمة إذا جاءت في جملة عن طريق نبرة الصوت التي تحدث بها الشخص، فالنغمات الصوتية المختلفة تحمل دلالات مختلفة.
المستوى الثالث، هو الطريقة اللغوية التي كتبت بها الكلمة، فتشكيل الكلمة سواء بوضع فتحة أو كسرة، سيغيران مدلول ومعنى الكلمة بالشكل عام.
المستوى الرابع، طريقة بناء الجملة وترتيب الكلمات، حيث تنقسم إلى جملة أسمية وأخرى فعلية، فترتيب الكلمات وبناء الجمل واستعمال علامات الترقيم يغير من دلالة المعنى.
أشكال تطور علم الدلالة
نتيجة التطور الحضاري والعصري واختلاف الثقافات لدى الناس، كان ألزاما على اللغويين تطوير علم الدلالة ليواكب هذا التغير الحادث على مر العصور.
وتم التطوير على عدة أشكال، الأول عام؛ تصبح الكلمة في مقدورها الدلالة على مجموعة، أو عرق كامل، بمعنى أن كلمة ما كانت تصف شيئا محددا مرتبطة به، فتم تعميم الوصف على الأشياء كلها.
والثاني؛ تتضيق المساحة على بعض الألفاظ لتدل على شيء محدد وليس عام، مثل كلمة الحج التي أصبحت تدل على زيارة الناس للبيت الحرام في وقت معين.
أما الشكل الثالث الأوسع انتشار؛ التعبير عن المعاني بدلالات مجازية، مثل الاستعارات المكنية، والكنايات، والتي لا توجد في الكلام ولكن نعبر عنها بعبارات تدل على المعنى المراد الوصول إليه.
العوامل التي ساعدت على تطور علم الدلالة
هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى تطوير علم الدلالة ومنها
- الحاجة لاستخدام بعض الألفاظ لتدل على الأشياء الحديثة في عصرنا، كالاختراعات وغيرها.
- التطور الاجتماعي والثقافي حيث أصبح الناس من كل عرق لهم عدد من الطقوس التي تميزهم دون غيرهم، لذلك هم في حاجة للتعبير عن تلك بدلالات تختلف عن غيرهم.
- كذلك الجانب العاطفي والوجداني، أصبح للإنسان مشاعر مختلفة في حاجة للدلالة عنها بألفاظ يمكن تداولها وتناقلها في الأوساط المختلفة.
- اختلاف المصطلحات اللغوية، يمكن أن يتم فهم الكلمة الواحدة بأكثر من معنى على حسب ثقافة واستخدام تلك الكلمة للتعبير عن معنى خاص لديهم.
تعدد المعنى للكلمة الواحدة
الكلمة الواحدة تحمل في طياتها الكثير من المعاني، هناك معنى أصلى للكلمة والذي نبحث عنه بالمعاجم، ويصل للشخصين المتكلم والمستمع.
هناك معنى فرعي قد يختلف معناها بحسب الثقافة والموقف التي قيلت فيه، وهناك معاني للكلمات، لا يفهمها غير المتخصصين في المجال التي ذكرت فيه هذه الكلمة.
وهناك معنى نفسي بحيث تعني الكلمة دلالة داخل الشخص فقط، أو بمعنى الكلمة من قائلها بمعناها في نفسه لا في نفسها.