يعرف الغي بأنه وادي في جهنم يتصف بخبث الطعم، وبعد القعر، وشدة الحر، ويعرف كذلك بأنه الضلال، والفساد، والخسارة، والكفر… للمزيد إليكم شرح ما هو الغي
ما هو الغي
- الكفر والضلال
- سبيل الغي طريق الفساد، والضّلال
- قال ابن عباس أن الغي هو واد في جهنم، إلا أنه أشد أوديتها حرا، حيث تستعيذ أودية جهنم من حره، ولقد أعد هذا الوادي للزاني الذي يصر عليه، ولأكل الربا الذي يستمر فيه، ولشارب الخمر الذي يدمن عليها، ولشاهد الزور، ولأهل العقوق
- قال عطاء أن الغي هو عبارة عن واد في جهنم يسيل دما وقيحا
- قال كعب أنه واد في جهنم يكون أبعدها قعرا، كما يكون أشدها حرا، يوجد به بئر يسمى ” الهيم ” كلما تخبوا جهنم يقوم الله عز وجل بفتح تلك البئر فيتم بها سعر جهنم
- أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي توبة، أخبرنا محمد بن أحمد الحارثي، أخبرنا محمد بن يعقوب الكسائي، أخبرنا عبد الله بن محمود، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الخلال، وأخبرنا عبد الله بن المبارك عن هشيم بن بشير، أخبرنا زكريا بن أبي مريم الخزاعي قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: ” إن ما بين شفير جهنم إلى قعرها مسيرة سبعين خريفا من حجر يهوي، أو قال صخرة تهوي، عظمها كعشر عشروات عظام سمان فقال له مولى لعبد الرحمن بن خالد بن الوليد: هل تحت ذلك شيء يا أبا أمامة؟ [ ص: 242 ] قال: نعم غي وآثام “.
- قال الضحاك أن لفظ غيا وخسرانا يعني هلاكا وعذابا
لفظ الغي في القرأن الكريم
أولا: قال الله تعالى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [سورة البقرة آية 256]
- قال البغوي (ت 516 هـ) في تفسير الأية الكريمة:
- الله تعالى قد أنزل ﴿ لاَ إكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ من أجل الأمر بقتال أهل الكتاب حتى يسلموا، أو يقوم بإقرار الجزية، ومن يقوم منهم بدفع الجزية فلا يكره على الدخول في الإسلام
- أما ﴿قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيِّ ﴾ فجاءت بمعنى لقد ظهر الحق من الضلال، والإِيمان من الكفر
- فسرت الأية أيضا بأن أهل الكتاب الذين لم يدخلوا الإسلام لا يتم قتالهم في حالة دفعهم الجزية لسلطان المسلمين لذلك لا يقوم المسلمين بقتالهم
- قوله تعالى ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ﴾ فسر تفسير أخر يتمثل في أنك يا محمد قد قومت بتبليغ الدعوة التي أمرك الله بتدبيرها وأظهرت للناس سبيل الرشد وميزت لهم الحق عن الباطل فمن تقبل دعوتك فقد فاز أم من لم يدخل في دين الله فوجب عليه دفع الجزية فإن دفعها فلا تقاتلوه وإن لم يدفع فيقاتل
ثانيا: قال تعالى: ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ( 59 ) سورة مريم
– قال الله عز وجل: ( فخلف من بعدهم خلف ) يعني من بعد النبيين، وهم قوم سوء، ولفظ الخلف بالفتح بمعنى الصالح، وبالجزم بمعنى الطالح.
- قال السدي في تعريف الخلف بأن الله يقصد اليهود، ومن لحق بهم
- قال قتادة، ومجاهد أنهم في هذه الأمة
– أما ( أضاعوا الصلاة ) أي تركوا أداء الصلاة المفروضة.
- قال ابن مسعود أي أخروا أداء الصلاة عن وقتها.
- قال سعيد بن المسيب أن لفظ أضاعوا الصلاة يقصد به أن لا يصلي المرء الظهر لحين دخول وقت العصر، ولا يصلوا العصر لحين غروب الشمس.
– المقصود بـ( واتبعوا الشهوات ) أي قاموا بارتكاب المعاصي، وشرب الخمر، بمعنى أنهم قد أثروا شهواتهم على طاعة الله
- قال مجاهد أن القوم المذكورين في الأية هم قوم يظهرون في آخر الزمان
– ( فسوف يلقون غيا ) فُسِّر الغي هنا بأنه الدمار والخسارة
- قيل أن الغي المقصود في الأية الكريمة هو وادٍ في جهنم بعيد القعر، خبيثٌ طعمه نسأل الله عز وجل العافية
- غيا يعني ندما، وخسارةً
- قال وهب أن الغي هو نهر في جهنم خبيث طعمه وبعيد قعره
- قوله تعالى( فسوف يلقون غيا ) لا يعني أنهم يرون الغي فقط بل يعني الملابسة، والاجتماع مع الرؤية.